رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن المح هذا الأسبوع إلى رغبته في لقاء قائم مقام رئيس الحكومة ايهود اولمرت. وبحسب كلامه، تهرب شارون من اللقاء المباشر مع قادة السلطة الفلسطينية. وحتى الآن جرت الاتصالات بواسطة quot;موظفين كبار فقطquot;. هذا غير كاف من أجل التقدم نحو التسوية، بحسب كلام ابو مازن.
لا يبدو في الأفق انه سينعقد في الأيام القريبة القادمة لقاء بين أولمرت وبين أبو مازن. ذلك أنه لا يوجد وقت لدى القائم بمقام رئيس الحكومة لاجراء لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية لأن عليه أولاً معالجة المواضيع الملحة المطروحة على جدول أعمال الدولة منذ أن حل مكان أرييل شارون.
كما انه ليس ثمة مصلحة في إجراء لقاء مع ابو مازن قبل الانتخابات في السلطة الفلسطينية المزمع اجراؤها بعد نحو اسبوعين. وبعد الانتخابات فقط، وبعد ان نعرف التركيبة الجديدة لموازين القوى في المؤسسات المنتخبة داخل السلطة الفلسطينية، عندها فقط ثمة مجال لدراسة اقتراح ابو مازن بعقد لقاء على أعلى مستوى بينه وبين شخصية سياسية إسرائيلية.
اليوم كل شيء معلق في الهواء. في ظل الظروف الراهنة من الصعب معرفة من الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية، هل هي حماس ام فتح ام منظمة التحرير الفلسطينية، حتى وان كان ابو مازن يواصل الظهور تجاه الخارج بصفة رئيس السلطة الفلسطينية.
ان الاحداث الأخيرة التي نشهدها في السلطة الفلسطينية لا تدل على غياب الاستقرار فحسب، بل انها تقدم صورة للوضع يقوم كل واحد فيها بفعل ما يحلو له.
في مثل هذه الظروف، لا مصلحة في حصول لقاء على مستوى عال بين رئيس الحكومة الاسرائيلية وبين رئيس السلطة الفلسطينية. وإلى ان يحين زمن مثل هذا اللقاء يتعين على أبو مازن اتخاذ خطوات سريعة وفعالة، من أجل بسط النظام في السلطة الفلسطينية إذا كان في وسعه القيام بذلك.
يمكن الافتراض ان أبا مازن اطلع على استطلاعات الرأي التي تفيد أن من شأن حماس الفوز بنصف أصوات المدن الرئيسية وبمعدل نحو أربعين في المائة من مجموع اصوات المجلس التشريعي. إذا ما تحقق هذا التوقع فعلا، فهذا يعني ان سلطة ابو مازن قد تتقوض، وعندها أيضاً لن يكون أي مغزى خاص للدعوة التي كان مستعداً لارسالها الى القائم مقام رئيس الحكومة ايهود أولمرت.