واشنطن من سوزان شميت: تنحى صمويل بيرغر مستشار الامن القومي الاميركي الاسبق في عهد الرئيس بيل كلينتون، والذي يخضع لتحقيق بعد أن أخذ وثائق سرية من الارشيف الوطني، عن موقعه كمستشار غير رسمي لجون كيري مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الــرئاسة.
وقد ترك بيرغر، الخاضع للتحقيق منذ اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، منصبه كمستشار غير رسمي لكيري في مجال الشؤون الخارجية والامن القومي، بعد تحرك حملة كيري بسرعة لوقف الاضرار السياسية الناجمة عن هذه المشكلة. وذكر مسؤول حكومي مطلع على سير التحقيق ان بيرغر ازال من الارشيف مسودات كل الملفات، وعددها يتراوح بين خمس وست، التي تنتقد رد فعل الحكومة على التهديدات بخصوص مؤامرة الالفية الارهابية، التي ذكر انها كانت مشفرة بكلمة codeword وهي اعلى مستويات سرية الوثائق.
وقال كيري في بيان له مساء اول من أمس: «ساندي بيرغر صديقي وخدم هذه الامة بلا كلل وبتميز. احترم قراره بالتنحي كمستشار للحملة الى ان يتم حسم هذا الموضوع بموضوعية وانصاف». لكنه اضاف ان الضجة المتزايدة اقنعت فريق الحملة بأن رحيل بيرغر «امر ضروري بسبب التشويش الخطير الذي يمكن ان يسببه» لكيري في الاسبوع السابق على ترشيح الحزب الديمقراطي له لمنصب الرئيس.
وحتى مع اعتراف بيرغر بتصرفاته، فليس من الواضح ما ان كان ذلك ناتجا عن الاهمال او كان تصرفا مقصودا لاخفاء تلك الوثائق وازالتها، بالاضافة الى ازالة تعليقاته على الوثائق التي كان يطلع عليها. ويذكر ان مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» قام بتفتيش مكتبه ومنزله في وقت سابق من العام الحالي بموجب اذن قضائي.
وقال الديمقراطيون ان توقيت التسريب عن التحقيق مع بيرغر وانتقادات الجمهوريين انما يستهدفان صرف الانظار عن نشر تقرير للجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر اليوم. وامتنع البيت الابيض عن التعليق على التحقيق مع بيرغر.
وقد اعترف محامو بيرغر بأنه ازال عدة وثائق سرية وانه تخلص من بعضها وهو يراجعها باعتباره ممثلا لإدارة كلينتون بخصوص التحقيق المستقل في هجمات 11 سبتمبر. وقالوا ان ازالة الوثائق كانت غير مقصودة. غير ان بيرغر كان على علم بأنه ينتهك القانون عندما ازال تعليقاتها بدون عرضها على العاملين في الارشيف الوطني.
وقد اعلن بيرغر خارج مكتبه: «لقد ارتكبت غلطة بحسن نية اعتذر عنها. لقد تعاملت مع هذه القضية منذ اكتوبر(تشرين الاول) 2003 بصورة كاملة وبدون تحفظ. كل ما فعلته كان بهدف مساعدة عمل هيئة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، واي اشارة الى عكس ذلك هي غير صحيحة».
وقد استغل الجمهوريون هذه الضجة متهمينه بسرقة المستندات لاستغلالها في حملة كيري الانتخابية بينما تساءل الديمقراطيون عن توقيت التحقيق معه. وقال كل من السناتور سكسبي تشامليس عن ولاية جورجيا وغوردون سميث عن ولاية اوريغون (جمهوريان)، ان بيرغر قدم المعلومات الى حملة كيري ولكنهما لم يقدما اي ادلة.