بيروت ـسناء الجاك:
استغربت نهاد ابو عدس، والدة الفلسطيني أحمد ابو عدس، الذي ظهر في شريط فيديو، وزعم تنفيذ اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، ربط اسم ابنها بالخلية المسلحة التي ألقي القبض عليها ويصار الى التحقيق مع أفرادها بتهمة التخطيط لتنفيذ اعمال ارهابية في لبنان. وقالت في حديث لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;: laquo;لا أفهم كيف تورد بعض وسائل الاعلام ان أحمد قد جنّده خالد طه الوارد ان له علاقة بالخلية المذكورةraquo;. وتضيف: laquo;أحمد لم يكن مجندا لحساب أي جماعة او حزب. لكن على ما يبدو هناك من يروج لخبر مختلق من أساسه. التحقيق لم يبدأ بعد ولم يتأكد أحد من المعلومات التي يمكن ان تنتج عنه. ومع هذا هناك من يقول ان احمد تم تجنيده وكأنهم يثبتون عليه تهمة لا علاقة له بها، كما ان خالد طه كان قد توقف عن مقابلة أحمد قبل حوالي سنة من اختفائه. ومعرفته به كانت سطحية، وكل ما أعرفه عن الامر هو ما ورد في تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس من ان طه دخل الاراضي اللبنانية في 15 يناير (كانون الثاني) 2005 وغادرها في 16 منه، اي يوم اختفاء احمد ولا أستطيع ان أحدد اي علاقة بين ما حصل لابني وما ورد في التقريرraquo;.
وإذ تشير الى انها لا تعرف خالد طه شخصياً ولم تر وجهه، تؤكد ان رفاق ابنها كانوا بغالبيتهم أصدقاءه من ايام المدرسة او من ابناء الحي. وتقول :laquo;لم يكن يتردد عليه اي غريب او اي انسان يمكن ان أشك بانتمائه الى جماعة laquo;القاعدةraquo;. الغريب الوحيد هو الشاب مجهول الهوية الذي تعرف عليه قبل اشهر من اختفائه واستدرجه في 16 يناير من المنزل بحجة انه يريد ان بصطحبه الى شقة استأجرها في المنطقةraquo;. وتضيف نهاد ابو عدس بحرقة، وبيدها الصورة الاخيرة لأحمد قبل حوالي الاسبوع من مغادرته المنزل: laquo;الفصة كلها مفبركة. وجميعنا بات يعلم تقريبا كيف حصلت جريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري. وأتمنى ألا يزج باسم أحمد في قضايا تتعلق بـlaquo;القاعدةraquo;. مر عام علي وانا اجهل مصير ابني. ما يهمني الآن هو معلومة واحدة توضح مصيره. اذا كان قد قتل اريد استرجاع جثته لأدفنه واتصالح مع فكرة فقدانه. بعد كل هذه المعاناة وموت والده بسبب ما تعرضنا له منذ أن ظهر أحمد في التلفزيون نحيلا وكأنه مريض، مع انه غادر المنزل بصحة جيدة، يأتي اليوم من يحاول ربط اسمه بجماعة ارهابية، لا أعرف اصلا اذا كانت تنتمي الى laquo;القاعدةraquo;. والهدف إعادة أحمد الى قفص الاتهام، وهو ربما لم يعد موجودا ليدافع عن نفسه. ابني كان يؤمن ان المسلم لا يؤذي المسلم. هو لم يكن صاحب دعوة جهادية وانما كان صاحب دعوة إسلامية. كان يتمنى ان يصبح المسلمون يدا واحدة، وان يستطيع كل مسلم ان يتعرف الى دينه بطريقة مبسطة غير معقدة، لا سيما الشبابraquo;.