أسامة مهدي: فيما أعلن رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اليوم عن إرسال برنامجه الوزاري إلى البرلمان استعدادا لارسال قائمة بوزرائه أيضا فقد تعهد بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة وعادلة.. بينما أعلنت إيران عن نقل بضائع بواسطة 7264شاحنة إلى العراق عن طريق اقليم كردستان خلال الايام الثلاثة الماضية رغم الانتشار الخطير لوباء كورونا فيها.

وكتب الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم وتابعتها "إيلاف" قائلاً "أرسلتُ اليومَ المنهاج الوزاري إلى مجلس النواب الموقر، لاطلاع السيدات والسادة النواب، وسيتمّ إرسال أسماء المرشحين للكابينة الوزارية، ضمن المدة الدستورية، لتحديد جلسة التصويت. عاش العراق، أرضاً، وشعباً، وسيادة وطنية".

وعلمت "إيلاف" ان الكاظمي يوشك على الانتهاء من تسمية وزراء تشكيلته الوزارية وارسالها إلى هيئتي النزاهة العامة والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث لتدقيقها بعد ان اكمل برنامج حكومته وارسله إلى البرلمان.

فيديو اعلان الكاظمي عن ارسال برنامجه الحكومي إلى البرلمان:

وأشار مصدر يتابع مفاوضات تشكيل الحكومة إلى أن الكاظمي يستعد الان لارسال قائمة بوزراء حكومته وسيرهم الذاتية إلى البرلمان عدا حقيبتي الدفاع والداخلية، وطلب عقد جلسة برلمانية استثنائية للتصويت على تشكيلته الوزارية.

ومن المتوقع أن تضم الحكومة 22 وزارة منها 11 للشيعة و6 للسنة و3 للأكراد وواحدة للتركمان ومثلها للأقليات ستمنح للمسيحيين.

وقد تعهد الكاظمي بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة وعادلة هي أحد اهم مطالب المحتجين العراقيين. وأكد خلال اجتماع مع رئيس مجلس المفوضية العليا للانتخابات القاضي جليل عدنان أن حكومته المنتظرة ستعيد إنتاج الثقة في العملية الانتخابية وكل النظام الانتخابي.

وأشار إلى أن الحكومة ستسعى إلى إجراء انتخابات على أسس نزيهة وعادلة تستجيب لمقتضيات المرحلة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وأشار إلى أن المفوضية العليا للانتخابات تعد أحد الشركاء الأساسيين للحكومة للعبور بالبلاد من الأزمة الحالية.. مشددا على ضرورة التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في انجاز الانتخابات التي ستعد لها الحكومة.

وتعتبر مسألة اجراء انتخابات مبكرة خلال عام واحد في مقدمة الاهداف التي ستتصدى الحكومة الجديدة لانجازها ،والتي تعتبر من أبرز مطالب المحتجين في العاصمة وتسع محافظات وسطى وجنوبية والذين خرجوا في اكتوبر الماضي في تظاهرات واسعة تطالب باسقاط النظام السياسي الذي يؤكدون انه قائم على الفساد والمحاصصة والولاء لإيران.

وكان اجتماع عقده الكاظمي مع القوى الشيعية مساء الاثنين الماضي قد انتهى بإتفاق على تمرير حكومته في البرلمان بعد ان ابلغها بتخويل القوى السنية والكردية له بحرية اختيار وزراء حكومته المنتظرة.

يشار إلى ان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في التاسع من الشهر الحالي الكاظمي مدير المخابرات العراقية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب اعتذار عدنان الزرفي وأمامه 30 يوما لتقديم برنامجه الحكومي وتشكيلته الوزارية إلى البرلمان للتصويت عليها بالثقة من عدمها.

رغم كورونا... شاحنات إيرانية تعبر إلى العراق

إلى ذلك، أعلنت إيران اليوم عن نقل بضائع مختلفة بواسطة 7264شاحنة إلى العراق خلال الايام الثلاثة الماضية رغم الانتشار الخطير لوباء كورونا فيها.

وأوضح المتحدث باسم مصلحة الجمارك الإيرانية روح الله لطيفي أن معبر "برويزخان" غربي إيران مع اقليم كردستان العراق كان الاكثر زخما بـ 2786 شاحنة خلال هذه الايام الثلاثة. واشار إلى انه بعد منفذ "برويز خان" جاء منفذ "باشماق" ثانيا بـ 2366 شاحنة و"تمرجين" ثالثا بـ 1499 شاحنة من حيث تسليم البضائع الإيرانية إلى الجانب العراقي.

شاحنات بضائع على الجانب العراقي من الحدود مع إيران

وأضاف لطيفي في تصريح نقلته وسائل الاعلام الإيرانية الاربعاء وتابعته "إيلاف" ان جميع المعابر الإيرانية المشتركة مع العراق مغلقة بسبب تفشي فيروس كورونا باستثناء تلك التي مع كردستان العراق الذي فرض بدوره بروتوكولات صحية وقرارا يقضي بنقل السلع من الشاحنات الإيرانية إلى العراقية، لذلك فإن العملية التجارية قائمة رغم المعوقات مثل بطء البضائع اثر تطبيق هذه البروتوكولات.

وبيّن لطيفي أن انغلاق بقية المنافذ مع العراق دفع بعض التجار إلى نقل بضائعهم إلى المعابر المشتركة مع كردستان العراق رغم ان المسافة تطول والمصاريف تزداد ويؤدي ذلك الى تشكل طوابير طويلة على تلك الحدود.

وكان وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي قد كشف امس انه ابلغ حكومة بلاده منذ انتشار فيروس كورونا في بلاده في 24 فبراير الماضي بضرورة الحذر من الحدود المفتوحة مع إيران والممتدة على طول الف ومئتي كيلومتر والانتباه إلى مسألة الوافدين إلى العراق سواء أكانوا الشرعيين أو غير الشرعيين عن طريق التهريب ونقل المخدرات، الامر الذي حتم اتخاذ قرار اغلاق الحدود خاصة في ظل الواقع الصحي الضعيف للعراق.

وأشار علاوي في تصريح متلفز إلى أن الحكومة الإيرانية انزعجت من قرار اغلاق الحدود الذي أصرت عليه وزارة الصحة.. موضحاً أن الحكومة الإيرانية أرسلت العديد من الوفود لإلغاء القرار لافتا إلى ان الوزارة أبلغتهم أن هذا الاجراء كان من الواجب أن يتم من قبلهم وليس الاعتراض عليه كون الموضوع يتخطى الاعتبارات التقليدية لأنه يتعلق بصحة مجتمع بأكمله.

وأضاف أن بقية دول الجوار كتركيا والسعودية والكويت والأردن لم تعترض على قرار غلق الحدود ولبت الطلب على الفور بعكس الحكومة الإيرانية التي أصبحت من اخطر بؤر انتشار فيروس كورونا في المنطقة.