توقيع
فاتح عبدالسلام
يوم أسست وزارة الهجرة والمهجرين كان الهدف منها سياسياً واغاثياً لكشف اعداد المهجرين لاسباب سياسية في عهد الحكم السابق ثم تقديم الاغاثة الانسانية لهم اذ يعيش معظمهم منبوذين في معسكرات سيئة في ايران والسعودية. غير ان هذه القصّة طويت صفحاتها آلياً بعد أن تحولت مهمات الوزارة الجديدة لمعالجة الخلل الهائل الذي أصاب بنية المجتمع العراقي في السنوات الثلاث الأخيرة عبر التهجير الطائفي بين المدن الأمر الذي لم يعرفه العراق في أية حقبة مظلمة سابقة. وحسب ارقام الحصص الغذائية التي وزعتها تلك الوزارة علي الأسر المصابة بالتهجير القسري فإنَّ جميع مدن العراق الرئيسة اصبحت ساحة لهذا السلوك الاجرامي الشنيع الذي يتسبب في تحطيم اسس المجتمع وتحويله الي مقاطعات تمهيداً الي تقسيمه بعد تحطيم الروح العراقية الواحدة التي كان العراقيون يفخرون بها اينما حلّوا في العالم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومرجعياتهم الدينية والعرقية.
هل أضيفت هذه الحقيبة الوزارية من باب تنبؤات التشكيل الوزاري بأن القادم من أحوال العراقيين سيكون الأسوأ. واذا كان هذا الاستباق التنبوئي قد صدق فهل يتوقع المرء أن يكون هناك حقائب وزارية علي المدي القريب مخصصة لمصائب جديدة في الطريق الي العراق. أو ربما تتحول الحقائب الحالية لمواجهة تلك النكبات المحدقة بالبلد ما دامت ملامح أوضاعه السائدة تدلل علي احادية في المعالجة وحصر الافكار ما بين قريحة بضع قصور متناثرة ومتلاصقة في المنطقة الخضراء من بينها طبعاً قصر السفارة الأمريكية.
العراق حتماً يقع خارج أسوار المنطقة الخضراء تلك الحقيقة الجغرافية التي لم تدخل حيز الاكتشاف لدي السياسيين، وحين يخرجون الي
التعليقات