أكثر قضايا المجتمع أهمية يمكن لأي شخص أن يسمع بها هي تلك التي تناقشها السيدات في مجالسهن الخاصة، سواء كانت هذه المجالس صفوفاً دراسية أو مكاتب العمل، أو محاكم او حتى دعوة عشاء عابرة. والسبب ان النساء بشكل عام يتمتعن بقدرة عالية على قراءة تفاصيل أي مشكلة ولمس الخلل الحقيقي وراءها واقتراح سبل عقلانية لعلاجها.
ولو اعطيت النساء الفرصة الصحيحة لاستثمار هذه القدرة الفائقة، لما فقد العالم توازنه بهذا الشكل الغريب!!
مشكلة المجتمعات الشرقية عامة انها مصابة بنوع من الفوبيا عندما تبدأ السيدات بالحديث عن أي قضية من قضاياهن في المجتمع. فهناك اعتقاد سائد ان المرأة عندما تتحدث، ستنقل مشاكلها وتطالب بحقوقها بمبالغة وبشكل يفوق قدرة المجتمع على تنفيذ هذه المطالب - التي تتعلق بها هي لوحدها. مما يشكل تهديدا على مكانة الرجل والسلطة التي يتمتع بها داخل هذا المجتمع. ولكن لو حاولنا التخلص من هذه الفوبيا، وتوقفنا عند كل قضية من القضايا والمشاكل التي تطرحها النساء، نرى أنها تصب جميعها في صالح كل من الرجل والمرأة على حد سواء. فعندما تكون هناك مبادرة لتصحيح خلل معين يعاني منه نصف المجتمع، لابد أن النصف الآخر سيستعيد توازنه تبعا لذلك.
قضايا مثل التعليم والتوظيف والحقوق القانونية والمصالح العامة، عندما تناقشها المرأة وتطالب بتطويرها، ستناقشها بتفصيل ودقة يفتقر لها - معظم الرجال، وعندا توضع الحلول لها من قبل السيدات، ستراعى فيها متطلبات كل من الرجال والنساء. ولكن عندما يتفرد الرجال بالحلول والقرارات، نرى أنها تخل بتوازن مجتمعه لأنها تركز على دوره هو لوحده نظرا لأنه يراها كما اعتاد أن يراها من وجهة نظره فقط، متناسيا بذلك بأن هناك نصفا آخر للمجتمع ليس من الحكمة تجاهله.
وعلى العموم، فإن الرسالة الأساسية التي تريد النساء إيصالها عبر القضايا التي يطرحنها هي الرغبة في تطوير مجتمعاتهن وتحسين أداء هذه المجتمعات من خلال فرض احترامهن والتعامل معهن بحضارية وتفعيل أدوارهن في المجتمع.
التعليقات