روما: ستتعاون إيطاليا وليبيا في مشاريع جديدة في قطاع الطاقة، على ما أعلن رئيسا وزراء البلدين، في أول زيارة لدولة غربية يقوم بها الرئيس الانتقالي للبلد العربي الافريقي الغارق في الفوضى.

والتقى رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة نظيره الإيطالي ماريو دراغي، واجريا مباحثات تناولت استثمارات الطاقة والهجرة والأمن، في أول زيارة له لأوروبا منذ توليه منصبه في آذار/مارس.

وتأكيدا للأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة لإيطاليا، شكل اللقاء ثاني اجتماع وجها لوجه بين الجانبين منذ نيسان/ابريل، حين قام دراغي بأولى رحلاته الخارجية إلى ليبيا، المستعمرة الإيطالية السابقة، بعد توليه منصبه كرئيس للوزراء.

وقال دراغي إنّ التعاون في قطاع النفط بين البلدين سيتوسع بدون أن يقدم تفاصيل محددة.

وصرّح بعد الاجتماع "الامكانيات كبيرة وشركاتنا مستعدة للقيام بمشاريع".

وأضاف "في أساس كل هذه المشاريع هناك حاجة. الحاجة إلى حماية كل الذين سيضعون هذه المشاريع موضع التنفيذ".

وتسعى ليبيا، التي تعتبرها إيطاليا مهمة لمصالحها الاقتصادية والخارجية، لوضع حد لفوضى مدمرة مستمرة منذ عقد في اعقاب الانتفاضة التي أطاحت معمر القذافي، وذلك بموجب عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة.

ومن المقرر ان تشهد اجراء انتخابات عامة في كانون الأول/ديسمبر.

وتريد إيطاليا حماية مصالحها الوطنية في البلد الغني بالنفط، حيث يعد عملاق الطاقة الإيطالي إيني فاعلا أجنبيا بارزا.

وليبيا احدى نقاط الانطلاق الرئيسية لآلاف من المهاجرين الساعين لعبور البحر المتوسط للوصول إلى اوروبا، وخصوصا إيطاليا، كل عام.

ووصل هذا العام حتى الآن 14 ألف مهاجر الى ايطاليا، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

وتوفر روما سفنا ومعدات وتدريبات لقوات خفر السواحل الليبية لمنع المهاجرين من مغادرة سواحل البلاد، في سياسة تندد بها منظمات حقوقية لانها تلحظ إعادة المهاجرين لمراكز احتجاز في ظروف مزرية.

وقال الدبيبة إنّ "مشكلة الهجرة لن تحل فقط في منطقة المتوسط لكن بالعودة إلى الجذور حيث تبدأ الهجرة. وهي ليست فقط مسؤولية ليبية أو مالطية أو إيطالية بل مسؤولية مشتركة".

وقبل لقائه دراغي، شارك الدبيبة في منتدى أعمال مع وزير الخارجية لويجي دي مايو لتحديد الفرص التجارية للشركات الإيطالية في ليبيا.

وقال دي مايو "نريد أن يكون رواد الأعمال لدينا قادرين على بناء تفاعلات متميزة مع حكومة الوحدة الوطنية".

وتابع "نحن في نقطة تحول حاسمة في عملية الاستقرار السياسي في ليبيا. يشهد المسار نحو السلام والاستقرار الدائم في البلاد زخما جديدا".

وأفاد الدبيبة أنّ البلدين يسعيان إلى "برامج اقتصادية وتكنولوجية قابلة للتطبيق" وأن ليبيا ستفعل "كل ما هو ممكن لتنفيذ هذه البرامج".