حظرت السلطات الليبية التجول في البلاد بسبب كورونا، فيما يقال إن السبب الحقيقي هو منع التظاهرات ضد الفساد المستمرة منذ أيام، وانتهتإلى خطف مسلحين تابعين لوزارة داخلية حكومة الوفاق 6 محتجين سلميين.

طرابلس: أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية حظرا كاملا للتجول في البلاد على مدى 24 ساعة في اليوم اعتبارا من الأربعاء وحتى الإثنين، في تشديد للتدابير الوقائية بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، وبالتزامن مع تظاهرات احتجاجية تشهدها طرابلس منذ أيام.

وصدر القرار المفاجئ عصر الأربعاء في بيان، وطلب من السكان الالتزام به اعتبارا من الساعة 18,00 من مساء اليوم (14,00 ت غ) "لمدة أربعة أيام"، في إطار التدابير لمواجهة جائحة كوفيد-19. وكانت السلطات تفرض هذا الحظر خلال يومي عطلة الأسبوع كل جمعة وسبت للحد من التنقلات في إطار التدابير الوقائية من الفيروس.

وأعلنت في البيان أنه سيتم "إقفال الحدود الإدارية للمدن ويمنع التنقل بينها". ودعت "الجهات المعنية الى تفعيل دور مأموري الضبط القضائي والجهات الأمنية ذات العلاقة في تطبيق الحظر" واتخاذ "الإجراءات الإدارية الحازمة والقانونية ضد المخالفين".

وسجلت ليبيا منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، بحسب آخر الأرقام، 11834 إصابة بينها 210 وفيات.

تظاهرات وخطف

يأتي هذا القرار بعد تظاهرات نددت بتدهور الظروف المعيشية والفساد المستشري في ليبيا الغارقة منذ سنوات في الحرب والفوضى.

وذكرت "منظمة العفو الدولية" في بيان اليوم أن "ستة محتجين سلميين" تعرضوا للخطف في العاصمة الليبية، مطالبة "باطلاق سراحهم فورا". كما أصيب بعض المحتجين بجروح إثر إطلاق نار قامت به مجموعة موالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، وفق المنظمة التي قالت إنها جمعت شهادات عديدة وحلّلت مقاطع فيديو.

وربط مستخدمون على "تويتر" بين قرار الحكومة والتحرك الذي يدعون الى تصعيده. وينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حراك_همة_الشباب" الداعي الى سقوط الحكومة برئاسة فايز السراج. واعتبرت تغريدات عدة أن الحكومة وجدت في فيروس كورونا المستجد "ذريعة" لوقف الحراك.

وذكرت المنظمة أن رجالا "يرتدون لباسا عسكريا للتخفي" أطلقوا النار بين الساعة 19,30 بالتوقيت المحلي (17,30 ت غ) وتواصل ذلك حتى الساعة 21,00. وتمّ خلال المواجهات خطف ما لا يقل عن ستة أشخاص في حي بطرابلس تسيطر عليه مجموعة تعمل تحت إشراف وزارة داخلية حكومة الوفاق، بحسب المنزمة، ولا يزال مكان تواجدهم "مجهولا".

وقالت نائبة مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديانا التهاوي في البيان، إنه "يجب الإبلاغ"عن مكان وجودهم و"إطلاق سراح كل الأشخاص المخطوفين فورا". ودعت المسؤولة في المنظمة حكومة الوفاق الى "فتح تحقيق معمّق مستقل وشفاف في الاستعمال المفرط للقوة".

السراج يبحث في الشغب

وأكدت حكومة الوفاق من جانبها على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" الأربعاء أن اجتماعا أمنيا عُقد بإشراف رئيس الحكومة فايز السراج "لبحث أحداث الشغب التي وقعت في العاصمة طرابلس وضرورة معرفة كافة أبعادها، وتنفيذ إجراءات ضبط الأمن وتأمين سلامة المواطنين".

وكانت الأمم المتحدة دعت الاثنين حكومة الوفاق الوطني إلى إجراء "تحقيق فوري وشامل" في حوادث وقعت أثناء تظاهرة الأحد في طرابلس، ما أدى إلى سقوط جرحى، وفق بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وحاول السراج في كلمة متلفزة تهدئة الأوضاع وأكد على "الحق المشروع" لكل ليبي في التعبير.

نزاع مستمر

غرقت ليبيا التي تملك أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، في العنف والصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 اثر انتفاضة شعبية.

وتتنازع على السلطة منذ 2015 حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا ومقرها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر المدعوم من روسيا ومصر والإمارات.

كما تعاني البلاد من أزمة معيشية واجتماعية خانقة فاقمتها النزاعات ووباء كوفيد-19.