باريس: تكشف حرائق الغابات التي اقتربت خلال الأسبوع الجاري من محطة للطاقة الحرارية في تركيا، الحاجة إلى تكييف اجراءات سريعة لحماية منشآت كهربائية وصناعية في مواجهة المخاطر الجديدة الناشئة عن الاحتباس الحراري، وفق ما يؤكد خبراء لوكالة فرانس برس.
(حريق بالقرب من محطة توليد الكهرباء في موغلا بتركيا في 4 آب/ أغسطس 2021)
ما هي المخاطر على محطة ميلاس التي تضمّ آلاف أطنان الفحم؟
أفادت الرئاسة التركية، وفق تحقيق أولي، أن الحريق لم يلحق "أضراراً جسيمة بالوحدات الرئيسية في المحطة".
وتختلف إجابات الخبراء في ما يتعلّق بالمخاطر اللاحقة.
يقول الأمين العام للمجموعة الأوروبية للفحم والصلب بريان ريكيتس إن "الفحم لا ينفجر"، لكن "يمكن أن يحترق ذاتياً ما لم يتم تخزينه بشكل صحيح"، ويولّد "مشكلة تلوث هواء ضخمة" في تركيا، كما حدث في بريطانيا مطلع تسعينات القرن الماضي عندما تم حرق آلاف الماشية النافقة خلال أزمة مرض جنون البقر، في مواقد في الهواء الطلق تعمل على الفحم.
في المقابل، يقول المستشار في شؤون المخاطر الصناعية بول بولين إن الخطر الرئيسي ناجم عن تشكل "خليط متفجر مع الهواء إذا ما وصل الغبار الى محيط الحريق".
لكنّ ثيبوه لاكوند المؤسس المشارك ومدير شركة كالاندر المتخصّصة في تقييم المخاطر المناخية، يخفف من هذا الاحتمال. ويقول "لا يبدو لي أن الخطر الكبير هو حدوث انفجار" في هذه الحالة. ويوضح "ما هو متفجر هو الغبار، لكن عند تواجده في مكان مغلق" بينما في تركيا "نحن في الهواء الطلق".
ويتحدّث في المقابل عن خطر تساقط "أمطار حمضية" في حال كان الوقود يحتوي على الكبريت.
ويمكن لتلوث الهواء أن يستمر، وفق لاكوند "من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع حسب الأحوال الجوية"، بينما يشدد بولان من جهته على مخاطر إصابة السكان الذين تنشقوا دخان الحريق بـ"السرطانات" في مرحلة لاحقة.
معايير أوروبية
على المستوى العالمي، ما من معايير محددة. في أوروبا، تعتمد المعايير الرئيسية لانشاء المحطات على "توجيهات سيفيزيو" المتعلقة بشكل أساسي بالمخاطر الصناعية.
تظهر صور الأقمار الصناعية أن محطة ميلاس، بقدرة 650 ميغاواط، مبنية قرب منجم مفتوح يستخرج منه الفحم البني (ليغنيت) الذي يستخدم كوقود للمحطة.
ويشرح لاكوند أن هذا الفحم "رديء الجودة وذات وزن ثقيل وقيمة حرارية منخفضة، ويصبح أقلّ ربحية إذا ما تم نقله. من هنا، يجري استغلاله بشكل عام قرب مكان استخراجه"، بما في ذلك لو تواجد قرب غابة.
ترتبط الحرائق التي تتزايد في جميع أنحاء العالم بظواهر مختلفة يتوقّع الخبراء علاقتها بظاهرة الاحتباس الحراري. لذلك، فإن ارتفاع الحرارة وزيادة موجات القيظ وتراجع معدلات سقوط الأمطار تشكل مزيجاً مثالياً لتطور الحرائق.
ويقول بولان "نواجه خطر السيناريو الأسوأ في المستقبل في العديد من البلدان الصناعية".
مخاطر المناخ
في الإطار ذاته، يشرح لاكوند أن "العديد من المخاطر الجديدة تظهر مع تغير المناخ" معدداً من بينها "الحرائق والغرق والفيضانات وكذلك الجفاف" التي تؤثر على البنى التحتية الصناعية المصممة للعمل على المدى الطويل وتُراعى في عملية بنائها هذه المخاطر العالية المحتملة.
أنظمة الكهرباء
مع تسليطها الضوء على سجلات درجات الحرارة هذا الصيف في كاليفورنيا أو كندا أو العراق، قالت وكالة الطاقة الدولية في دراسة نشرتها في 12 تموز/يوليو، إنه على أنظمة الكهرباء في العالم أن تستعد "لمواجهة التهديد المتزايد" للمناخ على ضوء ازدياد "الظواهر الجوية المتطرفة من ناحية الحجم والوتيرة، والتي ترتّب أضراراً أكبر وضغطاً أكبر على البنى التحتية المتعلقة بالطاقة".
تركيا عملياً معرضة للمخاطر كونها قوة صناعية، شأنها شأن الصين وفرنسا والولايات المتحدة. لكن في بعض الحالات، تعرف تركيا كيف تتخذ اجراءات وقائية.
بعد انفجار مرفأ بيروت المروع الذي نجم قبل عام عن تخزين كميات من مادة نيترات الأمونيوم، ذكرت وسائل إعلام تركية مؤخراً أن 23 محافظة حظرت استخدامه كسماد زراعي، للحؤول دون وقوع انفجارات محتملة.
التعليقات