روزا بروكز - لوس انجليس تايمز
الأوضاع في العراق تزداد سوءا يوما بعد الآخر وغالبية العراقيين يعتقدون أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي هو السبب الاساسي للمجازر المستمرة هناك.
ولكن بالرغم من هذه الحقائق فمازال أنصار إدارة بوش مستمرين في الاصرار على القول إن سحب القوات الأمريكية من هناك سيعني التخلي عن العراق وخذلان شعبه.
التخلي عن العراق لمن؟ للحرب الأهلية؟ الحرب الأهلية موجودة الآن في العراق ويرجع الفضل في ذلك لوجودنا هناك، ربما تزيد الأوضاع سوءا إذا غادرنا ولكن ربما تكون مغادرتنا هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ العراق، والعراقيون يعتقدون أنهم سيكونون في وضع افضل بدون وجودنا معهم.
الولايات المتحدة مسؤولة تماما عن مساعدة الشعب العراقي، ولكن دعنا نصل أولا إلى تعريف لمفهوم laquo;التخليraquo; في واقع الأمر كان غزو العراق بدون أن تكون لدينا خطة لحماية البنيات التحتية المهمة والسكان المدنيين شكلا من اشكال التخلي، الفشل في إكمال، او حتى البدء، في تنفيذ معظم مشاريع إعادة الاعمار التي وعدنا بها، كان ايضاً شكلاً من اشكال التخلي عن العراق وشعبه.
اتباع الوسائل الهمجية في محاربة الثوار مما ادى لقتل الآلاف من المدنيين الابرياء واعتبار موتهم قضاء وقدراً، كان ايضاً شكلاً من اشكال التخلي وخذلان شعب العراق، رفض التعامل مع ايران وسوريا، القوتان الإقليميتان اللتان يعتبر التعاون معهما مهما جداً في خفض مستوى العنف، ايضا شكل من اشكال التخلي، واهم من كل ذلك يعتبر الاحتفاظ بعدد 140000 جندي أمريكي في العراق في الوقت الذي يعتبر فيه وجودهم هناك دفعاً للأوضاع نحو الأسوأ، شكلا من اشكال التخلي.
إذا كنا جادين في مساعدة الشعب العراقي مازالت هناك بعض الاشياء الذي يمكننا عملها، وبداية لتلك الأعمال يجب أن نسحب القوات الأمريكية من العراق، وهذا شيء يبدو أن مجموعة الدراسة المكونة من الحزبين الأمريكيين الكبيرين التي تبحث عن مخرج من العراق، ستوصي به.
التعليقات