اجتاز مشروع قانون لتنشئة "جيل غير مدخن" من الأطفال في المملكة المتحدة - عبر منعهم من شراء التبغ - أول عقبة تشريعية كانت تواجهه.

ومن المتوقع أن يكون هذا القانون واحداً من أكثر إجراءات حظر التدخين تشديداً والتي يتم اتخاذها على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يدخل هذا التشريع حيز التنفيذ نهاية العام الجاري.

وتتخذ 150 دولة حول العالم إجراءات للحد من انتشار التدخين.

ما هي قوانين حظر التدخين في المملكة المتحدة؟

ينص قانون "التبغ والسيجارة الإلكترونية" على حظر بيع منتجات التبغ لأي شخص وُلد بعد الأول من كانون الثاني (يناير) 2009 في إنجلترا وويلز.

ومن المتوقع أن تتخذ اسكتلندا وإيرلندا الشمالية إجراءات مشابهة لهذا القانون.

وفي الوقت الحالي، يبلغ الحد الأدنى للسن القانوني لشراء منتجات التبغ – مثل السجائر – في المملكة المتحدة هو 18 سنة. لكن هذا السن القانوني المحدد، يرتفع بواقع سنة كل عام بموجب مشروع القانون الجديد، مما يعني أنه بعد سنوات لن يتمكن أحد من شرائها.

ويأتي مشروع القانون الذي يناقشه المشرعون البريطانيون على غرار قانون تم إقراره في 2023 في نيوزيلندا، والذي كان من شأنه أن يحظر أيضاً بيع التبغ للأشخاص الذين ولدوا منذ 2009 وما بعدها.

وكان من المقرر أن يدخل القانون النيوزيلندي حيز التنفيذ في تموز (يوليو) 2024، لكن تم إلغاؤه بعد تغيير الحكومة.

ما هي الدول التي تفرض حظراً على التدخين؟

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 151 دولة لديها الآن قوانين تحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة.

وتقول إن هذه القوانين تحمي حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص في العالم – 5.6 مليار شخص – من آثار دخان التبغ الذي يستهلكه الآخرون.

وفي 2004، أصبحت أيرلندا أول دولة في العالم تحظر التدخين في الأماكن العامة غير المفتوحة، مثل المكاتب والحانات والمطاعم ووسائل النقل العام.

ومنذ ذلك الحين، أصدرت 16 دولة أخرى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي قوانين مماثلة. رغم ذلك، يؤكد الاتحاد الأوروبي أن بعض الدول الأعضاء فيه لا تطبق تلك القوانين بشكل صارم.

كما تفرض جميع دول أمريكا الجنوبية حظراً على التدخين بموجب قوانين مفعلة.

وفي 2006، حظرت أورغواي التدخين في الأماكن المغلقة العامة وفي الأماكن القريبة من المستشفيات والمدارس، في حين كانت باراغواي هي الدولة الأخيرة في أمريكا اللاتينية التي تمرر قانوناً محلياً ضد التدخين، لكن منذ عام 2020 تم حصر استخدام منتجات التبغ في أماكن محددة غير مزدحمة وفي الأماكن المفتوحة.

وفي 2023، مررت المكسيك أحد أكثر قوانين مكافحة التدخين صرامة في العالم، وهو حظر التدخين في جميع الأماكن العامة بما في ذلك الحدائق والشواطئ والفنادق والمكاتب والمطاعم. وهذا يعني أن المكسيكيين لا يمكنهم التدخين في أي مكان سوى منازلهم.

ومع بداية من تموز (يوليو) 2024، سيتعين على مصنعي التبغ في كندا طباعة تحذيرات صحية على كل سيجارة.

وتقول منظمة الصحة للدول الأميركية إن هناك حوالي مليون حالة وفاة في الأميركتين تنتج سنوياً، إما بسبب التدخين أو استنشاق الدخان غير المباشر.

هل يمكن لحظر التدخين أن يحد من استهلاكه؟

أجرى المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية في المملكة المتحدة دراسة لآثار حظر التدخين في 21 دولة.

وخلص المعهد إلى أن هناك أدلة على أن إجراءات الحظر خفّضت معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وكذلك التهاب الشعب الهوائية والربو.

وفي 2007، تم تمديد الحظر المفروض على التدخين في الأماكن العامة وأماكن العمل المغلقة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وبعد ذلك بسنة واحدة، قال تقرير نشرته المجلة الطبية البريطانية إن عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب النوبات القلبية تراجع بمقدار 1200 شخص مقارنة بالعام الذي سبقه.

وبعد حظر التدخين في الأماكن العامة في اسكتلندا، انخفض عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية صحية في المستشفيات بسبب الربو بحوالي 20 في المئة تقريباً لمدة ثلاث سنوات على التوالي، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة غلاسغو.

يُذكر أنه قبل فرض حظر التدخين في اسكتلندا، كان عدد الأطفال المصابين بالربو الذين يدخلون المستشفيات يتزايد بنسبة 5.00 في المئة سنوياً.

كما شجعت القوانين التي تحظر التدخين الكثيرين على الإقلاع عن هذه العادة.

ووفقا للبيانات الحكومية الصادرة في المملكة المتحدة، كان 22 في المئة من سكان البلاد مدخنين في 2006، لكن بحلول 2023، تراجعت هذه النسبة إلى 14 في المئة فقط.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه بسبب الإجراءات المضادة للتدخين على مستوى العالم خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تراجع عدد المدخنين عالمياً بحوالي 300 مليون مدخن.