إسرائيل ترفض وقف الطلعات ... وتتشاور مع باريس حول دور الـ lt;يونيفيلgt;
واشنطن تدفع باتجاه تدويل أجواء لبنان ... والمقاومة تحذّر




السفير


هل هناك lt;غرض خفيgt; وراء lt;الحماسةgt; الدولية لموضوع الدعوة الى وقف الخروقات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية، وصولا الى حد التلويح باستخدام القوة لوضع حد لها؟
يأتي طرح هذا السؤال، في ضوء معلومات توافرت لمصادر دبلوماسية عربية في نيويورك وتحدثت lt;عن تفكير اميركي جدي بإقامة مظلة جوية دولية في الاجواء اللبنانية، على الطريقة العراقية سابقاgt;، وان ذلك lt;قد يستدعي اعادة نظر بقواعد الاشتباك المعمول بها حاليا والتي تشمل البر والبحر فقطgt;. واشارت المعلومات الى أن اسرائيل ردت سلبا على اقتراحات من جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية بأن توفر لها المعلومات الاستخبارية من الاقمار الصناعية، مقابل وقف الطلعات الجوية.

وعُلم ان بعض الجهات الرسمية اللبنانية وُضعت في اجواء المقترحات الاميركية، وبعضها ألمح اليها، مباشرة، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى روبرت دانين وقام بطرحها بصيغة اسئلة على المسؤولين الرسميين والسياسيين الذين التقاهم في الايام الثلاثة التي امضاها في بيروت، وابرزها يتعلق بالضمانات التي يمكن الحصول عليها من الحكومة اللبنانية ازاء نزع سلاح lt;حزب اللهgt; اذا تم الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فضلا عن طرح اسئلة حول الامكانات الواجب توفيرها للجيش اللبناني لمنع تهريب الاسلحة عبر الحدود البرية مع سوريا.

وحذّرت مصادر قيادية في lt;حزب اللهgt; من محاولة دولية، بالتواطؤ مع جهات محلية، من اجل تطوير مهمة lt;اليونيفيلgt; المعززة، من اجل حصار المقاومة داخليا، وقالت لlt;السفيرgt;: اننا نشتمّ من خلال التصريحات المتتالية حول التلويح باستخدام القوة ضد اسرائيل، رائحة ايجاد مخرج لوقف الطلعات الجوية الاسرائيلية للقول لاحقا بان اسرائيل التزمت واي خرق بالمقابل، للقرار 1701 من الجانب اللبناني، سنرد عليه بالقوة. واضافت المصادر ان المقاومة ملتزمة بمنع المظاهر المسلحة وهي متعاونة بالكامل مع الجيش اللبناني ومع lt;اليونيفيلgt;، لكن ذلك لا يعني ابدا عدم وجود مخاوف من توجه جدي للامساك بالاجواء اللبنانية، وبالتالي اقامة خط مباشر، مع الاسرائيليين عبر الطيران او الاقمار الصناعية، من اجل تأمين رصد على مدار الساعة للحدود اللبنانية السورية وبعض المناطق اللبنانية الحساسة.

وقال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ لlt;السفيرgt; انه اذا حصل انتهاك اسرائيلي للاجواء اللبنانية، فعلى مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار حاسم يطالب اسرائيل بتنفيذ القرار 1701 بروحيته ومضامينه، مشيرا الى وجود ضغوط دولية على اسرائيل لوقف خروقاتها الجوية.

بيرتس: لن نوقف خروقاتنا

من جهته، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس ان اسرائيل ستواصل طلعاتها الجوية فوق لبنان باعتبارها ضرورية لوقف تهريب الاسلحة الى lt;حزب اللهgt;. وقال خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية، امس، ان lt;الحكومة اللبنانية لا تفي بتعهداتها بموجب القرار 1701gt;، واكد ان lt;استخباراتنا تشير الى جهود كبيرة لتمرير اسلحة من سوريا الى لبنانgt;، وقال إن إسرائيل سلمت تقارير بهذا الخصوص إلى الولايات المتحدة، واوضح ان lt;تزايد هذه المحاولات يزيد شرعية طلعاتنا في لبنان وما دام القرار 1701 لم يطبق فإننا لن نوقف طلعاتناgt;.

وقال بيرتس ردا على تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري انه يتعين على lt;اليونيفيلgt; التحرك ضد lt;حزب اللهgt; وليس ضد اسرائيل، مشددا على ان lt;الهدف الاهم هو امن اسرائيلgt;.
وكانت اليو ماري وصفت الانتهاكات الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني بأنها lt;بالغة الخطورةgt; لأنها lt;يمكن ان تعتبر معادية من جانب قوات التحالف التي قد تضطر الى الرد في اطار الدفاع المشروع عن النفس وسيكون هذا بالتأكيد حادثا شديد الخطورةgt;.

