إيلاف من واشنطن: نفت إيران ادعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، بأن الجانبين سيجريان مفاوضات مباشرة بشأن مستقبل البرنامج النووي لطهران.
فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ الاثنين أن الولايات المتحدة وإيران على استعداد لبدء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي لطهران، لكن مسؤولا إيرانيا كبيرا قال إن أي مفاوضات ستكون غير مباشرة، وأن الوسيط في المفاوضات هو سلطنة عمان.
Trump: "We're having direct talks with Iran ... everybody agrees that doing a deal would be preferable to doing the obvious. And the obvious is not something that I want to be involved with ... it's getting to be very dangerous territory." pic.twitter.com/m4zTHB9sPC
— Open Source Intel (@Osint613) April 7, 2025
وفي إشارة أخرى إلى الطريق الصعب الذي ينتظر أي اتفاق بين الخصمين الجيوسياسيين، أصدر ترامب تحذيرا واضحاً بأنه إذا فشلت المحادثات "ستكون إيران في خطر كبير".
وكانت إيران قد تصدت لمطالب ترامب في الأسابيع الأخيرة بالتفاوض بشكل مباشر بشأن برنامجها النووي أو التعرض للقصف، ويبدو أنها تتمسك بهذا الموقف حتى الآن، حيث قالت إنها وافقت فقط على المحادثات بوساطة، ومن المرجح أن تعقد في عُمان.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وسوف تبدأ يوم السبت. لدينا اجتماع كبير للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث، أعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل".
وأضاف ترامب أن محادثات السبت مع إيران ستكون على مستوى عالٍ جدًا دون الخوض في التفاصيل. ورفض تحديد مكان انعقاد المحادثات، لكنه ألمح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق.
جو بايدن فعلها ولكن دون تقدم حقيقي
أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، لكنها لم تُحرز تقدمًا يُذكر.
وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الحكومتين في عهد باراك أوباما، الذي قاد الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 والذي انسحب منه ترامب لاحقًا.
أدت تحذيرات ترامب من العمل العسكري ضد إيران إلى إثارة الأعصاب المتوترة بالفعل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بعد الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، والضربات العسكرية على اليمن، وتغيير القيادة في سوريا، وتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
قال ترامب إنه يُفضّل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني على المواجهة العسكرية، وفي السابع آذار (مارس)، قال إنه وجه رسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يقترح فيها إجراء محادثات. وصرح مسؤولون إيرانيون آنذاك بأن طهران لن تُجبر على التفاوض.
إيران لن تمتلك أسلحة نووية
وقال ترامب في المكتب البيضاوي يوم الاثنين "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا، وإذا لم تنجح المحادثات فإنني أعتقد أن ذلك سيكون يوما سيئا للغاية بالنسبة لإيران".
ولن تتم المحادثات المباشرة من دون موافقة صريحة من خامنئي، الذي قال في شباط (فبراير) إن المفاوضات مع الولايات المتحدة "ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة".
وقبل ساعات من إعلان ترامب، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن إيران تنتظر ردًا أميركياً على اقتراح طهران بإجراء مفاوضات غير مباشرة . وأضاف أن الجمهورية الإسلامية تعتقد أن هذا العرض سخي ومسؤول ومشرف.
بعد حديث ترامب، صرّح مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، لرويترز : "لن تكون المحادثات مباشرة... بل بوساطة عُمانية". وتُعدّ عُمان، التي تربطها علاقات جيدة بكل من الولايات المتحدة وإيران، قناةً للتواصل بين طهران وواشنطن.
حرب نفسية من ترامب
ووصفت وكالة نور الإيرانية للأنباء ، التابعة لأعلى هيئة أمنية في البلاد، تصريح ترامب بشأن لقاء مباشر مخطط له بأنه جزء من "عملية نفسية تهدف إلى التأثير على الرأي العام المحلي والدولي".
وقال مسؤول إيراني ثان تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خلال عطلة نهاية الأسبوع إن هناك فرصة محتملة لمدة شهرين تقريبا للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى مخاوف من أن إسرائيل، عدو إيران القديم، قد تشن هجوماً على إيران إذا استغرقت المحادثات وقتا أطول.
خلال فترة ولايته (2017-2021)، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي كان يهدف إلى الحد من أنشطة إيران النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد ترامب فرض عقوبات أميركية شاملة.
التعليقات