تقرير وتصوير علي إبراهيم من تونس: حضور الفنانة أنغام إلى قرطاج يوم الجمعة 15 أغسطس/آب لم يكن عادياً بل شهد تقلبات وتوتراً وسجالاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم الخميس، وكان الجمهور الحاضر في الحفل أقل بكثير ممّا حضر حفلات فارس ونجوى وكاظم وعديد العروض الأخرى التونسية والعربية والأجنبية.
توتر وسجال ومقاطعة واعتذار في المؤتمر الصحافي لأنغام
انطلق المؤتمر الصحافي بترحيب الملحق الإعلامي للمهرجان بالفنانة أنغام والإعلاميين، ثم قامت الفنانة أنغام بتوجيه تحيتها للصحافيين قائلة : أنا أشكركم على حضوركم اليوم وأنا متشوقة للقائكم ولقاء الجمهور التونسي الذي أحمل عنه ذكريات جميلة في مختلف الحفلات التي قدمتها هنا وآخرها حفل سنة 2005. ثم تحدث السيد إسماعيل عودة ممثل شركة روتانا ليقدم كلمة مقتضبة ومكتوبة شكر من خلالها وزارة الثقافة التونسية والإعلاميين التونسيين على تعاونهم مع شركة روتانا لدعم السهرات التي أمنتها روتانا بالتعاون مع مهرجان قرطاج الدولي، ورحب بالفنانة أنغام مسك ختام سهرات روتانا في قرطاج كما قال. وإثر ذلك منحت الكلمة للإعلاميين وبادر ممثل راديو موزاييك بتوجيه طلب للفنانة أنغام للاعتذار عن بعض المضايقات والمعاملة السيئة التي لقيها بعض الزملاء الإعلاميين في حفل أنغام في قرطاج سنة 2005 جرّاء رفض أنغام لقاء الإعلاميين في الكواليس لأنها كانت ترفض أن يتم تصويرها وهي حامل. عندها أبدت أنغام استغرابها من هذا الطلب وأكدت عدم علمها بما ذكر لها فبادرها بعض الزملاء بالإشارة إلى أن الصحافة الفنية التونسية والعربية تناولت الموضوع على صفحاتها. فردت أنغام : أنا لا علم لي بما حدث، وأنتم تطلبون منّي الاعتذار على شيء أنا لم أقترفه البتة.
من الممكن أن أعتذر لكن أنا لم أقترف شيئا، حرام تظلموني وتطلبون منّي شيئا أكبر منّي. وأنا صديقة لتونس من مدّة وهذا ليس المؤتمر الصحافي الأول الذي يجمعني بالإعلاميين التونسيين. واستمر الجدال طويلا لتؤكد أنغام موقفها : أنا مصرّة على عدم الاعتذار عن شيء لم أقم به، وأنا لا أعرف إن كان الاتهام لي أم لروتانا، فأنا لم أقم بشيء وإن كانت روتانا هي المتهمة فالقائمون عليها معنا وبإمكانهم الدفاع عن أنفسهم.
وانتهى الجدال إلى مغادرة مجموعة من الزملاء الإعلاميين قاعة المؤتمر، لكن استمر الجدال قويا رغم محاولات ممثل مهرجان قرطاج الدولي إيجاد صيغة توفيقية للموضوع ليتدخل الزميل ربيع فرّان الممثل الإعلامي ضمن فريق عمل روتانا في حفلاتها في قرطاج ليقول : أنتم تحاسبوننا على شيء لم نقترفه، وحتى نتجاوز هذا الجدال العقيم أريد القول إن روتانا كشركة كبيرة ورائدة في العالم العربي هنا في تونس لتقديم فنّ جميل ولم نأت لنفتك قرطاج أو لنضرب الناس، واسمحوا لي باسمي وباسم روتانا أن أعتذر لكل شخص تعرض لأي سوء تفاهم أو موقف محرج وخلونا نحكي فنّ، وأكيد أنتم لاحظتم هذه السنة أن تعاوننا على درجة مهمة من الاحترام. وأضاف : كما أن روتانا لا تتحمل مزاج الفنان خمس دقائق قبل اعتلائه الركح ربما يكون يصلي أو يدعو أو يقرأ القرآن أو في حالة تركيز... وهنا تتدخل أنغام لتقول : مزاج الفنان جملة لا تقال، لأنه لا علاقة له بما يحدث خارج الكواليس.
