إيلاف من الرياض: تسببت جائحة كورونا بخسائر كبيرة للعديد من الدول خاصة في الجانب السياحي مع توقف رحلات الطيران الدولية. وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، إذ شهدت الكثير من المناطق في السعودية سياحة داخلية نشطة. وتحولت الجائحة الى فرصة دفعت بالكثيرين الى اكتشاف مدنهم عبر السياحة الداخلية. ولعل أكثر الأماكن جذبا للسياحة هي منطقة فيفاء أو كما يحب أن يسميها محبيها بـ "جارة القمر".

فيفاء إحدى محافظات منطقة جازان جنوب غربي المملكة وتشتهر بجبالها الملتفة حول بعضها والواقعة شرقي منطقة جازان. وتحدها من الشمال والشرق منطقة عسير ومن الجنوب الحدود اليمنية. تبدو تلك الجبال من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل، مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة، لذلك يطلق عليها جبال فيفاء أو جبـل فيفاء وهي كتلة صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في كل الاتجاهات، وعرة المسالك والدروب، كثيرة المنعطفات. وكان الرحالة البريطاني (فيلبي) وصفها بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق، وتتكون من صخور تعود إلى عهود سحيقة والقاعدة مركبة من صخور السيانايت والجرانيت التي تقطعها عروق الكوارتز في أجزاء عديدة وصخور فيفاء ذات صلابة متوسطة إلى شديدة ويمكن تفتيتها.

طبيعة خلابة وحدائق معلقة
ترتفع جبال فيفاء عن سطح البحر بحوالي (12000) قدم أي (3657) متر وتعتبر قمة (العبسيّة) أعلى قمة في الجبل، أما المساحة ففيها بعض اختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى آخر وتقدر المساحة بعرض 20 كيلومتر في طول 30 كيلومترا أي 600 كيلومتر مربع.
وادي لجب في محافظة الريث في منطقة جازان مزار سياحي مهم طوله 15 كيلو وارتفاعه يتجاوز 500 متر والمياه تجره من تحته وتحيط به الحدائق المرتفعة .
https://twitter.com/visitsaudiar/status/1300018730324295681?s=21
كان لجولة الرحالة السعودي بدر العلي لمنطقة فيفاء برفقة المرشد السياحي فيصل الريثي من خلال تقاريرهما المصورة دور كبير في التعرف على طبيعة تلك المنطقة الجبلية سواء من خلال قممها الشاهقة أو منحدراتها الخطيرة والذي يهواها المغامرون الرحالة. واستعرض العلي ثقافة البلدة بشكل مفصل الأمر الذي ساهم بتسويق تلك المنطقة بشكل كبير خليجيا مما جعل العديد من أبناء الخليج يحرص على زيارتها.

https://twitter.com/visitsaudiar/status/1300045803059380225?s=21

أراضي جبلية خصبة

وتقف البيوت الجبلية القديمة الأسطوانية الشكل ومدرجات جبال محافظة فيفاء الزراعية، شاهد على قدم وأًصالة حضارة أهالي فيفا بوجه خاص وسكان المناطق الجبلية بالمنطقة بوجه عام، فتزينت جبال فيفا بتلك المدرجات التي يقدر الأهالي عددها بملايين المدرجات من الوادي إلى القمة، لتكون موقعاً خصباً للزراعة وحفظ التربة من الانجراف بفعل مياه الأمطار والسيول.

ويعتمد أهالي فيفاء على الزراعة وتربية الماشية كمصدرين للدخل، فتزرع الأشجار العطرية والحبوب بأنواعها وكذلك الرمان والقشطة والعنب والكاكو واللبن والجوافة والتمر الهندي وغيرها من الفواكة والخضروات, إلى جانب تربية النحل، حتى عرفت جبال فيفاء بجودة منتجاتها من العسل بأنواعه " السدرة والقتاد والسمرة " وغيرها.

وفي فيفاء يجد السائح والزائر الباحث عن التراث ضالته عند زيارته لسوق "النفيعة" الذي يعد من أول الأسواق التي تقام بالمحافظة، الذي ما يزال يحافظ على طابعه التقليدي وبساطة دكاكينه ومعروضاته من التراث الجبلي القديم.