نصر المجالي: وحّدت حادثة القرصنة الإيرانية ضد ناقلة نفط بريطانية، المملكة المتحدة التي تواجه أسوأ انقسامات سياسية منذ عامين بسبب اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتستعد لندن لقرارات صارمة قد ترقى إلى حالة الحصار ضد إيران.

وبينما أكدت جميع التصريحات الصادرة عن السياسيين البريطانيين بأن الأوضاع لن تصل الى حد المواجهة العسكرية في الخليج، قالت صحيفة (صندي تلغراف) إن بريطانيا تستعد لقرارات اقتصادية وعقوبات صارمة ضد إيران.

وأضافت الصحيفة في تقريرها أن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، يعتزم تجميد أصول إيرانية ردا على احتجاز ناقلة تحمل العلم البريطاني في مضيق هرمز.
وتضيف الصحيفة أنه من المتوقع أن يعلن هنت أمام مجلس العموم البريطاني غدا حزمة من الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي قد تتضمن تجميدا محتملا لأصول إيرانية ردا على احتجاز الناقلة ستينا إمبرو.

اعادة العقوبات

وتشير أيضا إلى أن بريطانيا قد تدعو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى إعادة العقوبات التي سبق أن رفعت عن إيران عام 2016 عقب توقيع الاتفاق النووي مع القوى العظمى، وحصلت طهران بذلك على مليارات الدولارات من الأصول، وسُمح لها ببيع النفط في السوق الدولية.

وتأتي هذه الخطوة، بعد انتقادات شديدة تعرضت لها رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، لعدم موافقتها في وقت سابق على الانضمام إلى تحالف بحري، اقترحته الولايات المتحدة، لحماية السفن في منطقة الخليج.

ونقلت (صنداي تلغراف) عن مسؤول في الحكومة البريطانية قوله إن مسؤولين عسكريين رحبوا بالفكرة ووصفوها بأنها "فرصة رائعة" ولكن رئاسة الحكومة لم تدعمها بحجة مخاوف من أن ينظر إلى بريطانيا بأنها تدعم موقف، دونالد ترامب، المتشدد من إيران.

تأكيد إلوود

وأكد توبياس إلوود الوزير بوزارة الدفاع البريطانية تقرير الصحيفة بالقول لقناة (سكاي نيوز) يوم الأحد إن لندن تبحث سلسلة من الخيارات للرد على احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني، وذلك ردا على سؤال عما إذا كانت لندن تدرس فرض عقوبات على طهران.

وقال إلوود: "مسؤوليتنا الأولى والأكثر أهمية هي ضمان التوصل لحل لمسألة السفينة الحالية، وضمان سلامة السفن الأخرى التي ترفع العلم البريطاني في تلك المياه، ثم النظر بعد ذلك إلى الصورة الأوسع".

وعند سؤاله عن إمكانية فرض عقوبات، قال "سنبحث سلسلة من الخيارات... سنتحدث إلى نظرائنا وحلفائنا الدوليين لنرى ما يمكن فعله في الواقع".

لا خيارات عسكرية

يشار إلى أن &وزير الخارجية البريطاني، كان صرح يوم السبت بالقول: نحن لا ننظر إلى الخيارات العسكرية. نبحث عن طريقة دبلوماسية لحل هذا الوضع لكننا واضحون للغاية أنه يجب حله".

واضاف هنت، أن ما حدث "غير مقبول إطلاقًا" ويجب "الحفاظ على حرية الملاحة"، وقال: "نحن واضحون تماما، ستكون هناك عواقب خطيرة، ما لم يحل هذا الموقف".

وكانت الحكومة البريطانية أعربت عن "قلقها الشديد" بشأن احتجاز إيران "غير المقبول" لناقلة النفط. كما اجتمعت غرفة الطوارئ البريطانية، كوبرا، مرتين يوم الجمعة لبحث الأزمة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة لبي بي سي إن بريطانيا "تشعر بقلق عميق إزاء تصرفات إيران غير المقبولة"، مضيفة أن ما حدث "يمثل تحديًا واضحًا لحرية الملاحة الدولية".

وفي رسالة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت بريطانيا إن القوات الإيرانية اقتربت من الناقلة عندما كانت في المياه العُمانية وإن هذا العمل "يمثل تدخلا غير قانوني".

وقالت بريطانيا في الرسالة "التوترات الحالية مثيرة للقلق للغاية وأولويتنا تنصب على التهدئة ولا نسعى للمواجهة مع إيران... لكن تهديد الملاحة أثناء العمل القانوني في ممرات النقل المعترف بها دوليا غير مقبول ويمثل تصعيدا كبيرا".
&