دبيّ مدينة سعيدة برجالها من آل مكتوم الكرام، ومنذ شيخها الأول مكتوم بن بطي، رحمه الله، في الثلث الأوّل من القرن التاسع عشر إلى يوم الناس هذا وهي تكتب قصّتها في سجلّ التاريخ الناصع الذي احتفظ بها كمدينة شقّت طريقها رغم كلّ الصعوبات التي كانت تكتنف مسيرتها المظفرة نحو التقدّم والرقيّ والحضارة، ثم طار سَعْدُها إلى مدارها الأعلى حين صارت نوبة حُكمها إلى مهندسها وبانيها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي أحبّها بقلبه وبناها بعقله وخبرته، ولم يغادرها حتّى جعلها أمانة مصونة في أعناق وارثي مجده.
ثم توهّجت بالعزّ والألق حين اعتلى سُدّة مجدها فارسها وعاشقها وكاتب قصّتها، صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، الّذي منحها في قلبه مكانة خاصة لا تزاحمها مكانة، وجعلها ذكرى خالدة في وجدانه لا تبلى على مرور الأيام والأعوام.
في هذا السياق من الاهتمام بمدينة دبيّ، نشر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم تغريدة مفعمة بالحب ومصحوبةً بعدد من الصور الخلّابة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي تحدّث فيها بلغة القلب الحميمة عن واحدة من أجمل مناطق دبيّ والوطن هي منطقة «حتّا» تلك المنطقة الساحرة الجمال التي أمر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد منذ مدّة ليست بالقصيرة بإعطائها ما تستحقّ من الاهتمام المتميز.
بحيث تكون وجهة سياحية عميقة الجاذبية لأبناء الوطن وضيوفه، وتكون رافداً وطنيّاً فاعلاً يعزّز مفهوم السياحة الوطنية، ويرتقي بالمكان الإماراتي إلى مستوى المنافسة العالمية بدلاً من إنفاق ملايين الدراهم على السياحة الخارجية، فكان لهذه النظرة الثاقبة من لدن صاحب السموّ أكبر الأثر في تطوير منطقة «حتّا» ورفدها بكل الخدمات الكفيلة بجعلها منطقة سياحية من طراز فريد.
«خلال زيارتنا اليوم لمنطقة حتا في دبي، طبيعة خلابة، وبيئة مستدامة، ووجهة عائلية، وأهل وأحباب وأصحاب» بهذه اللغة الشفافة المحسوبة على النثر، لكنّها في جوهرها من صميم الشعر يفتتح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد هذه التغريدة الجميلة، حيث أشار إلى زيارته الكريمة لمنطقة حتّا، والتي عوّدنا الاحتفاء بها في مطلع كل شتاء جميل من شتاءات دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، إدراكاً منه للقيمة الفريدة لهذه المنطقة، لا سيّما في هذا الفصل الجميل،.
حيث أغدق عليها الأوصاف الجميلة مادةً ومعنى، فهي منطقة ذات طبيعة خلابة تسحر القلب وتأخذ بالحواس إلى مكامن الجمال في هذا المكان المتميز، وهي بيئة مستدامة تتواصل فيها الخدمات الراقية التي تجعلها دائمة متجددة وذات جاذبية عالية، وهي وجهة عائلية تتمتع بالأمن الذي يجعل للطبيعة مذاقاً خاصّاً.
ويجمع شمل العائلة الإماراتية في أجواء عابقة بالمحبة والسكينة والطمأنينة، وهي بذلك ملتقى الأهل والأحباب والأصحاب الذين بهم وبصحبتهم تطيب الإقامة وتُصنع الذكريات، لتكون هذه الكلمات النابعة من قلبٍ صادق المحبة لدبي وللوطن كله بمثابة النبراس الذي يهدي الباحثين عن الجمال في الطبيعة الجميلة في هذا الوطن الحبيب.
«تابعنا فيها مشاريع تطويرية بقيمة 3.6 مليارات درهم، انتهى منها 41 مشروعاً، وجاري العمل في 24 مشروعاً سياحياً وسكنياً وبيئياً، واعتمدنا فيها حياً نموذجياً سكنياً للمواطنين يضم 200 مسكن، ودشّنا فيها شلالات حتا المستدامة، وتابعنا فيها مهرجان حتا الشتوي»، في هذا المقطع من تغريدة صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد ألقى سموّه ضوءاً ساطعاً على الحركة النشيطة لمجموعة المشاريع التطويرية بهذه الكلفة العالية في منطقة حتّا تعبيراً عن مبلغ اهتمام صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد بهذه المنطقة العزيزة على قلبه، وأنّ وتيرة الإنجاز في هذه المشاريع المتنوعة تسير حسب الخطة المرسومة بحيث تقترب من حدود الثلثين.
وتغطي كافة الاحتياجات التي تنهض بهذا المنتجع السياحي الفريد الذي يستحق هذه العناية المتميزة من لدن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد في إطار سعيه الحثيث في أن تظل دبي في حالة تنمية مستدامة لا تتوقف إلا كي تنطلق من جديد بوتيرة أكثر سرعة، وترتاد آفاقاً جديدة تزيدها تقدماً وروعة وجمالاً.
«مستمرّون في تطويرها وتطوير جميع أحياء ومناطق دبي، ومستمرّون بخدمة مواطنينا، ومستمرّون في بناء أفضل حياةٍ للناس على مستوى العالم، ونسأل الله التوفيق والسداد في خدمة البلاد والعباد»، وبهذه الكلمات المتوهّجة بالحبّ والعزم والتصميم يختتم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد هذه التغريدة الرائعة الجميلة مؤكّداً على الاستمرار في تطوير هذه المنطقة تحديداً مع شمول خطّة التطوير لجميع مناطق وأحياء دبي الزاهرة الجميلة، فدبيّ في نظر صاحب السموّ كلٌّ لا يتجزأ.
وما تظفر به منطقة من الرعاية والاهتمام لن يكون في أيّ حالٍ من الأحوال على حساب المناطق الأخرى، فهذه المدينة ومنذ تأسيسها وهي تشهد نهضة شاملة في جميع مسارات الحياة، ويَنْعم أهلها بنمط متفرّدٍ من الخدمة جعلها تحصد المراكز الأولى في مجموعة كبيرة من المؤشّرات الحضارية العالمية، لأنّ همة صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد وجميع فرق العمل التي تتشرّف بالعمل معه أعلى من مجرد المنافسة على مدن الإقليم.
بل هي ذات توجّه عالمي يطمح معه أن تكون دبي في المرتبة الأولى على مستوى العالم في طبيعة الحياة والخدمات التي تقدّمها للمواطنين، وهذا السقف العالي للطموح يكلّفها الكثير من الجهد والمال، لكن تحقيق هذا الهدف هو الذي يجعلها نقطة جذب عالمية ترتقي معها المدينة إلى المكانة اللائقة بها بين مدن العالم الكبرى وحواضره الزاهرة.
التعليقات