&
&
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2015 شهرًا قوميًا لمنع الرق والاتجار بالبشر، الذي سيُختتم بالاحتفال السنوي باليوم القومي للحرية بتاريخ الأول من شهر شباط (فبراير) المقبل.
&
دعا باراك أوباما في بيان أذاعه البيت الأبيض الشركات والمنظمات القومية والمجتمعات الأهلية وجميع الأميركيين لإدراك الدور الحيوي "الذي يمكننا القيام به لإنهاء جميع أشكال العبودية وأن يحتفلوا بهذا الشهر بتنظيم البرامج والنشاطات المناسبة".
ويأتي توقيع الرئيس أوباما على الإعلان تزامناً مع العام التاسع والثلاثين بعد المئتين لاستقلال الولايات المتحدة الأميركية.
&
وقال أوباما انه لما يربو على قرنين من الزمن، كانت الولايات المتحدة ولا تزال تسعى في سبيل النهوض لقضية الحرية ودفعها قُدمًا. وأميركا، التي تلطخ تاريخها بالرق والعبودية وشكل سكانها من أسلاف استُقدموا إلى هذه البلاد، وهم مقيدون بالسلاسل، تشرق اليوم بوصفها نبراسًا ومنارة للأمل بالنسبة للناس في كل مكان الذين يعتزون بالحرية والفرص ويتوقون لهما.&
التمسك بالقيم
وأشار إلى "أن مجتمعنا لا يزال بعيدًا عن الكمال، وينبغي على دولتنا بذل المزيد من الجهد للتمسك بهذه القيم. وعلينا أن نواصل الكفاح هنا في الوطن وحول العالم من أجل كرامة الإنسان وحقوق كل إنسان غير القابلة للتصرف بها".
&
ونبّه بيان البيت الأبيض إلى أن هناك اليوم ملايين من الرجال والنساء والأطفال الذين وقعوا ضحايا الاتجار بالبشر، وإن ممارسات الرق المعاصر ترتكب في بلدان شتى حول العالم كما في المجتمعات الأهلية عبر أرجاء دولتنا.&
&
وقال إن هؤلاء الضحايا يواجهون قسوة لا مكان لها في العالم المتحضر: إذ يُجبر الأطفال على العمل كجنود، وتُضرب الفتيات المراهقات ويُرغمن على ممارسة الدعارة، ويستغل المهاجرون ويرغمون على العمل لقاء أجر زهيد أو دون أجر. إنها جريمة قد تتخذ العديد من الأشكال، وهي جريمة تمزق نسيجنا الاجتماعي، وتحط من شأن إنسانيتنا المشتركة، وتنتهك كل ما نمثله كدولة وشعب.
&
العدل والإنصاف&
وتابع البيان الرئاسي قائلاً إن الولايات المتحدة تأسست على مبادئ العدل والإنصاف، ولا تزال تضطلع بدور قيادي في الحركة العالمية لإنهاء عبودية العصر الحديث.&
وأكد إننا نسعى لمكافحة الاتجار بالبشر، ومقاضاة مرتكبيه، ومساعدة الضحايا على التعافي وإعادة بناء حياتهم. وفي هذا الإطار، أطلقنا مبادرات قومية لمساعدة العاملين في الرعاية الصحية، وطواقم الطائرات في شركات الطيران، وغيرهم من المهنيين للمساعدة في التعرّف على هوية ضحايا الاتجار بالبشر بصورة أفضل وتقديم المساعدة لهم.&
كما نسعى لتقوية ودعم تطوير أدوات جديدة لمنع هذه الجريمة والتصدي لها، وزيادة إمكانية الوصول إلى الخدمات التي تساعد الناجين لكي يتمكنوا من الاكتفاء الذاتي. ونتعاون أيضًا مع شركائنا الدوليين والمنظمات الدينية لتعزيز جهود مكافحة الاتجار بالبشر في جميع البلدان حول العالم.
&
وقال أوباما: وخلال كفاحنا للقضاء على الاتجار بالبشر، فإننا نستمد القوة من شجاعة وعزيمة وتصميم الأجيال السالفة، "ومن الانتصارات التي حققها عظماء الدعاة لإلغاء العبودية السابقين لنا، إذ نرى فيهم وعد دولتنا: بأنه حتى في مواجهة الصعوبات المستحيلة، يستطيع الذين يحبون بلادهم أن يغيروا مسارها".&
&
صوت عالٍ
وأكد الرئيس الأميركي على انه يستطيع كل مواطن أن يسعى من خلال رفع الصوت عاليًا، والإصرار على أن الملابس التي يرتديها، والطعام الذي يأكله، والمنتجات التي يبتاعها لا يشوبها العمل القسري.
ونوه إلى أن قيادات شركات الأعمال والمنظمات التي لا تبغي الربح تستطيع التأكد من أن سلاسل إمداداتها لا تستغل الأفراد عن طريق استعبادهم. مع التأكيد على أن حكومة الولايات المتحدة ستواصل معالجة القوى الأساسية التي تدفع هذا العدد الكبير من الناس للوقوع في ظروف عبودية العصر الحديث في المقام الأول.
وخلص البيان الرئاسي الى القول: "إننا نقف خلال هذا الشهر القومي لمنع الرق والاتجار بالبشر إلى جانب الناجين منه، والمناصرين له، والمنظمات التي تكرس جهودها لبناء عالم لا يكون فيه شعبنا وأطفالنا معروضين للبيع. وسوية، دعونا نعيد التزامنا بإنشاء مجتمع يقول لنا فيه إحساسنا بالعدالة بأننا نحن حماة أشقائنا وشقيقاتنا، وحيث يمكن لكل إنسان صنع حياة متكافئة مع مواهبه وجديرة بأحلامه".
&
التعليقات