مغامرته من فلوريدا إلى بغداد انتهت بسلام.. وسيعود اليوم إلى مدرسته ليكتب موضوعاً عن العراق
واشنطن ـطلحة جبريل
يعود اليوم الفتى العراقي فارس حسن الى مدرسته في مدينة laquo;فورت لودرديلraquo; في ولاية فلوريدا بعد رحلة مثيرة الى بغداد أثارت دهشة وحيرة أسرته ومعظم الاميركيين، الى حد أن خبر عودته سالماً من العراق أصبح أهم خبر في الولايات المتحدة مطلع السنة الجديدة.
وقالت والدته شذى عطية إن الاسرة ستبحث في وقت لاحق مع ابنها (16 سنة) الأسباب التي دفعته إلى زيارة laquo;أخطر مكان في العالمraquo; على حد تعبيرها لكنها لن توبخه على تصرفه. واكتفت عطية في مكالمة هاتفية جرت معها من واشنطن بالقول laquo;نحن سعداء بعودته سالماً الينا سنجلس جميعا ونتناقش حول الأسباب التي جعلته يذهب إلى هناكraquo;.
وكان فارس تناول الليلة قبل الماضية وجبة العشاء مع والده في أحد مطاعم المدينة، ثم انتقلت العائلة الى منزل أحد أصدقائهم لينام فارس هناك تفادياً لازعاج الصحافيين.
وكان فارس حسن قرر زيارة بلده الأصلي العراق وأخفى هذه الرغبة عن والديه، وغادر واشنطن في 11 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بجوازه الاميركي ومبلغ 1800 دولار، وانتقل بالطائرة الى الكويت ومن هناك حاول عبور الحدود العراقية بسيارة أجرة في 15 ديسمبر (كانون الاول)، لكنه لم يستطع بسبب إغلاق الحدود، إذ كان ذلك اليوم هو يوم الاقتراع لانتخاب البرلمان العراقي الجديد.
ثم انتقل من الكويت الى بيروت لزيارة أسرة أحد اصدقائه، وبعد أيام في بيروت سافر الى بغداد يوم 25 ديسمبر وأقام في فندق يقيم فيه عادة الاميركيون في العاصمة العراقية، وتجول كثيراً في الاسواق دون أن يتعرض لأي أذى. وزار بالصدفة الثلاثاء الماضي مكتب وكالة laquo;اسوشيتد برسraquo; في بغداد وروى لهم قصته. وبلغت التفاصيل السفارة الاميركية هناك، حيث تولت ترحيله الى فلوريدا ليصل الليلة قبل الماضية الى مطار ميامي ويجد في استقباله والديه وشقيقته شاهيناز، وحشدا من المراسلين، بعد أن أصبح نجماً في الاخبار.
وعانق الاب رضا حسن، وهو طبيب، ابنه طويلاً أمام عدسات وكاميرات المصورين، في حين أخذته والدته في أحضانها وأجهشت بالبكاء.
وقال فارس في وقت لاحق إنه يرغب الآن، وبعد مغامرته المثيرة، أن يلتقي باصدقائه، وكذلك كتابة موضوع عن الرحلة. ويبدو أن فكرة هذه المغامرة اختمرت في ذهن الفتى أثناء درس حول الصحافة حيث طلب مدرس فارس من الطلاب كتابة موضوع عن العراق. وتعيش أسرة فارس في فلوريدا منذ ثلاثة عقود، وهو ولد هناك ولم يزر بلاده قط.
وتستقطب الآن مدرسة فارس ومدينته laquo;فورت لودرديلraquo; اهتماماً متزايداً حيث تسعى قنوات التلفزيون الاميركي الى تسجيل وقائع laquo;رحلة فلوريدا ـ بغدادraquo; كما سيرويها فارس.
التعليقات