هاني نديم ـ إيلاف: حينما إختار غبريال عبد النور أن يغني...غنّى جبران خليل جبران والموسيقى الأوبرالية الكلاسيكية التي تبدو واضحة المعالم في موسيقاه التي يؤلفها ويمزحها بوجع السلم العربي، مغنيًا الغناء النخبوي المثقف والذي لا نملك إلا أن نحترمه ونقدر صاحبه، لا سيما أن غبريال يستطيع بما أوتي من موهبة في الصوت والشكل والمعرفة ان يكون أكثر شهرة لو كانت هي مبتغاه، ولكنه يؤكد على أهمية ما يقدمه،
غبريال عبد النور هو مجاز في علم النفس وباحث في الغناء الأوبرالي والشرقي. شارك في عدد كبير من الأمسيات والفعاليات الثقافية الدولية، غنى فيها أبرز الأعمال الاوبرالية العالمية مع كبار المغنين العالميين كشارل ازنافور، اديت بياف وجاك بريل. وفي العام 2003 أطلق عمله الغنائي الأول بالعربية، بعنوان غبريال عبد النور يغني جبران خليل جبران، ليصدره في أسطوانة بعد عامين.
وبتقديمه أغنيته الشهيرة لكم لبنانكم ولي لبناني لجبران خليل جبران، والتي لحنها ايلي شويري على طريقة الفيديو كليب في متحف جبران خليل جبران في بشري، أواخر العام المنصرم، ومع الأحداث الدامية التي يشهدها لبنان اليوم، التقته إيلاف في هذا الحوار:
bull; ما الذي جعلك تتخذ من الخط القومي خطًا غنائيًا؟
ـ قد تكون كلمة الخط الإنساني أكثر شمولية في تقديم قوميتي، إنه الخط الروحي الرابط بين الإنسان والأرض في كل مكان. من هذا المنطلق تناولت أغنياتي الوضع في لبنان (لكم لبنانكم ولي لبناني) والعالم العربي (quot;هذا الشرقquot; و quot;نحن وانتمquot;) بالاضافة الى المواضيع المرتبطة بالكونية والحب والسلام.

bull;على أية جهة محسوب أنت اليوم؟
ـ انتمائي الأول والأخير لوطني لبنان، لا شك أن لدي رأيي السياسي الذي احتفظ به لنفسي فقط فالعمل الفني هو أشمل وأرقى من أي عمل سياسي ولا أحبّذ أن يحجّم أيّ فنّان نفسه في قالب سياسي واحد. يسعدني أني شاركت فنيًا مع مختلف الجهات السياسيّة الموجودة على الساحة اللبنانيّة في إعادة إحياء بيروت بدعوة من السيدة نورا جنبلاط، يوم عودة الجنرال عون، ريسيتال الحرية لـ 14 آذار، إضافة إلى أغنية quot;عاد المصطفىquot; التي أهديتها لروح الشهيد جبران تويني.

bull;لكم لبنانكم ولي لبناني... ما لبنانك الذي تتمناه؟
ـ لبناني الذي أتمناه هو لبنان جبران كما ترجم في الأغنية التي قدمتها، لبنان الشامخ بهيبة وجلال نحو السماء، لبنان البساطة، لبنان الكرّامين والفلاحين، تأهب الشباب، عزم الكهولة وحكمة الشيخوخة.... لا أريد أن أقتنع إلاّ بلبنان جبران. ففي إقتناعي عذوبة وسكينة وطمأنينة.

bull;من وجهة نظر فنية، ألا تجد أن الالتزام بالنهج الوطني يفقد الموسيقى أهميتها؟
ـ على العكس الموسيقى يجب أن تعبّر عن البيئة التي تنتمي إليها وهنالك أعمال فنية كبيرة ستبقى خالدة لأنها تناولت الوطن وساهمت إلى حدٍّ كبير في بث الحماس في كل الحركات التحريرية.

bull;إلى أي مدرسةٍ فنيةٍ تنتمي؟
لا أنتمي إلى أي مدرسة فنية سابقة، لأن اسلوبي الغنائي هو مزيج ما بين غناء شرقي وغناء اوبرالي، حيث تطغى على أجواء اغنياتي روحٌ شرقية مطعّمة بنفحاتٍ اوبرالية وبمدى واسع للصوت (يتخطى ثلاثة سلالم موسيقية) بالاضافة الى اختياري لعملي الأول الذي غنيت فيه جبران خليل جبران كان عملاً فريداً فالنصوص السبعة الجبرانية هي نصوص نثرية صعبة التلحين.

