ايلاف من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاربعاء ان الجماعات المسلحة التي تطلق الصواريخ لا انتماء حقيقا لها الى العراق مؤكدا عدم السماح لمنطق السلاح ان يتقدم على منطق الدولة ومشددا على ضرورة اخراج العراق من الصراعات الاقليمية والدولية والتحرك وفق أولويات وطنية خالصة.

وخلال ترؤس رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي لاجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني اليوم فقد جرت مناقشة التطورات الامنية الاخيرة في البلاد حيث اطلع على استكمال التحضيرات والاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس الى العراق الجمعة "التي تعد زيارة تاريخية تضعه على طريق الاستقرار والتنمية والازدهار كما ستعزز الرمزية الدولية والفكرية للعراق ومرجعيته الدينية" كما قال بيان رسمي عقب الاجتماع تابعته "ايلاف".

مجاميع لا انتماء حقيقيا لها الى العراق
واشار الى ان المجلس ناقش ايضا الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له قاعدة عين الاسد صباح اليوم حيث اكد القائد العام للقوات المسلحة "ان هكذا هجمات تنفذها مجاميع ليس لها انتماء حقيقي للعراق تستهدف قواعد عسكرية عراقية لا يمكن تبريرها تحت اي عنوان واي مسمى، فهي تضر بالتقدم الذي يحققه العراق، سواء لجهة تجاوز الازمة الاقتصادية، او الدور المتنامي للعراق في تحقيق الامن والاستقرار اقليميا ودوليا".

وشدد الكاظمي على ان "الاجهزة الامنية لديها توجيهات واضحة لاتخاذ موقف حاسم من هذه الجماعات مهما اختلفت مسمياتها وادعاءاتها، رافضاً محاولات التشبث بانتماء غير حقيقي لاحدى الاجهزة الامنية العراقية، وتحركها بغطاء مزيف اذ ان محاسبة المسيئين من اية جهة كانت سيصب في حماية سمعة قواتنا الامنية البطلة".

لا أحد فوق الدولة
واكد على ان اي طرف يعتقد انه فوق الدولة او انه قادر على فرض اجندته على العراق وعلى مستقبل ابنائه، فهو واهم. واضاف "ان مسؤوليتنا الوطنية والاخلاقية تجاه شعبنا تحتم علينا ان لا نسمح لمنطق السلاح ان يتقدم على منطق الدولة وانه لا بد للعراق من اخراج نفسه من الصراعات الاقليمية والدولية والتحرك وفق اولويات عراقية خالصة".. ودعا جميع القوى السياسية لاتخاذ مواقف معلنة وواضحة لدعم توجه الحكومة في هذا الاطار ولحماية الشعب والدولة.

وفيما يتعلق بالوجود الاجنبي على الاراضي العراقية فقد اشار الكاظمي الى انه في الوقت الذي جاءت تلك القوات بطلب من الحكومة العراقية في حينها فان هذه الحكومة اخذت على عاتقها الدخول في حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة، اثمر حتى الان عن خروج 60٪ من قوات التحالف من العراق بلغة الحوار وليس بلغة السلاح. وقال "اننا ماضون في الحوار وفق الاولويات والاحتياجات العراقية للاتفاق على جداول زمنية لمغادرة القوات القتالية والاتفاق على اليات توفر ما تحتاجه قواتنا الامنية من تدريب واسناد ومشورة للقوات العراقية.

أصابع الاتهام تتجه للمليشيات العراقية الموالية لايران
وفي وقت سابق اليوم قالت القوات العراقية ان قاعدة عين الاسد العسكرية بغرب البلاد التي تضم قوات اميركية قد استهدفت بعشرة صواريخ غراد فيما يعتقد ان المليشيات العراقية الموالية لايران هي من نفذت الهجوم.

واشارت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية في بيان عسكري تابعته "ايلاف" الى ان عشرة صواريخ نوع غراد قد سقطت على على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الانبار الغربية صباح اليوم من دون خسائر تذكر موضحة ان الصواريخ سقطت بالقرب من تواجد قوات التحالف الدولي في القاعدة لكن مصادر امنية اوضحت في وقت لاحق ان متعاقدا امنيا قد قتل نتيجة القصف.

وتقع قاعدة عين الأسد بمدينة البغدادي في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) وتستضيف قوات أميركية ضمن قوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش.

وكانت ايران قصفت القاعدة مطلع عام 2020 بعد ايام من مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس ورفاقهما بضربة جوية من طائرة مسيرة اميركية استهدفتهما قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير من العام نفسه.

وهذا القصف هو الثاني على قاعدة تستضيف قوات أميركية خلال أقل من شهربعد قصف مركز عسكري اميركي بالقرب من مطار اربيل الدولي باقليم كردستان العراق الشمالي.

فقد تعرضت محافظة أربيل منتصف الشهر الماضي إلى قصف بـ 14 صاورخا سقط بعضها قرب المطار والبعض الاخر على قاعدة تضم قوات لتحالف الدولي بينها اميركية.

وعادة ماتتهم الولايات المتحدة المليشيات العراقية الموالية لايران باستهداف قواتها وسفارتها في بغداد بالصواريخ وكانت قد هددت باغلاق السفارة او نقلها الى اربيل في حال لم تتوقف عمليات استهدافها بهذه الصواريخ.