الخميس07 ديسمبر2006
الشارقة ـ الخليج
أقيمت هذه الندوة في السادسة والنصف مساء أمس الأول بمشاركة نقيب الناشرين اللبنانيين محمد حسن إيراني والمهندس نبيل صادر وناصر جروس. وقد تحدث النقيب إيراني عن التحديات التي تواجه النشر في لبنان منذ عشر سنوات، قائلا: إن تعرض لبنان بكافة مؤسساته لأبشع عدوان وغزو ldquo;إسرائيليrdquo; حاقد في تاريخ العرب جعل الكتاب اللبناني ودور النشر اللبنانية في وضع صعب جدا، لكن الموقف العربي الرسمي والشعبي عموما، وموقف دولة الإمارات خصوصا، كان لهما بالغ الأثر في رفد لبنان بكل عناصر القوة والتوازن بعد العدوان الذي استهدف معظم بناه السياسية والاقتصادية والثقافية.
يضيف إيراني ldquo;إن استهداف العدوان لدور النشر والمطابع اللبنانية شكل استهدافا للحركة الثقافية العربية وعاملا حاسما من عوامل الغزو الثقافي الذي يتوسل العنف والدمار، وكان ذلك مقصودا ومتعمدا لوأد هذه الحركة في مهدها، علما بأننا نؤمن بأن الفكر المنفتح هو السبيل لإنتاج ثقافة منفتحة على الآخر، وأن الثقافة هي طريق العبور إلى المستقبلrdquo;. وحول الأضرار التي ألحقها العدوان الصهيوني بقطاع النشر اللبناني قال إيراني ldquo;لقد طالت الأضرار عددا كبيرا من المكتبات والمطابع ودور النشر، حيث قدرت الخسائر المادية المباشرة لدور النشر في منطقة الضاحية الجنوبية وحدها بأكثر من ثلاثين ملايين دولار. تضاف إلى ذلك أضرار غير مباشرة كتأخر النشر في فصل الصيف الذي هو أساسي للتحضير للمعارض العربية وإنتاج الجديد، ما أدى لتأخر تلبية طلبات الزبائن، وغياب الكتاب اللبناني لفترة، عدا عن الكلفة الإضافية على الإنتاج بسبب الحصار، وعدم تمكن دور النشر من تنفيذ التزاماتها المالية. كما تسبب الغزو بإتلاف عدد كبير من أمهات الكتب والمخطوطات النادرة التي لا تعوض،
وتراجع الإنتاج والقدرة الشرائية للقارئ، هذا عدا عن الآثار النفسية المدمرة في التلاميذ والطلبةrdquo;.
أما أمين سر نقابة الناشرين اللبنانيين نبيل صادر فتحدث مقاربا الموضوع من جانبين، جانب الغزو الصهيوني وجانب منافسة الكتاب الإلكتروني للنشر الورقي. وفي جانب العدوان الصهيوني تحدث صادر عن خسائر قطاع النشر المباشرة وغير المباشرة. وقال ldquo;رغم ذلك صمد أهل القطاع وحرصوا على إثبات حضورهم في المعارض العربية فور توقف العدوان، فشاركوا في معارض فرانكفورت واليمن والجزائر والكويت وهم اليوم في الشارقة، وهذا فعل تصد للعدوان، ونشكر كل من تضامن مع الناشرين اللبنانين. وهناك موضوع القرصنة التي نبذل الجهود لمواجهتها. كذلك نشير إلى المساعي لتشكيل هيئة وطنية دائمة للكتاب وتشجيع المكتبات الأهلية. وفي ما يخص الغزو المستمر ومنافسة الكتاب بمنتجات قطاع المعلوماتية لم يعد بإمكان المربين والمؤسسات التربوية منع هذه المنافسة، ومن هنا تجد صناعة الكتاب نفسها عرضة لمزاحمة شديدة من خارج قطاعها، وهو أمر يفرض عليها تحديات مستديمة تتمثل في النوعية، فكلما زادت جودة الكتاب تأليفا وإنتاجا وإخراجا تحسنت قدرته على المنافسةrdquo;.
من جانبه قال ناصر جروس إن الظروف الحرجة التي عاشتها الساحة الثقافية اللبنانية انعكست سلبا على حركة النشر وحدت من إمكانية تعزيز ثقافة الحوار والتواصل. وأضاف ldquo;الكتاب اللبناني والعربي ينشدان الأمن الثقافي مثلما ترتفع صيحات في مجالات الأمن الغذائي والاجتماعي والسياسي. وعندما نتحدث عن مشروع غزو ثقافي يعني أننا أمام مشروع مقاومة ومواجهة تشكل ركائز أساسية لحماية الذات الثقافية العربية وكينونتها في زمن التحديات التي تفرضها ثقافة العولمة. أما وسائل المواجهة التي نراها حضارية فهي يمكن أن تتلخص في خطوات أهمها: تطوير قدرة النخب الثقافية العربية على تشكيل قوة معرفية تتفاعل مع الحداثة، وتعزيز دور القطاعين العام والخاص في مجال الاستثمار العلمي والثقافي والترجمة، العمل على إظهار صورة جديدة لثقافتنا بوصفها ثقافة الانفتاح والتنويرrdquo;.
التعليقات