تركي بن عبد الله السديري
من يقرأ تصريحات المعنيين بشؤون التطرف الديني ويراقب تصرفاتهم يجد أنهم أكثر إساءة إلى الله من أصحاب أي انتماء مادي أو فكري آخر..
الشيوعية والرأسمالية.. تصارعتا.. لكن كانت هناك قوانين دولية وأعراف تمنع القتل جزافاً وبالذات للمدنيين المسالمين وتضع حقوقاً للأسرى..
صحيح أن الدول التي خاضت الحربين العالميتين ارتكبت مخالفات قاسية وبحثت عن الانتصار حتى ولو عن طريق القتل الجماعي كا يحدث في غارات الطائرات على المدن.. لكن ذلك يحدث والكل يعرف بأنه قسوة وبشاعة فليست هناك قوانين أو أفكار أو معتقدات لتبريره بقدر ما هو تصرفات قادة الدول أو الجيوش..
التطرف الديني ليس فقط المحسوب على الإسلام ولكن ما هو محسوب على المسيحية واليهودية يأتي أكثر ظلماً وبشاعة.. فالعنف الفلسطيني - وهو ليس بتطرف - مبرر بالبحث عن حقوق منهوبة وأرض محتلة.. وتأتي هذه الحقيقة ضمن مبررات التطرف الديني الذي انعطف مؤخراً نحو الحق الفلسطيني كبعض مبرراته ولكنه - أي التطرف الديني الإسلامي وليس العنف الفلسطيني - يلتقي مع تطرف الديانتين المسيحية واليهودية اللتين تفتقدان أي مبرر.. فقادتهما من يمارسون الظلم ونهب حقوق الآخرين.. يلتقي معهما في الإساءة إلى الله عندما نجد أن الأطراف الثلاثة يحرضون على القتل وتعذيب الآخر وتشريده.. والآخر هذا هو laquo;الزميلraquo; في ديانة أخرى سماوية وليس الخارج على الأديان أو العابد لرمز مادي حتى لكأن الرب جل وعلا وهو الغفور الرحيم قد أرسل الأنبياء الثلاثة كي يفجروا صراعات دموية على طول امتداد التاريخ..
هذا المفهوم سخيف ومريض وعدواني النزعة.. تعالوا نتأمل تصريح القس laquo;بات روبرتسونraquo; وهو قس أمريكي من واشنطن حيث علّق على إصابة شارون بالجلطة أن ذلك حدث له بسبب غضب الرب على من يقسم الأرض المقدسة.. ولم يقل لنا هذا القس ما هو موقف الرب وحقيقة مشاعره - كما يعرف هو ربوبيته - ألا يكون غاضباً أيضاً على من ينهب الأرض بالقوة كيهودي ومن يدفع المال والسلاح مؤازرة لهذه المهمة كمسيحي..
المؤلم أنه وفي عصر تصاعد العلوم ودخول الإنسان إلى مراحل حضارية متفوقة من شأنها أن تطور وسائل معيشته وتنصره على الأوبئة والأمراض الخطيرة وتفتح له آفاق الفضاء كي يعمّر الكون بمنجزات العلوم ومع ذلك وفي أكثر الدول رقياً حضارياً توجد شراسة الكراهية للدين الإسلامي كما في أمريكا وعلى لسان هذا القس.. ومن قبل قال أكثر من حاخام يهودي بمشروعية قتل العرب والمسلمين.. أما متطرفو الإسلام فنحن ما زلنا نذكر فتاواهم وعداءهم ليس للأديان الأخرى ولكن للنمو الحضاري والعلمي أيضاً..
التعليقات