الأربعاء: 2006.10.11

دعوةٌ لتخلي quot;عمير بيرتسquot; عن حقيبة الدفاع مقابل الحصول على وزارة ذات طابع اجتماعي، وتنديد باستمرار نشاط المستوطنين في الضفة الغربية، وقراءة في الأزمة السياسية بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot;... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية.

quot;مازالت حليفاً استراتيجيا لأميركاquot;

نشرت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; في عددها ليوم الأحد مقالا لـquot;إفرايم عنبرquot;، أستاذ العلوم السياسية بجامعة quot;بار إيانquot; ومدير مركز بيغين- السادات للدراسات الاستراتيجية، تساءل فيه حول ما إذا كانت إسرائيل تشكل بالنسبة للولايات المتحدة حليفاً يمكنها الاعتماد عليه في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ضوء نتائج الحرب الأخيرة في لبنان بين quot;حزب اللهquot; وإسرائيل، التي فشلت ndash;حسب الكاتب- في quot;تحقيق انتصار واضحquot;، وهي التي تمدها واشنطن بمساعدات مالية وعينية سخية.

الكاتب رد بالإيجاب قائلاًَ: إن واشنطن تعلم أن إسرائيل تظل أوثق حلفائها في الشرق الأوسط وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط على اعتبارndash; يتابع الكاتب- أن الولايات المتحدة لن تجد في المنطقة دولة أخرىndash; مهما كانت درجة تحالفها مع واشنطن- مستعدة لوضع منشآتها ومرافقها العسكرية تحت تصرف الأميركيين. كما أن استقرار أنظمة هذه الدول، لا يمكن التعويل عليه كليا في ضوء تهديد quot;المتشددين الإسلاميينquot;. وإضافة إلى ذلك، فإن سرائيل من الدول القليلة في العالم التي لا ترى في الهيمنة الأميركية على الشؤون الدولية أمراً يبعث على القلق. وأشار الكاتب كذلك إلى ما اعتبره تشابهاً في المقاربات بين البلدين بعد 11/9، في إشارة إلى تبني استراتيجية quot;الضربات الاستباقيةquot;، ليختم بالقول إن العلاقة الاستراتيجية الحالية بين واشنطن وتل أبيب تقوم على quot;أجندة استراتيجية مشتركةquot;، تمكنت من الصمود في وجه رياح الحرب الباردة، داعياً إلى ضرورة مواصلة تغذيتها ودعمها.

quot;فرصة بيريتزquot;

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; في عددها ليوم الأحد مقالاً للكاتب quot;سيفر بلوكارquot;، دعا فيه زعيمَ quot;حزب العملquot; عمير بيرتس إلى اتخاذ quot;خطوة جريئةquot; تتمثل في الاستقالة من منصب وزير الدفاع وتولي حقيبة اجتماعية. وقال الكاتب إن quot;بيرتسquot; يعتقد أنه من الأنسب التشبث بوزارة الدفاع بأي ثمن من أجل قطع الطريق على منتقديه وعدم إعطاء الانطباع بأنهم محقون في ما ذهبوا إليه، وكيلا يوصَف بمن تحمل بشكل طوعي وزر الحرب شخصياً، إضافة إلى قلقه على وضعه داخل صفوف حزبه. إلا أن الكاتب طعن في قوة ووجاهة هذه الأسباب، معتبراً أن مبادرة من جانب quot;بيرتسquot; بتحمل مسؤوليات حقيبة اجتماعية لن يُنظر إليها من قبل الجمهور على أنها ضعف، وإنما quot;على أنها إظهار نادر للمصداقية والزعامة والرغبة في دفع الثمنquot;، وهي quot;خصلة تفتقر إليها الحياةُ السياسة الإسرائيليةquot;.

