الثلاثاء: 2006.10.03

الخرطوم - الحاج الموز

رحب قياديان من أبناء إقليم دارفور في غرب السودان أحدهما زعيم قبائل عربية في غرب الإقليم والثاني عضو في المجلس الوطني بنتائج الحوار الذي أجراه القيادي في الحزب الشيوعي السوداني الدكتور الشفيع خضر سعيد مع الحركات المسلحة في دارفور في أسمرا الذي أمن على ضرورة الحل السياسي لأزمة الإقليم، مع الاستجابة لمطالب رافضي اتفاق أبوجا، لكن قيادياً إسلامياً بارزاً من أبناء دارفور رأى أن أقصر طريق للاستجابة لمطالب أهل دارفور العادلة هو إفساح المجال لحوار شامل بين أبناء الإقليم أولاً، ومن ثم بينهم والمركز.

وقال القيادي السابق في التجمع الوطني الديمقراطي وأحد القيادات الإسلامية فاروق أحمد آدم ل ldquo;الخليجrdquo; إن الحوار الدارفوري الدارفوري يمثل أقصر الطرق لتوفير الحلول لمشكلات أبناء دارفور، وإن على جميع الأطراف إفساح المجال ليتمكنوا من محاورة أنفسهم أولاً، بشرط أن يشمل ذلك كل مكونات دارفور ومنطلقاتها المختلفة، ثم يمكن بعد ذلك النظر في إجراء حوارات أخرى بين أهل دارفور والمركز أو مع حملة السلاح.

وأضاف أن اجتهادات الحزب الشيوعي وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك لن تقود لحل المسألة، لأن أبناء دارفور يعانون من أزمات يجب أن يشرعوا في حلها أولاً، ومن ثم يحاورون الآخرين. وأوضح أن الحركات المسلحة انقسمت الآن إلى عدد كبير، وليس هنالك مصطلح لمسألة الجنجويد هل هم لصوص أم ماذا، وأضاف أن ذلك يعتبر بمثابة خريطة طريق لحل المشكلة، لأن أبناء دارفور يجب أن يحلوا مشكلاتهم أولاً مع بعضهم، ثم ينظروا في حل القضية مع المركز أو مع غيره.

ورحب النائب من حزب المؤتمر الوطني الدكتور أحمد شنب باجتهاد الحزب الشيوعي في حل أزمة الإقليم، وقال إن أي جهد يفضي إلى وحدة صف وكلمة دارفور يرفع عن السودان شبح الغزو والتدخل الأجنبي. وأضاف ل ldquo;الخليجrdquo; إنه كان يرى منذ البداية أن اتفاق أبوجا ناقص، لكن الموافقة عليه جاءت باعتبار أنه يوقف نزيف الدم في الولايات، لكن لمبادرات القوى السياسية مكانتها ومدلولاتها الطيبة. كما أن مطالب الحركات المسلحة يمكن أن تعالج وفق حوار بين الحكومة وبينها، مبيناً أن قضية التعويضات يمكن أن يتم رفع سقفها إذا كان ذلك يحقق الأمن والاستقرار في دارفور، ويسهم في إبعاد شبح التدخل الأجنبي، لكنه عاد وقال إن التعويضات أصلاً مدرجة في اتفاق أبوجا.

وأوضح شنب أن كل قضايا السودان لا يمكن أن تحل إلا بالتفاوض والحوار والاستماع لجميع الآراء أياً كانت، وعلى الحكومة إيلاء أهمية خاصة الآن لسلامة ووحدة السودان، بالتحاور مع كل جهة ترغب في وقف نزيف الدم وإنهاء الأزمة الإنسانية الماثلة في دارفور.

وقال محمد إبراهيم عبدالله قنيصتو، وهو أحد قيادات قبائل عربية في غرب دارفور، ل ldquo;الخليجrdquo; إنه يؤيد مطالب الحركات المسلحة في نزع سلاح الميليشيات، لكنه اعترض على قضية التعويضات الفردية، باعتبار أنها ستفتح الطريق أمام باب لن يغلق أبداً.

وأضاف قنيصتو أن القبائل العربية ترى أن حل الأزمة سياسياً يجب أن يتم حسب ما يريده أهل دارفور، وليس حسب أهواء قبائل معينة تحمل السلاح الآن، وأضاف أن الحوار الدارفوري الدارفوري يمثل أيضاً أهمية بالغة، لكن الاهتمام بنتائجه وإنزالها إلى أرض الواقع يمكن أن يضعها هذه المرة حداً للصراع في الإقليم، لأن الدولة لم تطبق نتائج حوارات أخرى عقدت لحل هذه الأزمة.