قالت سلطات إقليم كردستان العراق إن الهجوم الذي شهدته أربيل، وأدى إلى مقتل نائب القنصل التركي ومواطنين اثنين، خطط له ونفذه حزب العمال الكردستاني التركي، بحسب اعترافات منفذي الجريمة الستة، وهم 3 أتراك و3 من أكراد الإقليم، أكدت السلطات اعتقالهم، وعرضت اعترافاتهم.

إيلاف: نشر مجلس أمن إقليم كردستان مساء أمس اعترافات منفذي هجوم إطلاق النار في مطعم في مدينة أربيل عاصمة الإقليم في الأسبوع الماضي، والذي أودى بحياة نائب القنصل التركي في المدينة واثنين من المواطنين. &&

وأشار المجلس في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنه في يوم الأربعاء السابع عشر من الشهر الحالي وقع حادث إطلاق نار في مطعم في مدينة أربيل أدى إلى سقوط موظف في القنصلية التركية في أربيل، ويدعى "عثمان كوسه"، ومواطنين اثنين من الإقليم، هما "ناريمان عثمان محمد علي" و"بشدار رمضان صالح".

أضاف إن "قوات الأسايش (الأمن) ومكافحة الإرهاب في الإقليم تمكنت خلال فترة قصيرة جدًا من اعتقال ستة أشخاص على صلة بالحادث، وبينهم ثلاثة مواطنين أتراك، ومنهم المنفذ الرئيس للهجوم، ويدعى مظلوم داغ، وثلاثة أشخاص من معاونيه، والمساهمين في تنفيذ الحادث من مواطني الإقليم، إلى جانب عدد من الأشخاص الآخرين والمتورطين في الحادث، وهم مطلوبون من الناحية القانونية، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

اعترافات المتهمين
وأوضح المجلس أنه بحسب اعترافات المتهمين فإن الحادث إرهابي، وأنه جرى التخطيط له منذ أشهر عدة، من قبل مسؤول في حزب العمال الكردستاني، ويدعى فاتح (بوتان) في قنديل، بهدف اغتيال موظف في القنصلية التركية، وبالتالي زعزعة أمن إقليم كردستان.. وقال إنه بحسب اعترافات المنفذ الرئيس للحادث الإرهابي فإن المواطنين الاثنين من الإقليم قتلا فقط بشبهة أنهما من حراس الدبلوماسي التركي.

منفذو هجوم أربيل المعتقلون

عرض الفيديو الذي نشره مجلس أمن إقليم كردستان اعترافات المنفذين ولحظة تنفيذ الهجوم مع إخفاء بعض المشاهد "احترامًا لضحايا الحادث" بحسب قوله.

والأربعاء الماضي تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو قصير يصور لحظات قتل "عثمان كوسة" نائب القنصل التركي، حيث يظهر اللحظات الأولى لعملية قتل الدبلوماسي التركي في 17 من الشهر الحالي، وقد صورته كاميرات المراقبة في المطعم.

كما يبيّن الفيديو نائب القنصل التركي "عثمان كوسة" وهو يتناول طعامه في المطعم، بينما جلس القاتل "مظلوم داغ" بالقرب منه يحتسي الشاي، ثم تفحص هاتفه النقال، ويبدو أنه بعث بإشارة إلى مشاركين معه في التخطيط للجريمة، ثم نهض وأطلق ثلاث رصاصات من مسدس كاتم للصوت باتجاهه، وظهر شخصان آخران يصوّبان مسدساتهما نحو الضحية، ما أدى إلى مقتله على الفور، إضافة إلى مصرع مواطنَين اثنين.

من هو القاتل؟
من جهتها كشفت وسائل إعلام تركية تفاصيل عن مظلوم داغ قاتل نائب القنصل التركي، موضحة أنه من مواليد عام 1992، وهو كردي الأصل من بلدة ديار بكر في تركيا، وهو شقيق النائبة في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطية يرسيم داغ.

وأوضحت أن داغ أقام في إربيل منذ عام 2014، وعمل خلالها مع مطاعم تركية شهيرة في المدينة، وعمل أخيرًا في شركة تركية لعامين، ولديه إقامة عمل. وقالت إن داغ طرد من عمله في المطاعم التركية ثلاث مرات بسبب تنصته على أحاديث الزبائن في المطعم، وأنه كان في إجازاته دائم التردد على تركيا، كما إنه كان على علاقة بأشخاص في مخيم مخمور في شمال العراق، الذي توجد فيه قواعد لحزب العمال الكردي التركي الانفصالي، وأنه أجرى خلال الأسبوع الأخير أربعة اتصالات مع قيادات في الحزب، &وكان مكلفًا مراقبة الأتراك والدبلوماسيين.
&
يذكر أن المنطقة التي وقع فيها الحادث هي من المناطق الراقية في أربيل، وتوجد فيها مطاعم كبيرة، لذلك يتوجّه إليها الدبلوماسيون وموظفو الشركات الأجنبية لقضاء الوقت، وتناول وجبات الطعام، وللمرة الأولى تشهد أربيل، وخاصة هذه المنطقة، مثل هذا النوع من الحوادث.

ويوم أمس أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتقال جميع الأشخاص الذين نفذوا هجوم أربيل. وقال إن "الهجوم على موظف القنصلية التركية في مدينة أربيل يؤيّد صوابية عملية (المخلب) التي أطلقتها تركيا في شمال العراق ضد الإرهاب (في إشارة إلى حزب العمال)، والحمد لله تم اعتقال جميع منفذي هجوم أربيل، وتم القضاء على خططهم بالكامل".

وشدد على أن "تركيا ستقطع ارتباط الإرهابيين في شرق الفرات في سوريا بشمال العراق عبر عمليتي (المخلب 1) و(المخلب 2)".
&