في كلمة ألقاها سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، لمناسبة العيد الوطني الخمسين لسلطنة عمان، أكد مواصلة الحكومة العمانية عملها من أجل إرساء مرحلة جديدة، تسير فيها سلطنة عمان نحو مكانة تستحقها.

إيلاف من عمان: لمناسبة العيد الوطني العماني الخمسين، وجه السلطان العماني هيثم بن طارق آل سعيد إلى شعبه كلمة متلفزة قال فيها: "نتوجّه إليكم جميعًا بحديثنا في هذا اليوم المجيد، من أيام عمان الخالدة، الذي تحلّ فيه الذكرى الخمسون لنهضة عمان الحديثة والذي كان من المقرر أن تعمّ فيه الاحتفالات جميع ربوع الوطن، وبما يليق بهذه المناسبة المجيدة، إلا أن الأوضاع الاستثنائية الراهنة التي تمر بها السلطنة والعالم أجمع حالت دون ذلك، فقررنا أن تكون الاحتفالات لهذا العام في نطاق محدود وبما يتناسب مع الاحترازات الصحية الواجب اتباعها حفاظًا على صحة وسلامة الجميع".

تجاوزت التحديات

أضاف قائلًا إن عمان تمكنت من تجاوز التحديات التي مرت بها خلال العقود الماضية بحكمة وقيادة سلطانها الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد وتضحيات أبنائها، كما تمكنت من بناء نهضة عصرية جعلت الإنسان محور اهتمامها، "وقد شكّل إرثنا التاريخيّ العريق ودورنا الحضاريّ والإنساني الأساس المتين لإرساء عملية التنمية التي شملت كافة ربوع السلطنة على اتساع رقعتها الجغرافية لتصل منجزاتها لكلّ أسرة ولكلّ مواطن حيثما كان على هذه الأرض الطيبة ورسّخت قواعد دولة المؤسسات والقانون، التي سيكون العمل على استكمالها وتمكينها من ملامح المرحلة القادمة، وسنواصل استلهام جوهر المبادئ والقيم ذاتها، في إرساء مرحلة جديدة ، تسير فيها بلادنا العزيزة بخطىً واثقة نحو المكانة المرموقة، التي نصبو إليها جميعًا مكرّسين كافة مواردنا، وإمكانياتنا للوصول إليها، وسنحافظ على مصالحنا الوطنية باعتبارها أهمّ ثوابت المرحلة القادمة التي حددت مساراتها وأهدافها ’رؤية عمان 2040‘سعيًا إلى إحداث تحولات نوعية في كافة مجالات الحياة، مجسدةً الإرادة الوطنية الجامعة".

وتحدث السلطان العماني عن تطوير الجهاز الإداريّ للدولة، وإعادة تشكيل مجلس الوزراء، "وأوكلنا إليه مسؤولية تنفيذ الخطط التنموية وممكّناتها، بحسب الاختصاصات المنوطة بكلّ جهة، وبما يعزز الأداء الحكومي، ويرفع كفاءته، كما أن العمل مستمرّ في مراجعة الجوانب التشريعية والرقابية وتطوير أدوات المساءلة والمحاسبة، لتكون ركيزةً أساسيةً من ركائز عمان المستقبل".

أوضاع غير مسبوقة

قال السلطان هيثم بن طارق في كلمته المتلفزة: "يمرّ العالم في هذه الفترة، بأوضاع غير مسبوقة، تزامنت فيها الأزمة المالية العالمية والانخفاض الكبير في أسعار النفط، الذي وصل لمستويات قياسية، وانتشار جائحة كورونا. ولأننا جزء حيوي من هذا العالم المترابط نتشارك معه المصالح والمصير، نسرّ لما يسرّه ونأسى لما يضرّه؛ فقد أولينا الأمر اهتمامًا خاصًا، متابعين تطوّراته على المستوى الوطنيّ وعلى المستويات الإقليمية والدولية، مسخرين كافة الأسباب التي تسهل استيعاب تأثيرات هذه الأوضاع، وتخفيف حدة آثارها، على كافة قطاعات الدولة، وتأتي القطاعات الصحية والاجتماعية، والاقتصادية على رأس أولوياتنا واهتماماتنا".

وبحسبه، تمثّل الأزمات والتحديات والصعوبات "سانحةً لأن تختبر الأمم جاهزيتها، وتعزّز قدراتها، وقد فتحت الأزمة الراهنة المجال للطاقات الوطنية لتسهم بدورها في تقديم الحلول القائمة على الإبداع والابتكار وسرّعت من وتيرة التحول إلى العمل الرقميّ وتوظيف التقنية في مجالات العمل الحكوميّ والخاص، على نحو لم يكن ليجد الاستعداد اللازم والاستجابة المناسبة التي وجدها في هذه الظروف.

وأكد أنه على يقين بأنّ خطة التوازن الماليّ والإجراءات المرتبطة بها التي تمّ اعتمادها من قبل الحكومة مؤخرًا ستكون بلا شكّ كافيةً للوصول باقتصاد السلطنة الوطنيّ إلى برّ الأمان.

ووجه السلطان العماني شكره وتقديره "لجميع منتسبي قواتنا المسلحة الباسلة، والأجهزة الأمنية بفروعها وتشكيلاتها المختلفة، مقدرين جهودكم في الحفاظ على سيادة الوطن وسلامة أراضيه والذود عن ترابه الطاهر، في كلّ شبر منه، مؤكدين رعايتنا ودعمنا لكم على الدوام".