القاهرة: تحت شعار "في استقرارنا.. نستثمر" تستمر أعمال "القمة العربية الأوربية"، الأولى في مدينة شرم الشيخ لليوم الثاني، بمشاركة ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية.

ووفقًا للسفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن عقد القمة على الأرض المصرية يعتبرًا نصرًا كبيرًا للدبلوماسية، واعترافًا بالدور المصري على المستويين الدولي والعربي.

وقال إن مصر طوال تاريخها جسرًا حضاريًا للحوار بين العرب وأوروبا، مشيرًا إلى أن مصر بصفتها قوة عربية ومتوسطية تستضيف هذه القمة التي تعقد للمرة الأولى، مما يعد تكريسًا للدور التاريخي لمصر على المستوى الدولي.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هذه القمة مهمة جدًا للطرفين العربي والأوروبي على حد سواء، خاصة أن كلاهما يسعى إلى مناقشة قضايا الأمن والاستقرار في الثلاث مناطق الرئيسية، وهي: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن هذه القمة تأتي في توقيت مفصلي في تاريخ الثلاث مناطق، بعد ثماني سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، وما نتج عنها من فوضى، وبروز العديد من الأزمات والمشاكل، وبالتالي تسعى دول الثلاث مناطق إلى بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل غموض المستقبل بالنسبة لها، لاسيما أن هناك قوى إقليمية ودولية تنتهج سياسات متقاطعة وغير منسقة مما يزيد من حالة عدم الاستقرار.

&

السفير حسن هريدي

&

واعتبر هريدي أن هذه القمة تمثل فرصة مهمة لدول الثلاث مناطق لتبادل وجهات النظر حول الأزمات والمشاكل التي تؤرقها بمنتهي الموضوعية والشفافية حول مستقبلها جميعًا، لاسيما أنه هناك اتفاق دول المناطق الثلاث حول أهمية عدم استمرار الأوضاع على ما هي عليه، لأنها تمس استقرارها جميعًا.

&ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن قضية مكافحة الإرهاب على رأس مناقشات الدول العربية والأوروبية، وبحث كيفية التعاون المشترك من أجل القضاء نهائيًا على التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل سوريا، وإعادة إعمارها، فضلا على التعاون فيما يخص الملف الإيراني، وكيفية احتواء طهران، والحد من نفوذها المتصاعد في المنطقة، وتهديد دولها.

وأشار إلى أن قضايا الهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين والأزمة الليبية، تسيطر على حيز كبير من أجندة الحوار العربي الأوروبي، بالإضافة إلى الأزمة في اليمن، خاصة أن هذه القضايا تمس أمن واستقرار الدول العربية والأوروبية والأفريقية معًا.

وقال السفير هريدي إن القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ، لاسيما أنها تعتبر القضية الرئيسية في المنطقة، مشيرًا إلى أنه سيتم بحث إعادة إطلاق عملية السلام، بالإضافة إلى العمل على توحيد الفصائل الفلسطينية، وتفعيل اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في مصر في نهاية العام 2017.

ووصف القمة أنها "قمة نوايا وتوجهات وليس قرارات"، متوقعًا أن يتم التوصل إلى تفاهمات حول مختلف القضايا، ويتم بعد ذلك بحث كيفية ما تم الاتفاق عليه، وإصدار قرارات فاعلة، متوقعًا أن تكون هناك تحركات إيجابية من دول المناطق الثلاث أوروبا والعرب وشمال أفريقيا فيما يخص قضايا اليمن وليبيا واللاجئين والهجرة غير الشرعية.

ولكنه توقع في الوقت نفسه ألا تكون هناك تحركات فاعلة فيما يخص الأزمة السورية، لاسيما أن الأطراف الفاعلة فيها لن تكون مشاركة، كما أن الدول الأوروبية والعربية ليست فاعلة على الأرض في القضية السورية.

وانطلقت أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى أمس الأحد، تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار" برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وتستمر لمدة يومين بمشاركة قادة 50 دولة عربية وأوروبية.

ويناقش القادة العرب والأوروبيون التحديات المشتركة في العالمين العربي والأوروبي اللذين يمثلان 12% من سكان العالم، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بما يدعم الاستقرار والازدهار للشعوب العربية والأوروبي