وبعد مرور أكثر من ربع ساعة من الجدال والسجال انطلقت الأسئلة وتحدثت أنغام عن مميزات حفلها الجديد في قرطاج، وأكدّت أنها بصدد الإعداد لألبوم خليجي جديد تتعاون فيه مع عديد الأسماء البارزة منها الأمير سعود بن عبد الله وتركي عبد الرحمن...
وأشارت أنغام إلى أنها رفضت مقترحات عدة خاصة بتقديم أغان ثنائية لأنها لم تجد فيها ما يستفزها فنيّا : فكرة الديو عرضت علي أكثر من مرّة لكن لم يحصل أن أجد فكرة تستفزني وأنا أبحث عن فكرة في الديو مثلما حصل بيني وبين ذكرى رحمها الله ولا يكفي وجود فنانين فقط، وأنا سعيدة بالتعاون مع مختلف زملائي.
وردا على سؤال تعلق بحضور الأب في أغانيها قالت أنغام : أنا غنّيت للأب مرتين منها أغنية واحشني يا والدي من مدّة، وكذلك أغنية لجمال بخيت عنوانها : حسك في الدنيا.
واعترفت أنغام بصداقتها القوية لأصالة التي قالت عنها : إنسانة طيبة وخلوقة وبيني وبينها علاقة قوية خارج مجال الفن، فنحن نلتقي في البيت ونخرج في فسحة مع أبنائنا مع بعضنا البعض.
أنغام ترد على سؤال إيلاف

كان سؤالنا : كيف تعدّ أنغام لخروجها بعد سنوات من الساحة الفنية في مستوى الفعل اليومي. فردت أنغام : أنا لست معك في أن الفنان سينتهي يوما، ما دام يحلم ويعبّر عن أحلام الناس ويجعل حياتهم أبسط وفيها جمال. والفنان يستمتع بشغله ويكفيه أن يغنّي معه الجمهور في قرطاج مثلا ليعيش أجمل اللحظات في حياته. والفنانة نجاة الصغيرة مثلا عادت إلى تونس وقدمت حفلا ناجحا على الرغم من أنها لم تقدم الجديد وليس لها نشاط في الساحة كما كانت في السابق، وأنا أتمنى أن أكون كذلك عندما لا يكون لي جديد، لكن اليوم ما زالت عندي أفكار أرى أنها جميلة أسعى إلى تقديمها للناس.
وتختلف مع هاني شاكر
كان الفنان هاني شاكر عبّر خلال لقائه الإعلاميين في تونس الأسبوع الماضي عن سخطه على شركة روتانا التي تدعم الفنان الخليجي وفي المقابل لذلك لم تقدم خدمة للفن والفنان المصري، ولمّا طلب رأي الفنانة أنغام في هذا الموضوع قالت : الفنان هاني شاكر فنان كبير ومحترم لكنني أختلف معه في اعتبار روتانا أنها ليست في خدمة الفنان المصري ولنا أمثلة على ذلك وأذكر الفنان عمرو دياب الذي يحقق نجاحات كبرى وهو يتعامل مع شركة روتانا منذ سنوات، وأنا بينكم اليوم بفضل مجهود شركة روتانا فهي تدعمني وكذلك تدعم العديد من الأصوات المصرية الأخرى مثل الفنانة زيزي التي تملك صوتا جميلا ولها في رصيدها كليبات جميلة. وبفضل شركة روتانا أصبحت حفلاتنا تنقل على الهواء مباشرة لكلّ الدنيا وهذه خدمة جليلة جدّا.
