بينما يستعد سكان شبه جزيرة القرم للتصويت غدًا على الانضمام إلى روسيا أو البقاء كجزء من أوكرانيا، يسعى مجلس الأمن الدولي لوقف هذا الاستفتاء من خلال التصويت على مشروع قرار بهذا الشأن.

مع فشل اللقاء الأميركي - الروسي في لندن، يصوّت مجلس الأمن الدولي، السبت، على مشروع قرار يعارض الاستفتاء المزمع في شبه جزيرة القرم.
ويعتبر مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن في جلسته الطارئة أن الاستفتاء على وضع القرم غير قانوني. وكانت منطقة القرم جزءا من روسيا حتى عام 1954.
ومن المقرر أن يدلي الناخبون في شبه جزيرة القرم بأصواتهم في الاستفتاء غدا الأحد. ويختار الناخبون بين البقاء جزءا من أوكرانيا أو الانضمام إلى روسيا.
ويأتي التصويت في مجلس الأمن بعد يوم من إخفاق الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية حل أزمة القرم.
تعهّد روسي
وتعهّدت روسيا باحترام نتيجة التصويت، بينما اعتبرت الولايات المتحدة الاقتراع غير قانوني. وتحكم روسيا بالفعل قبضتها العسكرية على القرم وهي المنطقة شبه المستقلة جنوب أوكرانيا.
وتدخلت روسيا عسكريا في القرم عقب سقوط نظام حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لموسكو في 22 فبراير/ شباط.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون أن الاستفتاء المزمع إجراؤه في القرم يتطابق مع ميثاق الأمم المتحدة.
وذكرت الدائرة الصحافية للكرملين أن بوتين وبان كي مون quot; بحثا في مكالمة هاتفية، الجمعة، الوضع في أوكرانيا بما في ذلك الاستفتاء المقرر إجراؤه في شبه جزيرة القرم الأحد، لتحديد الوضع القانوني للجمهورية، وقد أشار الرئيس الروسي إلى أن قرار إجراء الاستفتاء يتطابق تماما ومعايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدةquot;.
محادثات لندن
وكان وزيرا خارجيتي روسيا سيرغي لافروف،والولايات المتحدة جون كيري، اجتمعا في العاصمة البريطانية لندن. لكن بعد المحادثات، التي استغرقت ست ساعات، أعلن لافروف أن الجانبين ليس لديهما quot;رؤية مشتركةquot; بشأن القضية.
غير أنه وصف المحادثات بأنها quot;بناءةquot;.
وشدد لافروف على أن روسيا سوف quot;تحترم إرادة شعب القرمquot;.
من جهته، أقر كيري بما قال إنه quot;مصالح مشروعةquot; لروسيا في القرم. لكنه شدد على أن واشنطن لم تغيّر موقفها إزاء الاستفتاء quot;غير القانونيquot; في القرم، ولن تعترف بنتيجته.
وقال إن لافروف أوضح أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غير مستعد لاتخاذ أي قرار إلا بعد التصويت في الاستفتاء.
وأشار كيري إلى أنه أوضح لنظيره الروسي أنه ستكون هناك عواقب إذا لم تغير روسيا مسارها.
دعم روسي للقرم
إلى ذلك، كشف وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف أن روسيا ستتخذ قرارا بتخصيص ما بين 80-90 مليون دولار شهريا، لدعم ميزانية جمهورية القرم بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم الأحد المقبل.
وقال الوزير الروسي إن سلطات القرم طلبت مليار دولار فقط، وهناك 5 مليارات دولار ستقدم على شكل مشاريع استثمارية تقوم بها الشركات الروسية في حال وجدت أن هذه المشاريع مربحة بالنسبة لها.
ولفت اوليوكاييف إلى أن المبلغ الذي طلبته السلطات في القرم بقيمة مليار دولار، هو ضروري حقا لسد عجز ميزانية الجمهورية الذي سيحصل في حال توقفت التحويلات المالية من كييف.
مليار دولار
وأشار أليكسي أوليوكاييف إلى أنه ليست هناك حاجة لتقديم مبلغ مليار دولار بشكل كامل، وإنما يمكن تزويد ميزانية شبه الجزيرة بدفعات شهرية تتراوح ما بين 80 إلى 90 مليون دولار، مؤكدا أن بلاده تنظر إلى هذه المساعدات كواجب إنساني ليس إلا.
وفي ما يتعلق بالقرض الذي تم الاتفاق عليه مع أوكرانيا نهاية العام الماضي، وجرى تحويل الشريحة الأولى منه قبل تأزم الأوضاع السياسية في البلاد، أكد اوليوكاييف أن بلاده ستتخذ قرارا بخصوص تقديم الشرائح التالية من القرض التي تبلغ 12 مليار دولار، بعد تشكيل حكومة شرعية في كييف.
واشار أوليوكاييف إلى أن روسيا ستناقش هذا الموضوع مع الحكومة الأوكرانية، عندما ترى شريكًا شرعيًا على الأقل بعد الانتخابات، لافتا إلى ضرورة فهم من هو الطرف الآخر، وما هو برنامج الحكومة الأوكرانية الجديدة، لكي تضمن روسيا مسألة استثمار أموالها في سندات أوكرانية خالية من المخاطر.