بي بي سي

الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين تتناول الأوضاع في دارفور وخاصة في مخيمات اللاجئين الذين يعانون البرد والأمراض، وتتابع الوضع على الساحتين العراقية والفلسطينية.

ففي صحيفة الاندبندنت كتب بول فيليلي تحت عنوان quot;رياح الموت الباردة تهب على دارفورquot; يقول quot;إنه في مخيم quot;جريدةquot; للاجئين بدارفور، وهو أكبر مخيمات اللاجئين، كان الجو باردا حيث لم تتجاوز درجة الحرارة 5 درجات مما دفع اللاجئين في المعسكر البالغ عددهم 120 ألفا للالتحام ببعضهم طلبا للدفءquot;.

quot;إن هؤلاء اللاجئين الذين فروا من القتال بين الجماعات المسلحة من جانب والجيش السوداني وميليشيا الجنجاويد من جانب آخر يواجهون طقسا باردا منذ عدة أسابيعquot;.

ونسبت الصحيفة إلى جوانا بوتشر المنسقة الطبية بالمخيم القول quot;إن الزائر للمنطقة يصدم بمشهد القرى الخالية وبعضها محترق، ولكن عندما يصل إلى مخيم quot;جريدةquot; لا يجد أن البنادق والقنابل هي الشر الأعظم، فأغلب اللاجئين يموتون بالعدوى فالالتهاب الرئوي والملاريا هي أخطر القتلة هناك، فالمخيم هو مكان للاجئين ولكنه أيضا بات مكانا للعدوىquot;.

وتقول الاندبندنت إن العديد من منظمات الاغاثة قد انسحبت مؤخرا من دافور بسبب تدهور الوضع الأمني هناك وقد نقلت مروحيات الأمم المتحدة عمال الاغاثة من quot;جريدةquot; إثر سقوط المخيم في أيدي المسلحين.

وأضافت الصحيفة قائلة إن الأمراض في المعسكر تتغير وفقا للمناخ ففي الطقس الحار تكون المالاريا هي القاتل الخطير، وفي الطقس البارد يكون الالتهاب الرئوي هو القاتل الأخطر.

ونسبت الصحيفة إلى بوتشر القول quot;إن أكثر شيئ نحتاجه الآن هو البطاطين، فالأطفال يفقدون حرارة أجسادهم بسرعة، ولا يوجد تلال أو أشجار أو حواجز لصد الرياح، ولا توجد ملاجئ أو مباني، ولا توجد أماكن دافئة لحماية الأطفال، ولا تحصل كل عائلة إلا على بطانية واحدة والهدف هو توفير بطانيتين لكل أسرةquot;.

العراق
وحول الشأن العراقي، كتبت صحيفة الديلي تليجراف في افتتاحيتها تقول إن زيارة رئيس الحكومة البريطانية توني بلير للعراق تزامنت مع مؤتمر المصالحة الوطنية الذي يهدف إلى توحيد كل القوى الدينية والعرقية وراء غاية وقف العنف.

quot;وبدلا من أن يعرب رئيس الوزراء المتفائل عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن نهاية للعنف او على الأقل تقليصه، كرر من جديد تصريحاته المتعلقة بتهديد المسلحين للديموقراطية وردد أصداء كلمات بوش بهذا الشأن، ووعد بالابقاء على القوات البريطانية حتى إنهاء المهمةquot;.

وقالت الديلي تليجراف quot;إن بوش كان قد أرجأ الاستجابة لتوصيات مجموعة الدراسة الخاصة بالعراق حتى أوائل العام المقبل، كما أن وزير الدفاع الجديد روبرت جيتس يحتاج إلى وقت لاستيعاب الوضعquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوش يعتزم انتهاج استراتيجية أكثر قوة بتعزيز القوة الأمريكية في العراق حيث يتم إرسال 40 ألف جندي أمريكي إلى بغداد لاستعادة الأمن، ويقول جنرالات بوش إن هذا التوجه لن ينجح إلا إذا ساعدت الحكومة العراقية على كبح جماح الميليشيا الشيعية.

quot;وتسود شكوك في أن استراتيجية زيادة القوات لا تهدف إلى التوصل لتسوية دائمة للأزمة في العراق، وإنما فتح نافذة للولايات المتحدة لانسحاب كريم من هناكquot;.

فلسطين
وحول الشأن الفلسطيني تحدثت صحيفة الجارديان في افتتاحيتها عن مخاطر اندلاع حرب أهلية فلسطينية، وهو احتمال خطير لأناس يعانون بالفعل.

وقالت الصحيفة إن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتخابات جديدة في عطلة نهاية الأسبوع جاءت بعد فشله في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتشير استطلاعات الرأي إلى تأييد أغلبية الفلسطينيين لخياره.

