مايكل كولينز بايبر
عجز المبشر التلفزيوني جيري فالويل عن مقاومة إغراء التباهي والتفاخر واعترف في خاتمة المطاف بالحقيقة، وأكد انه ورئيس الوزراء ldquo;الإسرائيليrdquo; السابق بنيامين نتنياهو تآمرا بالفعل في وقت حرج، للإيقاع بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باللجوء تحديداً، للضغط عليه بفضيحة مونيكا لوينسكي الجنسية لإرغامه على التخلي عن الضغط على ldquo;إسرائيلrdquo; للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة.
ولم يحدث اعتراف فالويل ردود الأفعال الإعلامية الواسعة النطاق التي كان ينبغي أن يحدثها. وبدلاً من ذلك، ورد اعتراف المبشر في ثنايا تقرير مطول في عدد ديسمبر/كانون الأول الماضي من مجلة ldquo;فانيتي فيرrdquo;. ويصف التقرير الذي كتبه كريج اونجر تحت عنوان ldquo;النشوة الأمريكيةrdquo;، قصة الحب القديمة والمشتعلة إلى الآن بين مبشرين من أمثال فالويل والقوى المتطرفة اليهودية في ldquo;إسرائيلrdquo; بقيادة نتنياهو.
ويؤكد اعتراف فالويل بشكل محدد ما كشف النقاب عنه كاتب هذه السطور في مقالة نشرها في ldquo;ذي سبوتلايتrdquo; في 9 فبراير/شباط 1998.
وعلى الرغم من أن الرابطة المناوئة للتشهير- وهي جماعة ضغط موالية ل ldquo;إسرائيلrdquo; - شجبت ما وصفته ldquo;بنظرية المؤامرةrdquo;، إلا أن اعتراف فالويل بأن الكشف عن فضيحة لوينسكي أجبر كلينتون على التخلي عن الضغط على ldquo;إسرائيلrdquo; أكد تماماً ما أوردته تفصيليا، وعلى نحو موثق في ldquo;سبوتلايتrdquo;.
وحول رواية فالويل عن عمله مع نتنياهو لإضعاف ضغط كلينتون على ldquo;إسرائيلrdquo;، ذكرت ldquo;فانيتي فيرrdquo; ما يلي:
ldquo;خلال زيارة نتنياهو لواشنطن دي .سي، في عام ،1998 اجتمع مع جيري فالويل في فندق مايفلاور في الليلة التي سبقت الاجتماع بين نتنياهو وكلينتون. ويتذكر فالويل تلك الليلة قائلا:rdquo;جمعت ألف شخص تقريبا للقاء نتينياهو وقد تحدث الينا في تلك الليلة. وقد خطط نتنياهو الأمر كإهانة لكلينتونrdquo;. وفي اليوم التالي التقى نتيناهو بكلينتون في البيت الابيض.
ويتذكر فالويل ويقول:أخبرني نتنياهو لاحقاً أن بيل كلينتون قال له في صباح اليوم التالي: ldquo;أعرف أين كنت الليلة الماضيةrdquo;. وكانت الضغط في الحقيقة واقعاً على نتنياهو للتخلي عن الضفة الغربية، وكان ذلك في الوقت الذي حدثت فيه فضيحة مونيكا لوينسكي، وكان كلينتون بحاجة إلى أن ينقذ نفسه، ولذلك أنهي مطالباته (بالتخلي عن الضفة الغربية) التي كان سيقدمها خلال اجتماعه المحدد مع نتنياهو، وكانت تلك المطالبات ستشكل ضغطاً هائلاً على ldquo;إسرائيلrdquo; (انتهى مقتطف مقالة ldquo;فانيتي فيرrdquo;).
وما لم يذكره فالويل - على الأقل طبقاً لرواية ldquo;فانيتي فيرrdquo; - هو أن اجتماعه مع نتنياهو تم في المساء ذاته الذي سبق كشف وسائل الإعلام الامريكية النقاب عن فضيحة مونيكا لوينسكي. ولم يذكر فالويل ايضا- وهو ما أوضحه كاتب هذه المقالة آنذاك - ان واحدا من كبار خبراء دعاية نتنياهو في الإعلام الامريكي هو ويليام كريستول البارز بين المحافظين الجدد، وهو أول شخصية إعلامية أمريكية ألمحت علانية (خلال الأيام التي سبقت الكشف رسمياً عن الفضيحة) إلى انه سيتم الكشف قريباً عن فضيحة جنسية في البيت الأبيض.
ولا شك أن حقيقة اعتراف فالويل بكيفية استخدام فضيحة لوينسكي كهراوة ضد كلينتون بالتزامن مع ظهور نتنياهو في البيت الأبيض، عقب اجتماعه مع فالويل، مثيرة للاهتمام في حد ذاتها. ومعروف أن مجلة ldquo;فانيتي فيرrdquo; تملكها امبراطورية نشر واسعة الانتشار مملوكة للمليارديريين ldquo;سيrdquo; ودونالد اللذين أعلنت مجلة ldquo;فوربسrdquo; أنهما يمثلان العائلة رقم 25 بين أغنى العائلات في أمريكا. ومعروف عن سي ودونالد أنهما من كبار المساهمين الذين يقدمون تبرعات سخية للرابطة المناوئة للتشهير وجماعات اللوبي الأخرى الموالية ل ldquo;إسرائيلrdquo;.
* كاتب ومحلل سياسي
عن: الخليج
التعليقات