ورأى الكاتب أن الانتقادات المتمثلة في مطالبة المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية أمدت quot;بيريسquot; بفرصة سانحة لإجراء تغيير في الحكومة دون الذهاب إلى حد تقديم الاستقالة. ويرى quot;بلوكارquot; أن من شأن إقدام quot;بيرتسquot; على هذه quot;الخطوة الجريئةquot; إكسابه وحزب العمل جرعة أوكسجين وفرصة للعمل والتأثير؛ وأنه في حال تخلص حزب العمل من أعباء وزارة الدفاع، فإنه سيشكل عاملاً مساعداً على quot;إعادة إحياء الأجندة الوطنية، وتدشين تغيير في توجهات السياسات الاجتماعية، وتغيير مقاربة مقترحات السلام، وتشكيل لجنة تحقيق حكوميةquot;.

quot;المستوطنون يعملون بدون كللquot;

كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة quot;هآرتسquot; لافتتاحية عددها ليوم الخميس والذي خصصته للتعليق على التقرير الذي أصدرته مؤخراً منظمة quot;السلام الآنquot; الإسرائيلية وفضحت في استمرار أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية، ومن ذلك توسيع أشغال التوسيع في إحدى وثلاثين مستوطنة، وإنشاء بنيات جديدة في اثنتي عشرة مستوطنة، وإضافة منازل متحركة إلى ثلاث عشرة مستوطنة، إلخ.

الصحيفة رأت أنه بالرغم من أن هذه الأنشطة تعتبر أعمالاً غير قانونية، وتتعارض مع رؤية حزب quot;كاديماquot; المتمثلة في الانسحاب من الضفة الغربية، فإنها استبعدت أن تحدث من دون علمه. الصحيفة قالت إن المستوطنين يواصلون أنشطتهم التوسعية، حيث يقومون بتنفيذ أجندتهم التخريبية من دون كلل، في وقت يبحث فيه أولمرت عن أجندة لحكومته، مضيفة أنه ربما بدا في وقت من الأوقات أن انشقاق quot;كاديماquot; عن quot;الليكودquot; بشير خير يَعدُ بقطيعةٍ مع هذه الممارسات، غير أنه سرعان ما اتضح أن الفرح كان سابقاً لأوانه ومبالغا فيه، لتتساءل بعد ذلك الصحيفة حول ما إن كانت أنشطة الاستيطان مستمرة بسبب لا مبالاة الحكومة، أو كمقابل لشراء صمت quot;اليمينquot; الإسرائيلي. واعتبرت الصحيفة أن بناء جدار الفصل كان يُقصد به وضعُ حد للاستثمار في المستوطنات الواقعة ما وراء الجدار، على أساس أنها ستُخلى إن عاجلاً أم آجلاً؛ غير أن المستوطنات الواقعة شرق الجدارndash; تتابع الصحيفة- لم تفكك، وإنما العكس هو الذي حدث.

صراع الأشقاء

تناول الكاتب والصحفي quot;داني روبينشتينquot; في مقال له بعدد يوم الخميس من صحيفة quot;هآرتسquot; الأزمة السياسية في الأراضي الفلسطينية بين حركتي quot;حماسquot; وquot;فتحquot; في ضوء تعثر المفاوضات الفلسطينية-الفلسطينية بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولم يُخف الكاتب تشاؤمه حيث لم يستبعد أن يظل الوضع القائم على حاله وألا تزيد الأمور إلا سوءا في ضوء الجنوح في غزة خلال السنوات الأخيرة إلى quot;مجتمع قبليquot;، تتولى فيه المليشيات الأسرية فرض النظام.

ويرى الكاتب أن المشكلة الحقيقية في قطاع غزة لا تتمثل في عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، وإنما في كون quot;عشرات الآلاف من سكان القطاع لم يعودوا يعملون في إسرائيل، كما أن جميع المبادرات الاقتصادية المحلية منيت بالفشلquot;، في ضوء عرقلة الأعمال التي تفوضها شركات إسرائيلية إلى الفلسطينيين، خصوصا في قطاع المنسوجات والمنتوجات الفلاحية، بسبب إغلاق معبر quot;كارنيquot;. كما وصف الكاتب تدهور الأوضاع الاقتصادية بالقطاع، واعتبرها المسؤولة عن تردي الأوضاع الأمنية قائلاً quot;ينضم الشباب إلى العصابات في محاولة لإظهار قيمتهم، ويحملون الأسلحة لإظهار رجولتهمquot;. وقال quot;روبينشتينquot; إنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، فإن قطاع غزة سينفجر قريباً، quot;وفي وجه إسرائيل أيضاًquot;، معتبرا أنه يمكن لحكومة إسرائيلية تتحلى بالشجاعة الإعلان عن مرور المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن يضيف quot;وهذا أمر مستبعد لأن التوقعات المتشائمة هي الأكثر واقعيةquot;.

إعداد: محمد وقيف