خلال الحفل : حضور جماهيري ضعيف وأنغام متوترة

على عكس باقي سهرات روتانا في قرطاج هذا الصيف التي قدمها فارس كرم ونجوى كرم وكاظم الساهر كان الحضور الجماهيري ضعيفا في حفل أنغام ربما للتغيير الحاصل في الأحوال الجوية حيث كانت نسمات البحر العليلة تغمر تونس العاصمة يوم أمس أو لأن الدعاية لم تكن بالحجم المطلوب. وحول هذه النقطة أفادنا مدير المهرجان الأستاذ سمير بلحاج يحي أنه يرى أن الجمهور جيّد لأن هذا هو جمهور أنغام الذي يحب أغانيها الرومانسية ولذلك جاء ليشهد حفلها الليلة في قرطاج.
أمّا أنغام التي تحدثت للصحافة التونسية إثر الحفل فقالت : بالعكس أنا كنت سعيدة جدّا بالحفل وبلقاء جمهور قرطاج الجميل وأعتقد أن السهرة كانت جيّدة خاصة بحضور المخرج المبدع باسم كريستو. وحول علاقتها بالصحافة التونسية بعد الذي حصل يوم أمس في المؤتمر الصحافي قالت : علاقتي جيّدة بالإعلاميين التونسين الذين أحترمهم جدّا وأحترم آراءهم وملاحظاتهم ونقدهم.
وبما أنّ الحفل كان مباشرا على روتانا وشهده جمهور غفير في مختلف أنحاء العالم يكفي أن نذكر بالأغاني التي شهدت تفاعلا أكثر من غيرها من قبل الجمهور الحاضر ومنها : إلا أنا، ناوي ع الرحيل، يا طيب، سيدي وصالك ... ولاحظ الحضور في المسرح أن أنغام كانت متوترة وغير مرتاحة حتى تحررت من هذا القيد في منتصف السهرة تقريبا فرقصت وصفقت وتفاعلت مع جمهورها.
هوامش من الحفل

-بعض الجمهور الحاضر غادر المسرح قبل نهاية الحفل وباستفسارنا البعض منهم علمنا أن بعضهم يرى أن أنغام فنانة كبيرة لكن الأغاني التي اقترحتها أو ترتيبها في الحفل لم تحقق التواصل والتفاعل الضروري في حفل على مسرح كبير وضخم مثل قرطاج، وبالمقابل لهذا عبّر آخرون عن إعجابهم بالسهرة وبفنانتهم المحبوبة أنغام ولم يتقبلوا انتقاد البعض لها.
-الزميلة مريم بن حسين تولت تأمين النقل المباشر وإجراء الحوار مع الفنانة أنغام قبل بداية الحفل مباشرة على روتانا بعد أن شهدنا حضور فرح بن رجب وجومانا بوعيد في السهرات السابقة.
-أنغام لم تتحدث إلى وسائل الإعلام التونسية قبل بداية الحفل لتلتقيهم إثره في تصريحات مقتضبة.
-بعض الزملاء الإعلاميين الذين اتخذوا مواقعهم في الكراسي الأمامية غادروا المسرح بعد حوالى نصف ساعة واختاروا السهر في الفضاء الثاني للمهرجان حيث كانت الفنانة التونسية زهرة لجنف تقدم عرضها الذي يجمع بين التراث والحداثة موسيقيا وعنوانه quot;شامةquot;.
-أحدهم علّق لماذا فشلت أنغام، أم هي فنانة يستحسن سماعها في تسجيلات أو في سهرات تلفزيونية أفضل؟
-الحافلة المخصصة للإعلاميين تخلفت عن موعدها مرّة أخرى دون سابق إعلام، مدير المهرجان أكدّ أنه تفاجأ بالخبر ووعد بالبحث في الموضوع.