إيلاف من لندن: كشفت إحصاءات رسيمة عراقية الجمعة عن انتحار شخصين كل يوم معظمهم من الشباب بسبب المخدرات والبطالة والعنف الأسري وأكّدت العمل على غلق مواقع تُحرِّض على الانتحار.
وأكّدت مديرية الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية العراقية وجود زيادة في عدد حالات الانتحار لاسيما بين الشباب.. موضحة أنّ الأسباب وراء ذلك عديدة في مقدمتها المخدرات والأوضاع الاقتصادية المتمثّلة بالبطالة وكذلك التعنيف والتفكك الأسري فضلاً عن الابتزاز الإلكتروني الذي تقع الفتيات ضحية له.

وأشار قائد الشرطة المجتمعية العميد غالب العطية في تصريح للإعلام الرسمي تابعته "إيلاف" إلى أنّ "بغداد تكثر فيها حالات الانتحار بحكم عدد سكانها".. مشيراً إلى أنّ محافظات كركوك وذي قار وديالى وبغداد في مقدمة محافظات البلاد الثمان عشرة في عدد حالات الانتحار.

مواقع التواصل الإجتماعي
وأوضح أنّ "مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً سلبياً بموضوع الانتحار حيث أن بعضها يشرح كيفية تعلم الانتحار" .. لافتاً إلى أنّ "الشرطة المجتمعية تقوم بدورها للحد من الانتحار من خلال التثقيف ونشر برامج التوعية.. منوهاً إلى انها تكثف جهودها مع قرب إعلان نتائج الامتحان في المدارس والجامعات حيث تكثر خلالها حالات الانتحار. وأوضح أنّ "الشرطة المجتمعية منعت 33 حالة انتحار خلال العام 2021 من خلال متابعاتها للشباب وعوائلهم.

وكشف المسؤول الأمني المجتمعي عن أنّ معدّل الانتحار شهرياً العام الماضي زاد على 60 حالة بينما تجاوزت حالات الانتحار خلال الشهرين الأول والثاني من العام الحالي 100 حالة.

وبين أنّ "مجموع حالات الانتحار المسجلة خلال العام 2021 بلغت أكثر من 774 حالة".. مشيراً إلى أنّ "هناك مواقع الكترونية "تُثقف" على الانتحار وتروج له ولذلك تسعى الجهات المسؤولة لإغلاقها.

محاولات الانتحار
وقبل ذلك سجّلت البلاد 644 حالة انتحار خلال عام 2020 فيما كان عدد ضحايا الانتحار في عام 2019 أكثر من 590 شخصاً في حين وحاول 1112 شخصاً آخر الانتحار كان 80% منهم من النساء ما يعني أن هناك وفاة واحدة وثلاث محاولات انتحار يومياً. كما سجل عام 2018 عدد 519 حالة وعام 2017 بعدد 422 حالة.

توصيات
ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا مؤخراً أنه نتيجة لزيادة نسب حالات الانتحار في عموم البلاد فقد اتخذت وزارة الداخلية جملة من التدابير منها تشكيل لجان متخصصة لدراسة هذه الظاهرة والخروج بمعطيات تبين أسبابها ونسبتها مقارنة بدول الجوار.

وأوضح أنّ الدراسة التي أعدّتها الوزارة حول الانتحار خلصت إلى مجموعة من الحقائق وقدمت عدة توصيات ومنها ما يتعلّق بتعزيز قسم الدعم النفسي في وزارة الصحة وزيادة الدعم المقدم من وزارة الشباب والرياضة لأفراد المجتمع بهدف المساهمة في إشغال وقتهم ومساعدتهم على ممارسة هواياتهم.

الفئات العمرية للمنتحرين
وأوضح أن "الفئات العمرية أقل من 20 سنة كانت نسبتهم 36.6 في المئة من عدد المنتحرين ومن 20 إلى 30 عاماً كانت نسبتهم 32.2 في المئة، أما نسبة الذكور فتشكل 55.9 في المئة والإناث 44.8 في المئة.

ونوّه إلى أنّ "حالات الانتحار بين المتزوجين تشكل 40 في المئة وبين العزاب 55 في المئة.

وفيما يخص المراحل التعليمية بين إن "نسبة المنتحرين من الذين كان تحصيلهم الدراسي أقل من المرحلة الابتدائية بلغت 62.2 في المئة، ودون المتوسطة 16.9 في المئة، والعاطلين عن العمل 35 في المئة، وربات البيوت 29.9 في المئة".

علاقة مستوى التعليم بحالات الانتحار
وأظهرت الإحصاءات أنّ نسبة الانتحار وقعت في معظمها بين صفوف غير المتعلّمين أو حصلوا على تعليم متواضع ولم يكملوا تعليمهم الابتدائي.

وبلغت النسبة بين صفوف هذه الفئة 62.2 في المئة، أما من حصلوا على تعليم ما دون المرحلة الدراسية المتوسطة فبلغت النسبة 16.9 في المئة والعاطلون عن العمل 35 في المئة، وربات البيوت 29.9 في المئة.

دوافع الانتحار
وعن دوافع الانتحار في العراق فقد أكّد الناطق باسم وزارة الداخلية أن هناك أسباباً عديدة وراءها ومنها ما يتعلّق بالضغط النفسي وشكل عدد المنتحرين بسبب ذلك 36.22 في المئة، أما الاضطرابات النفسية فبلغت 34.64 في المئة.

ونوّه إلى أسباب أخرى تتعلّق بالتفكك والعنف الأسري والوضع الاقتصادي إذ يشكل الفقر 13 في المئة، والبطالة 9.5 في المئة والأسباب الدراسية وعدم تحقيق الطموح 13.38 في المئة والفشل الدراسي 5.5 في المئة.

كما يرى بعض المختصين أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل التي ارتبطت بحالات الكساد والإغلاق بسبب جائحة "كورونا" خلال السنتين الماضيتين عززت من حالة اليأس والتشاؤم لدى كثير من الأشخاص الذي يعيشون في أسر فقيرة.

عالمياً.. 800 ألف منتحر كل عام
يشار إلى أنّ منظّمة الصحة العالمية تؤكّد أنّ مواجهة الانتحار من أولويات الصحة العامة.. وتقول إنّه على الصعيد العالمي يموت حوالى 800 ألف شخص نتيجة الانتحار كل عام ويقابل كل حالة موت أكثر من 20 محاولة انتحار.

وتشير المنظمة إلى أنّ هناك حالة وفاة واحدة تُسجل كل 40 ثانية على مستوى العالم بسبب الانتحار.