bull;هل أنت أكاديمي موسيقي، وما علاقتك تحديدًا بالتلحين؟
ـ طبعاً فدراساتي الموسيقى المتشعبة في مختلف أنواع الغناء والعزف والفوكاليز والنظريات الموسيقية تخطت العشر سنوات كما أني أتابع التمارين الصوتية بشكل يومي مع ما يرافقها من تمارين للنفس والرياضة والتعبير المسرحي.
أما على صعيد الألحان فقد كان لي لحن في اسطوانة جبران خليل جبران بعنوان quot;اين انتِquot; بالاضافة الى العملين quot;هذا الشرقquot; و quot;يا بطل لبنانquot; اللذين صدرا تحية لروح الشهيد فرانسوا الحاج، وأغنية ماراتون بيروت 2007 quot;يلاّ نركضquot; وأغنية السلام لماراتون بيروت 2008 ونصوص باللغة الانكليزية لجبران كما ستتضمّن أسطوانتي الجديدة عدداً من ألحاني وتجدر الإشارة إلى أن كل هذه الأغنيات هي من غنائي.

bull; من أنتج اسطوانة جبران خليل جبران، هل ساهمت لجنة جبران الوطنية أو أي جهة ثقافية أخرى في الانتاج؟
ـ لم تساهم لجنة جبران الوطنية ولا أي جهة ثقافية أخرى في الإنتاج. إنتاج الأسطوانة التي تضمنت 7 أغنيات وطبعها وتوزيعها، بالإضافة إلى كل تكاليف الفيديو كليب لأغنية quot;لكم لبنانكمquot; كان على نفقتي الخاصة من دون أيّ دعم مادّي من الجهات الثقافية التي تغيب اليوم عن الأعمال الراقية. يبقى أن أشير أنّ لجنة جبران قدّمت لي دعمًا معنويًا أثناء عملي على تحضير الأسطوانة وفي الأمسيات الغنائية.

bull;ماذا أضاف لك الغناء لجبران؟
ـ أشعر أني توجت فنياً عندما غنيت لجبران لأن النصوص الّتي غنّيتها كانت جدّ عميقة، وهي إلى ذلك كانت تشبهني إلى حدّ بعيد. بالإضافة إلى تكويني لهويّة فنيّة تشبهني عبر أداء نصوص خاطبت الكونية والسلام والحب والأرض والإنسان بأسمى المعاني. ناهيك عن تعاوني مع الملحّن القدير إيلي شويري الذي قدّم لي أجمل الألحان ذات الجوّ الملحمي والمزيج الشرقي الأوبرالي.

bull;ما هي آخر الأعمال التي قدّمتها؟
ـ صوّرت فيديو كليب لأغنية quot;لكم لبنانكم ولي لبنانيquot; في متحف جبران في بشرّي. مشاركتي الغنائية في ماراتون بيروت 2007 بحضور أكثر من 30000 شخص، فأغنية ماراتون بيروت المعتمدة quot;يلا نركضquot; كانت من ألحاني وغنائي. كما قدّمت أغنيتي quot;يا بطل لبنانquot; وquot;هذا الشرقquot; على أثر اغتيال قائد العمليات في الجيش اللبناني quot;اللواء الركن فرنسوا الحاجquot; وقد صوّرتا على طريقة الفيديو كليب وعرضتا طيلة ثلاثة أيام على كافة المحطات اللبنانيّة. بالإضافة إلى ظهوري على معظم الفضائيات العربية والعالمية وأبرزها الـ CNN.

bull;كم عمرك الفني وما هي مشاريعك المستقبلية؟
ـ أوّل أمسية غنائية رسميّة غطّتها الصحافة اللبنانيّة كانت عام 1999 حين كنت أكرّم كبار المغنّين العالميّين وكنت أقدّم الغناء الأوبرالي. مشاريعي الجديدة هي إطلاق أغنية جديدة quot;نركض للسلامquot; وستكون لي مشاركة في 25 أيار/مايو في ماراثون مدارس لبنان. أنا الآن في صدد التحضير لإحياء حفلات بمناسبات اليوبيل 125 لجبران في لبنان والخارج، بالإضافة إلى عملي على إطلاق أسطوانتي المقبلة.

bull;من تتابع من الفنانين، وهل نلت حظك كما ينبغي؟
ـ أستمع بشغف كبير إلى فيروز، أسمهان، وديع الصافي، إديت بياف، شارل أزنافور، بربرا، ماجدة الرومي، كاظم الساهر، جاهدة وهبي، باسكال صقر وصابر الرباعي.
لا أشعر أنّي نلت حظّي كما ينبغي، لكنّي أتحمّل جزءًا من هذه المسؤوليّة لأنّي لم أطرق باب أيّ شركة إنتاج.