سهيلة زين العابدين حماد

الأحداث الدامية التي يشهدها العراق يومياً تعلن عن انفجار البركان الطائفي الذي عكف الاحتلال الأمريكي مع الموساد منذ الاحتلال في مارس/ آذار 2003 حتى الآن على إشعال فتيله، ومع أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تقريرها ربع السنوي الصادر في 1-9-،2006 قد حذَّرت من أن الظروف مهيأة في العراق لاندلاع حرب أهلية نتيجة أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة، وأشارت إلى أنَّ الصراع الرئيسي في العراق تحول من حرب للمسلحين (ضد قوات التحالف الموجودة في العراق) إلى قتال دموي مذهبي متزايد مما هيأ مناخاً يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب أهلية، وهذا التقرير يشير بين طياته إلى أنَّ قوات الاحتلال تمكَّنت من تحويل دفة الاقتتال إلى قتال العراقيين لبعضهم بعضاً بدلاً من أن يكون ضد قوات التحالف، وتمكَّنت أيضاً من تحقيق هدفها في إثارة فتنة طائفية في العراق تمهيداً إلى تقسيمه، وتجزئته إلى دويلات كما هو مخطط له.

وعلى الرغم من نجاح الأمريكان مع الموساد في إثارة الفتنة الطائفية في العراق إلاَّ أنَّهم فشلوا في إخضاع الشعب العراقي، وقبوله بالاحتلال.

وبعد ثلاث سنوات من الاحتلال أقرَّ في مارس/ آذار 2006 خمسة من مفكري اليمين وصقور الإدارة الأمريكية ممن أقنعوا الرئيس الأمريكي جورج بوش بغزو العراق في مارس/ آذار 2003 بأنهم كانوا مخطئين، مشددين على أن العراق أصبح حاليا بديلاً لأفغانستان، وتحول إلى أرض خصبة للمقاتلين مع توافر أهداف أمريكية سهلة.

ونقلت صحيفة ldquo;إندبندنتrdquo; البريطانية في عددها الصادر الخميس 9-3-2006 قول وليام باكلي، وهو مفكر محافظ وكاتب ومحلل تلفزيوني: ldquo;لا أحد يستطيع أن يشكك في فشل أهداف غزو العراق، وأن العداء العراقي أثبت أنه لا يمكن احتواؤه بجيش قوامه 130 ألف جندي أمريكي، وعلينا تغيير الخطط، وأهم ما في الأمر الاعتراف بالهزيمةrdquo;. وبدوره، قال فرانسيس فوكوياما، صاحب نظرية صراع الحضارات وأحد أكبر الدعاة للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين: ldquo;حققت الإدارة الأمريكية - بغزوها للعراق نبوءة كانت متوقعة، وهي أنَّ العراق أصبح الآن بديلا لأفغانستان؛ إذ تحول لأرض خصبة للجهاديين ومكان لتدريبهم وقاعدة لعملياتهم كذلك فإن هزيمة حزب بوش في انتخابات الكونجرس الأخيرة تؤكد فشل الغزو الأمريكي للعراق .

إن الفتنة الطائفية في العراق لن تخمد إلاّ برحيل المحتلين، وتطهير العراق من عناصر الموساد المندسّة في أرضه، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تطالب برحيل القوات الأمريكية من العراق للقضاء على الفتنة الطائفية، وتجفيف بحار الدم التي تُراق على أرضه.