ماذا ينتظر الإنسان من الأحقاد؟ ماذا ينتظر البشر من الانتقام؟ ماذا ينتظر المرء من الفردانية والأنانية؟ ماذا يُنتظر ممن لا يهمهم التناقض في القرارات وغير ذلك؟ ماذا ننتظر من فئة تفكر في نفسها وأبنائها وعشيرتها وتتعامل مع الآخر بنظرة ضيقة عنوانها كن مطيعاً خنوعاً ولا تتكلم مهما تألمت؟

ننتظر منها شيئاً واحداً للأسف؛ شيء اسمه الرجوع إلى الوراء وكفى! لن نسبّ أحداً. لن نشتم أحداً. لكن نتمنى أن تسود عدالة الحق في العالم المحزن الجديد، بعيداً كل البعد عن أيديولوجيات كثيرة، من قبيل الذئب حرام و"مرقته" حلال. أو تحريف أثر القناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. وقراءة كتاب كيف تتعلم الكذب. وزد على ذلك ليس بالقليل.

الإنسان الذي يمعن ويكثر في الانتقاد، عليه أن يمعن أولاً في طبيعة أفعاله قبل الخوض في مفردات لسانه التي هي أصلاً بالمجان! فعوض أن تنتقد كل شيء لا يروق لأهدافك وميولاتك وأفكارك وطموحاتك، كن مسؤولاً واسأل نفسك: هل حقاً أقوالك تطابق أفعالك في السر والعلن، أم ماذا؟ للأسف، سيبقى الذئب ذئباً. بيد أن شريعة الذئاب، أي حرام عليكم وحلال علينا، لا سيما في الخفاء، لم تعد تنطلي على وعي أمسى يزحف على الكبير والصغير والأمي والمتعلم والرجل والمرأة، وزد على ذلك الكثير. اتركوا التناقضات تعالج فضائحها جانباً، واتركوا الناس تتأقلم وتعيش وفق قاعدة الاحترام القائم على الخضوع لمبدأ سنة الخلاف والاختلاف.

الحياة سفينة الجميع، أما التطرّف الرافض لتعدد الأفكار والثقافات والميول والأذواق، فهو تطرّف لن يكون له طريق آمن، وبكل اختصار، التطرّف والعنف معناهما غياب حياة الطمأنينة والسلام.