05 الاستقلال


يحيى جابر

اسمعي يا امرأة، يا حرمة، يا زوجتي، أنوي إخراج إبني من المدرسة. سأغير المدرسة! وأدخله إلى مدرسة quot;وئامو وهابوquot;.
مدرسة quot;وئامو النموذجية للعروبةquot;، صفوفها من الروضة حتى الثانوي، اقساطها مريحة، ليلي نهاري، والنقليات مؤمنة عالخط العسكري، عالخط الزراعي...
مدرسة وئامو للعروبة، خارجي/داخلي، وداخلية، ودواخلية ودواخل، والداخل مفقود، والخارج مولود، وكل فنون التدخل بشؤون الآخرين.
مدرسة وئامو للعروبة، يا شريكتي، تبني أجيالاً من الكذب، أجيالاً من التفسيد. هناك، سيتعلم الصبي فيزياء الفسيدة، رياضيات الفسيدة، قواعد التفسيد، جغرافيا الإفساد. هناك سيتعلم كيف ينصت ويتنصت على رفاقه وأقاربه وأهل الحي والجمهورية كلها.
هناك سيتعلم رسم الوجوه والأقنعة.
هناك سيتعلم كل فنون التعذيب بالكلام، وعلم جمال الوشاة والوشاية والنكاية والمكايدة.
هناك سيتعلم النحو والصرف من الخدمة لكل من يخالف رأياً، ويتهجى أفعال الجزم والنعي والأوامر ولا الناهية.
هناك في مدرسة وئامو للعروبة، سيتعلم الصبي فن الإصغاء ليتحول الولد الى أذنين تمشيان على الأرض، هناك سيتعلم كيف يكون الانسان برغياً في آلة، ان يتحول إلى شيء! الى جماد! إلى ححجر إلى لا شيء تقريباً!
مدرسة وئامو للعروبة، تاريخ عريق من الأمية والتجهيل.. والتحريف والتزييف.
وئامو أصلي... إحذروا التقليد!


[email protected]