05 الاستقلال

يحيى جابر

أي فجر للأمة؟
أي ربيع للأمة؟ أي سنونو؟
ان استيقظ على غراب عروبي ينعب وينعق ويبشرني بالخراب!
كل يوم يبهدولونني، ويلقمونني شتائم، "صهيوني عالترويقة، أميركاني كل دقيقة، ودقي يا موسيقى".
كل يوم تصدح الأصوات تحت الشباك، ويزعجونني بمعزوفات متتالية، وانا بدي نام. بأي مخفر استنجد؟!.
انهم يوزّون حولي كالبرغش. برغشوني، برغشوا حياتي، برغشوا اذني، برغشة في طبلة اذني! "يا عميل، يا مرتد، يا خاين".
منذ سنوات حللوا قتلي، لانني ارتبكت قليلاً من السيادة.
منذ شهور أهدروا دمي لانني أصبحت مرتداً في حبي لوطني.
البارحة، اشاعوا، وبخوا، لانني قلت الحقيقة!
كل يوم تهمة طازة من افرانهم، ويحلمون بنا بحرب اللحم بعجين، والبلاد مناقيش عالصاج، والبحر كشك وطحين! أي افران للموت يحضرون؟
كل يوم مدّ الفلقة، كل ساعة تهديد، كل دقيقة وعيد، كل تكة تحريض وتشويش.
الآن، في هذه اللحظات، اسمع تصريحاً لثائر مغوار يهدد الجريدة. يتوعد، ويربد، ويزبد. حسناً لقد قرر حرقنا، ذبحنا، وسحلنا.
وما لا يعرفه الثائر، ان الجريدة ليست ورقاً قابلاً للاحتراق، وليس الحبر دوماً للسفك،. هنا جريدة تصرخ على شرفة تطل على البحر الأبيض المتوسط.
نحاول الحقيقة، أو نموت فنعذرا.

[email protected]