وتشير الجارديان إلى أن الفلسطينيين باتوا يريدون حكومة فعالة لديها القدرة على التعامل مع أعدائهم، وإنهاء الأوضاع السيئة، ووضع حد للحصار المفروض على غزة.

وقالت الجارديان quot;إن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت كان حمائميا بشكل غير مسبوق في خطابه الأخير، عندما قال إن اليأس بين الفلسطينيين لن يختفي إلا مع الدولة المستقلةquot;.

وأضافت الصحيفة قائلة quot;إن على رئيس الحكومة البريطانية توني بلير إبلاغ أولمرت أن عليه أن يعرض على عباس شيئا حقيقيا وعملياquot;.

ومضت تقول quot;إن بلير القادم من بغداد عليه استيعاب درس مغامرته في العراق، وهو أن الناس العاديين هم الذين يدفعون ثمن أوهام السياسيينquot;.

ومن جانبه، كتب جون هاري في الاندبندنت تحت عنوان quot;إذا قضت إسرائيل وحلفائها الغربيين على حماس فانهم سيواجهون عدوا أكثر فتكاquot;، يقول quot;في غرفة نوم بمكان ما في غزة، لم أعلم أين هو، جلست وأمامي صورة كبيرة لأسامة بن لادن ووراءه مركز التجارة العالمي ينبعث منه الدخان وهو محاط بصور مجموعة من الجهاديين.. مقاتلون من الشيشان، وأبومصعب الزرقاوي، ومحمد صديق خان وهو أحد منفذي تفجيرات لندنquot;.

ومضى هاري يقول quot;وقف قبالتي احد الجهاديين وهو مقنع وسألني هل تريد رؤية أسلحتنا ثم لوح بقنبلة يدوية أمام رأسيquot;.


صحيفة الاندبندنت
واضاف قائلا quot;ذهبت إلى غزة لتفقد الوضع حيث لا تريد إسرائيل التعامل مع حكومة منتخبة ديموقراطيا، بل على العكس تريد تحطيمهاquot;.

وأردف قائلا quot;كان أبا ايبان وهو أحد أشهر من تولوا حقائب الخارجية في إسرائيل يقول إن الفلسطينيين لا يفوتون فرصة لاضاعة فرصة، وفي الواقع ان العكس هو الذي يحدث فكل مرة ترفض فيها إسرائيل زعيما فلسطينيا لأنه شديد التطرف لا تحصل على الزعيم المعتدل على طريقة غاندي الذي تريدهquot;.

quot;كان عرفات قد قبل بحل الدولتين ولكنه اعترض على تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية بطرق المستوطنات فقصفت إسرائيل مجمعه الرئاسي، واليوم يرفض رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية الاعتراف باسرائيل ولكنه يعرض هدنة مدتها 40 عاما بشرط انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 مع الدفع بالمشكلات الرئيسية إلى عام 2046 وقيام دولتين مسالمتين ووقف العنف، ولكن حكومات إسرائيل وأوروبا وأمريكا اعترضت على ذلك مطالبين هنية بالاعتراف التام باسرائيل واليوم، وحتى يفعل ذلك سيفرض على شعبه الحميةquot;.

ومضى هاري يقول quot;إن تحطيم الارادة الديموقراطية للشعب الفلسطيني لن تضعفه وإنما ستخلق المزيد من أمثال أبو أحمد ذلك الجهادي الذي جلست إليه في غزة تحت صورة بن لادن والذي قال لي أريد أن أقتل واقتل واقتل وأتحول إلى آلة قتل حتى أستشهد باذن اللهquot;.

ونسب هاري إلى ذلك الجهادي القول quot;ذبحت 4 مجندات إسرائيليات في إحدى المستوطنات، وكل اليهود يجب أن يقتلوا بما في ذلك النساء والأطفال، الجميع يجب أن يقتلوا ولكن الجنود أولا، إن المحرقة لم تقع ولكنها يجب أن تقعquot;.

ومضى يقول quot;إن الجهاديين هم أطفال الانتفاضة الأولى الذين شاهدوا أبائهم يقومون بمسيرات سلمية ليجدوا القوات الاسرائيلية تكسر عظامهمquot;.

واختتم مقاله قائلا quot;إن الغالبية في فلسطين تؤيد التعايش السلمي مع إسرائيل، و67 بالمئة يؤيدون اقتراح حماس بابرام هدنة مدتها 40 عاما مع إسرائيل، ولكن إذا جوبهت إرادتهم السياسية باذلال حماس فان هذه النافذة ستغلق ليظهر المزيد من أمثال أبو أحمدquot;.

ونسب هاري للجهادي القول quot;أحب أسامة بن لادن، وكرر وهو يدفعني في ظهري وأحب القتلquot;.