تكتسب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر أهمية خاصة، لاسيما في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر&بها المنطقة العربية، والمملكة. ولقيت الزيارة ترحيبًا رسميًا وشعبيًا حارًا.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي مساء الاثنين بمطار القاهرة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، والذي يقوم بزيارة رسمية لوطنه الثاني مصر لمدة يومين يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين السعوديين.

يضم الوفد الرسمي المرافق لولي العهد، كلاً من: الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز المستشار بالديوان الملكي، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعيد، ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير الخارجية عادل الجبير، ومعالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، ورئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان.

كما يضم الوفد المرافق لولي العهد، كلاً من: المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء أحمد الخطيب، والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، ووزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد ثامر نصيف، ونائب رئيس المراسم الملكية راكان الطبيشي، وسكرتير ولي العهد الدكتور بندر الرشيد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية أسامة نقلي.

أما على المستوى الشعبي، فقد رحب المصريون بزيارة ولي العهد السعودي، وأطلقوا هشتاغا على تويتر بعنوان #محمد_بن_سلمان_نورت_مصر، وتصدّر الهشتاغ موقع التواصل الاجتماعي تويتر خلال ساعات من إطلاقه، ونشر المصريون آلاف التغريدات.

كما أطلقت السفارة السعودية والسعوديون في مصر هاشتاغا آخر #ولي_العهد_في_بلده_الثاني_مصر، ونشر السعوديون والمصريون آلاف التغريدات عبر هذا الوسم.

وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، أسامة بن أحمد نقلي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر، تُعد الثانية له خلال عام واحد، مما يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وحجم التعاون القائم بينهما، إضافة إلى حجم التنسيق والتشاور المتبادل في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.

وأضاف في تصريحات تلقت "إيلاف" نسخة منها، أن الشراكة الاستراتيجية بين المملكة ومصر تهدف إلى نشر المحبة والسلام، برؤية موحدة تخدم مصالح البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي، موضحاً أن العلاقات بين البلدين شهدت في عهد كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا العزيز، والرئيس عبد الفتاح السيسي، طفرة غير مسبوقة، شملت كافة مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية وغيرها من المجالات.

وأشار إلى أن هذه الشراكة أثمرت عن إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق على المستوى القيادي، وذلك إضافة إلى تعزيزها من خلال تطوير عمل المجالس القائمة والمتمثلة في اللجنة المصرية السعودية المشتركة على المستوى الحكومي، وتعزيز دور مجلس رجال الأعمال السعودي المصري على مستوى القطاع الخاص.

واختتم نقلي تصريحاته بالتأكيد على أن تلك الزيارة ستشكل دفعة جديدة لنقل العلاقات إلى آفاق أرحب، بما فيه خير البلدين والأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.

وقال نائب رئيس حزب مستقبل وطن، محمد منظور، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى القاهرة، تأتي لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين لخدمة المصالح المُشتركة للشعبين الأشقاء وتدل على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية الوطيدة والمتينة التي تربط بين السعودية ومصر.

وأضاف منظور، في تصريح لـ"إيلاف" أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة في هذا التوقيت ما هي إلا رسالة قاصمة لمُعادي استقرار الدولتين بأن كافة حملاتهم التخريبية التي تستهدف توتر العلاقات بين البلدين لا جدوى منها على الإطلاق، مُؤكدًا أن الزيارة تعكس قوة العلاقة بين دولتين كبيرتين وميزان قوة بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المباحثات التي&ستنعقد&بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ستناقش عددا من الملفات ذات الاهتمام المُشترك أهمها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وزيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين باعتبار السعودية هي الشريك الاقتصادي الأول لمصر.

وأكد نائب رئيس الحزب أن المباحثات ستناقش أيضًا عددا من الملفات الإقليمية أبرزها آخر مستجدات القضية الفلسطينية، فضلًا عن الأزمة الليبية والسورية، مُذكرًا أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تشهد ازدهارًا غير مسبوق بفضل التقارب الفكري بين الزعيمين المصري والسعودي، مضيفا: "الشعب المصري بأكمله لن ينسى موقف السعودية الداعم لإرادة المصريين بإطاحة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من الحكم بثورة 30 يونيو".

يذكر أن السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات العربية في مصر. وبلغ عدد المشروعات السعودية في مصر أكثر من 2900 مشروع تغطي كافة المجالات الإنتاجية والخدمية، وبلغت قيمتها أكثر من 27 مليار دولار، بمساهمات سعودية تجاوزت 5.7 مليارات دولار، فضلاً عن ممتلكات السعوديين من الأصول العقارية في مصر، والتي تقدر بعدة مليارات.

وشهدت الاستثمارات المصرية في السعودية نموًا ليصل&عدد المشروعات إلى 1300 مشروع، باستثمارات تتجاوز 2.5 مليار دولار، منها 1000 مشروع برأس مال مصري 100% تجاوز&1.1 مليار دولار.

كما تصاعد وتنامى&التبادل التجاري ليتجاوز 6.2 مليارات دولار، بزيادة سنوية 16.5%، كما تشكل السياحة السعودية أكثر من 20% من السياحة العربية، وبلغ عدد المصريين الذين يعملون بالمملكة 1.8 مليون، بخلاف أسرهم، وهناك أكثر من نصف مليون من السعوديين المقيمين إقامة دائمة بمصر.