الخميس: 2006.03.02

مقتل 40 من اعضاء laquo;القاعدةraquo; الأجانب في هجوم باكستاني جواً وبراً قرب الحدود

..إسلام آباد - جمال إسماعيل

توقف الرئيس الاميركي جورج بوش فجأة في كابول امس، في مستهل جولته على الهند وباكستان. وشكلت محطته الأفغانية سابقة، تعهد خلالها اعتقال زعيمي laquo;القاعدةraquo; اسامة بن لادن وraquo;طالبانraquo; الملا محمد عمر، laquo;والمتآمرين معهما، واقتيادهم الى العدالةraquo;، منوهاً بتحقيق القوات الاميركية والافغانية والباكستانية تقدماً في ملاحقة فلول الارهابيين.

وتزامنت الزيارة مع هجوم شنته القوات الجوية والبرية الباكستانية على مخبأ لانصار بن لادن قرب الحدود الافغانية، مما اسفر عن مقتل 40 منهم. وافادت مصادر رسمية باكستانية ان الهجوم نفذ اثر معلومات عن تحضير هؤلاء laquo;المقاتلين الأجانب لهجوم عبر الحدود الأفغانيةraquo;.

وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي في القصر الرئاسي في كابول، ابدى بوش اعجابه بالتقدم الذي تحقق في افغانستان، وخاطب كارزاي قائلاً: laquo;الناس في انحاء العالم يشاهدون تجربتكم. انكم تلهمون الآخرين، وهذا الالهام سيدفعهم الى المطالبة بحريتهم وبمزيد منها، فيصبح العالم اكثر سلاماًraquo;.

وزار بوش ترافقه زوجته ووزيرة خارجيته السفارة الاميركية في كابول، قبل ان يلتقي القوات الاميركية في بغرام، اكبر قاعدة جوية لبلاده في افغانستان. وانتهز مؤتمره الصحافي، لتوجيه رسالة الى طهران، قائلاً: laquo;يجب الا يسمح لإيران بتطوير اسلحة نوويةraquo;. وأكد ان laquo;اكثر امر يمكن ان يزعزع استقرار المنطقة والعالم، هو تطوير ايران اسلحة نووية، لذلك فإن العالم يتحدث بصوت واحدraquo; في هذا الشأن.

وحملت تلك الرسالة مغزى مزدوجاً قبل انتقال الرئيس الاميركي الى الهند التي يسعى الى اقناعها بتأييد موقف بلاده في الأزمة الإيرانية، وبإبرام اتفاق للتعاون النووي مع الولايات المتحدة. وأقر بوش في كابول بـ laquo;صعوبةraquo; تواجه ملف التعاون النووي بالنسبة الى الحكومتين الهندية والاميركية، متعهداً مواصلة الحوار laquo;لعلنا مع بعض الحظ نستطيع التوصل الى اتفاقraquo;.

وكان رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ وعقيلته في استقبال بوش في مطار نيودلهي. وتأتي زيارة الأخير للهند تتويجاً للتقارب الأخير بين البلدين، على رغم استقباله بتظاهرات احتجاج نظمها آلاف من المسلمين، ويعتزم يساريون تنظيم مزيد من الاحتجاجات اليوم.

وترى واشنطن في الهند، اكبر ديموقراطية في العالم ثقلاً مضاداً للصين في آسيا وسوقاً ضخمة يجب عدم اضاعتها في حين تشكل الولايات المتحدة بالنسبة الى نيودلهي مفتاح اعتراف على الساحة الدولية.


الهجوم على laquo;القاعدةraquo;

في باكستان، قتل نحو 40 مقاتلاً اجنبياً بينهم قائد شيشاني في laquo;القاعدةraquo; في هجوم على مخبئهم في قرية داندا سيدغاي على بعد 15 كيلومتراً إلى الشمال من بلدة ميران شاه عاصمة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان.

وأشار مسؤولون باكستانيون الى ان المخبأ الذي يضم laquo;معسكر تدريب ومستودع اسلحةraquo; لأنصار بن لادن، استهدف بعد معلومات استخباراتية عن استعدادهم لشن هجمات عبر الحدود الافغانية.

وأبلغ شهود في المنطقة laquo;الحياةraquo; ان ثماني مروحيات عسكرية اغارت على المخبأ وهو مجمع سكني يضم ثمانية مبان صغيرة، قبل ان تدهمه قوات برية. واندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقتل عدد من الأجانب بينهم القائد الشيشاني خلال محاولتهم الفرار، فيما سقط 21 جريحاً في صفوفهم. وأعلن الجيش مقتل احد جنوده وجرح 15 آخرين.