إيلاف من دبي: مع تنظيم أكبر معرض للوحات رسمها الأمير تشارلز، يقول أمير ويلز إنه وجد ضالته في الرسم، فهذه الهواية تريحه إلى درجة أنه "ينقلني إلى بُعد آخر". إنه المعرض الأول لأعماله الكاملة، ويشمل تسعة وسبعين لوحة مائية، تعرض في The Garrison Chapel في تشيلسي.
في هذه اللوحات، يصور الأمير تشارلز المناظر الطبيعية الاسكتلندية مثل مطحنة هونا في جون أوغروتس وغلين كالاتر بالقرب من بالمورال، والمشاهد الخارجية من مقاطعة بروفانس في جنوب فرنسا، وتنزانيا في شرق أفريقيا. وتمثل هذه الأخيرة أحد الأماكن المفضلة للرسم عند أمير وليز، وفقًا لتقرير نشرته "إيفنينغ ستاندارد".
في إحدى اللوحات، يكشف الأمير تشارلز كيف تنعش هذه الهواية "بعضًا من روحه التي لا تستطيع الأنشطة الأخرى بلوغها"، وكيف بدأ الرسم بعد أن وجد فرحًا قليلًا في هواية التصوير الفوتوغرافي. وهو يكتب عن الفوائد العلاجية للرسام فيقول: "تزداد وعيًا بأشياء ربما فاتك الانتباه إليها سابقًا، أشياء مثل جودة الضوء والظل، والنغمة والملمس وشكل المباني وصلتها بالمناظر الطبيعية. فهذا كله يتطلب تركيزًا شديدًا، وبالتالي إنه أحد أفضل التمارين المريحة والعلاجية التي أعرفها".
رغبة عارمة
يضيف تشارلز: "في الواقع، في حالتي، أجد الرسم ينقلني إلى بُعد آخر منعش، بالمعنى الحرفي للكلمة، فبعض الروح لا تصل الأنشطة الأخرى إليها". لكنه يستطرد معترفًا بأن "الرعب قد نال مني" بسبب جودة رسوماته الأولى.
يروي تشارلز بعض تفصيل علاقته بالريشة والألوان. يكتب: "آثرت الرسم لأنني وجدت التصوير الفوتوغرافي أقل من مرضٍ. وبكل بساطة، شعرت برغبة عارمة في التعبير عما رأيته من خلال الألوان المائية، وفي نقل هذا الإحساس الداخلي بملمس يستحيل تحقيقه بالتصوير الفوتوغرافي". مضيفًا: "اكتشفت سريعًا صعوبة إجادة الرسم في مثل هذا الوسط العفوي، مع الإحباط الشديد من الهجز عن نقل صورة تراها بعينك على الورق".
بحسبه، إذ ينظر أمير ويلز إلى لوحاته الأولى، "أشعر بالهلع من سوء حاله. لكن، مع ذلك، عظمة الرسم تتجلى في أن لك الحرية في تأليف تفسيرك الخاص لأي وجهة نظر تختارها".
ولا يتوهم الأمير تشارلز أن لوحاته "تمثل فنًا عظيمًا أو موهبة مزدهرة، بل إنها تؤلّف، أكثر من أي شيء آخر، طريقتي الخاصة من ألبوم الصور، ولهذا، إنها تساوي الكثير في عيني".
انغماس في الواقع
بدأ العرض قبل عيد الميلاد، ويبقى مفتوحًا للعموم حتى 14 فبراير المقبل. وقالت روزي ألدرتون، القيّمة على معرض The Prince's Foundation: "قال صاحب السمو الملكي إنه الانغماس في الواقع والرسم في الهواء الطلق، وبالنسبة إليه، لا يتمتع التقاط صورة بالشعور نفسه الذي ينتابه حين يرسم لوحة، وهذا المعرض يُظهر بقوة شغفه بإبداع فن جميل".
يرسم الأمير تشارلز كلما سمحت له مشاغله بذلك، وهو اعتاد أن يحمل معه قماشًا وحقيبة الرسم الجلدية في جولاته الملكية، على أمل أن يتسع له الوقت ليرسم. وهذا اهتمام نما فيه في السبعينيات والثمانينيات حين كان قادرًا على مقابلة كبار الفنانين. فهو ناقش تقنية الألوان المائية مع الراحل إدوارد سيجو، وتلقى دروسًا إضافية من رسامين محترفين مثل ديريك هيل وجون وارد وبريان أورغن.
ليس هذا معرضه الأول، ففي عام 1998، وبمناسبة عيد ميلاده الخمسين، عرض الأمير 50 لوحة مائية في قصر هامبتون كورت بينما احتفل معرض أستراليا الوطني في عام 2018 بعيد ميلاده السبعين وعرض 30 لوحة من لوحاته.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيفنينغ ستاندارد".
التعليقات