وجاءت أقوال الوزيرة الفرنسية بعد يوم واحد من تهديد أطلقه قائد lt;اليونيفيلgt; في لبنان ألان بلليغريني الذي شدد على أنه وفقا لتعليمات إطلاق النار الممنوحة لجنوده في لبنان فإنه بإمكانهم الرد على الخروقات الإسرائيلية بإطلاق النار باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تخرق الأجواء اللبنانية.

وقالت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي سيقصف مواقع للقوات الدولية في لبنان في حال تعرضت طائراته الحربية في أجواء لبنان لنيران مضادة للطيران. وأفادت صحيفة lt;معاريفgt;، امس، أن أقوال المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي جاءت اثر ضغوط تمارسها دول أوروبية على إسرائيل لوقف تحليق طيرانها الحربي في الأجواء اللبنانية.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه lt;يصعب رؤية وضع تطلق فيه قوة فرنسية النار علينا. لكن على كل حال فإن وقف تحليق الطيران ليس واردا على الإطلاقgt;. واضافت أن تحليق الطائرات الإسرائيلية lt;كان بهدف جمع معلومات استخباراتية والتقاط صور وطالما لا يتم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بشكل كامل وعندما تواصل سوريا وإيران تسليح lt;حزب اللهgt; مثلما حدث في الأيام الأخيرة، فإنه واضح أنه لا توجد أي نية لدينا بوقف الطيرانgt;.

حادثة في البحر فرضت الموقف الفرنسي!

وأشارت مصادر إسرائيلية لصحيفة lt;يديعوت أحرونوتgt; الى أنها شعرت بخيبة أمل من تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسية، وقالت إنها مع ذلك لا تعتبرها lt;تهديدا حقيقيا رغم امتلاك قوة lt;اليونيفيلgt; صواريخ مضادة للطائرات على مسافات قصيرةgt;.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الضغط الأوروبي المكثف دفع إسرائيل إلى الشروع بمداولات حثيثة بهدف فحص أمر الطلعات او وقفها تماما. وقالت إن القرار بهذا الشأن سيتخذ في الايام القريبة من قبل القيادة السياسية. وخلافا للتقارير التي صدرت في نهاية الاسبوع، تقول تعليمات الجيش الاسرائيلي بان الطلعات lt;تتواصل كما كان مخططا لها من دون أي تغييرgt;.

غير أنه بالتوازي مع ذلك أجرت اسرائيل وفرنسا في نهاية الاسبوع اتصالات على مستويات عالية جدا في محاولة لlt;تهدئة الخواطرgt;. وسارع الفرنسيون الى التوضيح لنظرائهم أنه لا نية لديهم لفتح النار ضد طائرات اسرائيلية وان وزيرة الدفاع قصدت دفاع القوات الدولية عن نفسها فقط في حالة تعرضها للهجوم.
وركزت lt;يديعوت احرونوتgt; على أن التصريحات الفرنسية حول الطلعات الجوية الإسرائيلية في سماء لبنان تأتي على خلفية حادثة وقعت في بداية هذا الشهر عندما اقتربت طائرتان من طراز lt;اف 16gt; لسلاح الجو الاسرائيلي من سفينة دورية فرنسية كانت تبحر قبالة شواطئ لبنان الى أن اضطرت السفينة الى الدخول في حالة تأهب. ولم يستجب الطيارون الإسرائيليون لطلبات السفينة بتعريف أنفسهم.

وأضافت lt;يديعوتgt; أن حكومة لبنان طلبت من فرنسا وايطاليا بيعها منظومات صواريخ مضادة للطائرات من طراز lt;استر 15gt;، ويخشى المسؤولون الاسرائيليون من أنه اذا زوّد الجيش اللبناني بمثل هذه الصواريخ، ففي نهاية المطاف ستصل الى lt;حزب اللهgt; وستهدد طائرات سلاح الجو.

شهيد وجريح بقنابل عنقودية

وفي الجنوب اللبناني، سجل، امس، استشهاد فتى وجرح شقيقه جراء انفجار قنبلة عنقودية في بلدة حلتا، اثناء عملهما في قطف محصول الصنوبر، وترافق ذلك مع اعلان مسؤولين في مكتب نزع الالغام في الجيش اللبناني ان هطول الامطار يعيق عملية تطهير منطقة الجنوب من الالغام والقنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة، ويؤدي بالتالي الى طمر الكثير من هذه القنابل بفعل السيول ما يزيد من خطورتها.

وقال ضابط في الجيش اللبناني ان انجاز العمل بصورة شبه كاملة في الجنوب، لن يتم قبل حلول العام ,2008 وهو ما يتطلب الكثير من الحذر لتفادي سقوط المزيد من الضحايا. واضاف إننا نفتقد المعلومات من الحكومة الاسرائيلية عن المواقع التي تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية، وهذا يجعل المهمة أكثر صعوبة.
وتشير الاحصاءات الى سقوط 21 قتيلا ونحو 150 جريحا بالقنابل العنقودية والالغام منذ توقف الحرب في الرابع عشر من آب الماضي.