دخل مجنون على طبيب وقال له في الحال: يا محاسن الصدف! وفهم الطبيب على الفور ان الرجل مريض عقليا لا جسديا فأعطاه حبوبا مهدئة ولعن الصدف التي قادت المجنون الى عيادته!
وجاء الى مكتبي شخص ثرثار يوما وكان يقول بعد كل كلمة وكلمتين: الصدفة هي وحدها التي جمعتني بك!
وقد احتاج رأسي الى علبة »بنادول« يومها كي ازيل الصداع الذي سببته تلك الصدفة اللعينة كما زعم الرجل المتطفل!
وتستحق الصدف بعض اللعنات لكنها ايضا تستحق الكثير من المديح.
فهناك اشياء جميلة جاءت في حياتنا من غير مواعيد، وهناك احداث حلوة حدثت في عمرنا بلا انتظار هكذا صدفة.
واعرف بشرا لا يحصون انتظروا لحظات جميلة واحداث سعيدة واوقات رائعة ونجاح يأتي في موعده وتاريخه، وحسبوا تلك الاوقات باعصابهم لكن تلك الاحداث واللحظات لم تأت لألف سبب وسبب.
وعلى عكس الانتظار تأتي الصدف بلا ساعات انتظار قاتلة ولا اعصاب تالفة. فقد يأتي حب بلا موعد، فقط تلتقي مشاعر جميلة صدفة في مكان ما وزمن ما وتصنع مفاجأة رائعة واكثر من جميلة.
واحيانا تهبط على حياتنا صدف تقلبها واحيانا تحدد مصيرنا ومستقبلنا. اما الاعجب حقا فهو ان تكون هذه الصدفة هي حلم كان لا يذيقك النوم سنوات، او خيال كان يطاردك طوال العمر، لكنه يأتي تلقائيا تحمله صدفه تصنع سعادة وحبا لم تتوقعه على الاطلاق.
وهناك صدف كبيرة تغير حياتك وهناك صدف صغيرة تنتشي بها طويلا. فقد تأتيك رسالة رائعة من حبيب بعيد، وقد تكون لقاء عابرا في الطريق، وقد تصلك الصدفة المبهجة وانت في لحظة حزن، وربما تزيد من وقت سعادتك بصدفة ليست على البال.
وفي الصدف جوانب جميلة وصادقة وغامضة ايضا، تأتي كومضة وتختفي في لمحة.