في مدينة مانشستر البريطانية، حقق بلال محمد تاريخاً جديداً بعد أن أصبح أول مقاتل فنون قتالية مختلطة من أصل فلسطيني يفوز بلقب بطولة UFC، حيث انتزع اللقب لفئة الوزن المتوسط من بطل إنجلترا ليون إدواردز، إذ حقق المقاتل الأمريكي البالغ من العمر 36 عاما، والذي ولد في شيكاغو وهو ابن مهاجرين فلسطينيين، فوزا بالإجماع في خمس جولات.

وعلى الرغم من اضطرار محمد للقتال في ملعب مليء بالجماهير "الساخرة" في الغالب، إلا أنه سيطر على إدواردز، سواء في مبارزاتهما الواقفة أو على الأرض، طوال المباراة.

بطولة القتال النهائي

تعد بطولة UFC واحدة من أهم البطولات الرياضية حول العالم، وتتبع تقاليد غنية في فنون القتال المختلطة التنافسية التي يعود تاريخها إلى "بانكريشن"، وهو حدث في الألعاب الأولمبية اليونانية تم تقديمه عام 648 قبل الميلاد، ومنذ 80 عاماً تقريباً، أثار شكل برازيلي من فنون القتال المختلطة يُعرف باسم Vale Tudo (أي شيء مباح) اهتمامًا محليًا بالرياضة. ثم قدمت UFC فنون القتال المختلطة المنظمة والمعتمدة إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح مقرها، في لاس فيجاس، ويشاهد البطولة سنوياً أكثر من مليار متابع في أكثر من 165 دولة.

قتال
Getty Images
تحظى البطولة باهتمام واسع حول العالم في الأوساط الرياضية

"مجرد قتال"

"إنه مجرد قتال على الحلبة لـ 25 دقيقة، ومن ثم أعود لأسرتي، لذلك لم أرَ فيه قتالاً كبيراً، القتال الحقيقي في غزة حيث يقاتل الناس من أجل حياتهم".

هذا جزء من تصريحات بلال عقب تتويجه بالبطولة، وأشار بلال إلى أنه "ورغم السخرية والشكوك والانتقادات التي طالته من الجماهير أثناء القتال، إلا أنها لم تشكل ضغطاً عليه لأنه آمن وفريقه بقدرته على تحقيق الفوز" كما ركز بلال على "إيصال ما يواجهه الفلسطينيون مقارنة بقتال قصير، ورسم البسمة على وجوههم وإخبار العالم بأننا ما زلنا هنا".

https://twitter.com/ufc/status/1817428486027456875?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1817428486027456875%7Ctwgr%5Ea101a6d2728a55893190dbcb809b308764327913%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.palestinechronicle.com%2Ffor-palestine-belal-muhammad-becomes-first-palestinian-to-be-undisputed-ufc-champion%2F

تصريحات بلال هذه حظيت باهتمام كبير من قبل المغردين، وتصدر اسمه مشاركاتهم من مختلف دول العالم العربي، وشارك المغردون مقاطع فيديو متنوعة للتتويج والاحتفالات في شوارع مانشستر، وركز بعضهم على مركبته التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني.

واختلطت التعليقات حول أداء بلال في المباراة وموقفه السياسي أيضاً، إذ وصف أحدهم بلال بأنه مشكلة لأي خصم، ورغم أنه لا يمتلك مهارة "الإنهاء" إلا أنه يجد حلاً لكل خصم.

فيما يرى آخر أن "نزالات بلال الأخيرة برهان على مستواه الحقيقي بالضغط على المنافسين وإرغامهم على التراجع، أما قتاله مع ليون فكان بالضغط القوي والاقتراب كثيراً منه لإضعاف ركلاته، والإسقاطات المميزة لبلال جعلته يسيطر عليه أرضاً".

ولم يقتصر فوز بلال -بالنسبة له- على تحقيق اللقب فحسب، بل يرى أن له الآن "صوتاً للأشخاص الذين ليس لديهم صوت، للأشخاص الذين يريد العالم منك أن تنساهم. لذا، إذا واصلت تسليط الضوء على ذلك، ورفع معنوياتهم، ورفع قلوبهم، فسأفعل كل ما بوسعي".