ناصر الظاهري


لأنني لا أحب الكلمات المستعملة كثيراً والبلاستيكية والتي يتداولها الناس مع كل الناس، والتي تجدها منسية حتى تأتي مناسبتها، فتخرج متحررة تدور على ألسنة الجميع، من تلك العبارات أو الكلمات، ما يخص الأعياد والتي لم يطرأ عليها جديد أو تغيير أو محاولة كسر النص أو تجديده وتحديثه، فعبارة كل عام وأنتم بخير حين تأتيني ضمن رسالة تهنئة، أتوتر لبرودتها وأشعر بعدم الحميمية ولا دفء المشاعر، وكأنها آتية لي من شركة مقاولات، لا من صديق أو زميل، وأنا أخجل بطبيعتي أن أرسلها لأشخاص أعزهم، لذلك حاولت أن أبتدع رسالة خاصة، مثلي مثل غيري من الناس، وليس هناك داع أن أنتظر حتى تأتيني رسالة من آخرين وأفرح ولا أصدق حتى أقوم بتعميمها قبل صاحبها، كما يفعل بعض الناس، فكانت تلك الرسالة التي لا يخصها بالحرف العربي والتي أرسلتها إلى أصدقائي العرب في جهاتهم الأربع الذين لا أحبهم أن يحتاسوا من إشكالية تلك الحروف ولا يفهموني غلط من تلك الرسوم التي تشبه الطوابع والدمغات، وإن كانت بلغة لا يفهمها أحد منهم ولا لي صديق في تلك البلاد الشاسعة، فقد كانت مذيلة بتفسير عربي بسيط، وكانت مجرد محاولة سرقة ضحكة أو بسمة بطريقة صينية، أو هو هروب من المألوف وخروج عن المكرر، متمنياً فيها أن يكون عيدهم دائماً سعيداًmiddot;middot; ولكن بطريقة الكتابة التي تشبه بيت العنكبوت أو أعشاش الدبابير أو الطيور الصغيرة المهاجرة على عجل، فإن وصلتهم وأحسنوا الظن فيّ، فقد سرقت منهم تلك الابتسامة المختبئة، وكان هذا رجائي وذاك أملي، وإن لم تصلهم لأسباب خارجة عن إرادة اتصالات بسبب العذر القديم الضغط على الشبكة، أو أساءوا الظن بيّ، فأنا كثير الأخطاء، لكنني فقط كنت أريد أن يكون عيدهم هنيئاً ويومهم سعيداًmiddot;middot; وللجميع لكم الشوق والمودة وفرحة اللقاءmiddot; لا أعرف لماذا حوادث الحج تتكرر عندنا كل عام بنفس الطريقة أحياناً وإن اختلفت المبررات والتفسيرات وإلقاء باللوم والعتب على تزاحم الحجيج وكثرتهم غير المتوقعة، نحن لا ننكر التوسعات التي طرأت وبشكل كبير في الحرم المكي والمدني وبقية مرافق الحج الأخرى، ووجود وزارة مختصة بذلك، لكن هذا التوسع في العمران لم يرافقه إدارة وتنظيم وترتيب أمور الحجيج، بدليل الحوادث السنوية المتكررة، وكأن الحج موسم ربح للجميع وعلى الناس استغلاله إلى أقصى حد، هناك اليوم وفي معظم الأماكن التي تحتضن المقدسات الدينية يوجد ما يعرف بالسياحة الدينية، لها نظم وترتيب برامج وإرشادات وكتيبات وأفواج سياحية ومرشد ودليل، كل ذلك لكي يمر الموسم بلا خسائر ويرجع الحاج إلى أهله سالماً وليس في تابوت، ولا نريد أن يزايد أحد علينا أن نياله من توفي هناك، ولكن حين نعرف أنه مات فطيساً تحت الأقدام، فهذا أمر في غاية الندامة، ولا نريد أن نزايد على السلطات السعودية، ولكنه رأيmiddot;middot; أن تتولى أمور الحج شركات سياحية عملاقة ومتخصصة ولتكن هولندية مثلاً، لتسيير الأمور وفق برامج وجداول زمنية وانسيابية في الحركة وتفتيش دقيق على أحوال السكن ومنع الاستغلال والمتاجرة بأرواح الناس، ولنترك ذلك الشرطي يحرس الشوارع من بعيد، ولا يرفع عصاه الغليظة في وجوه الناس، ويترك موسم الحج لأفراد الشركات السياحية،المهنيين والمتخصصين ولديهم ملكة معرفة لغات كثيرة وودودين بطبيعة عملهمmiddot;middot; للحاجين العائدين بالسلامة، حج مبرورmiddot;