الأحد: 2006.03.012
من قريب
سلامة احمد سلامة
تحاول أمريكا الآن بكل السبل نقل معركة الملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الي مجلس الأمنrlm;..rlm; حيث تستطيع ممارسة نفوذها لتطبيق الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدةrlm;,rlm; الذي يسمح بفرض عقوبات سياسية واقتصادية علي ايرانrlm;,rlm; بدعوي عدم استجابتها لمطالب المجتمع الدولي بوقف عمليات تخصيب اليورانيومrlm;..rlm; وكأننا نشهد شريطا سينمائيا قديما يعيد مشاهد العراق وليبيا باخراج جديدrlm;..rlm;
ولكن هل تنجح امريكا في هذه اللعبة القديمة؟ من الواضح أن تقرير البرادعي أمام مجلس الوكالة الدولية لم يحسم مصير البرنامج النووي الايراني بل ترك الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالاتrlm;,rlm; وأصبح الهدف من تصعيد الأزمة الي مجلس الأمن هو التجاوز عن الجوانب الفنية والقانونية لاتفاقية الحظر النوويrlm;,rlm; وعن النصوص الصريحة التي تسمح لايران ولسائر الدول حق الحصول علي التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلميةrlm;.rlm; وتسعي امريكا بمساندة أوروبية إلي تعبئة اجماع عالمي علي أن ايران ـ باصرارها علي مواصلة برامجها النووية ـ تخفي حقيقة أهدافها لانتاج أسلحة نوويةrlm;.rlm; وأن عملية التخصيب التي يدور الجدل حولها هي الخطوة الأخيرة قبل تحقيق هذا الهدفrlm;..rlm; وهو ما لاتملك الوكالة أي دليل قاطع عليهrlm;.rlm;
في القلب من هذه الأزمة كلها استراتيجية امريكية لامساومة فيها تعمل علي ابعاد أي قوة اسلامية من دخول النادي النوويrlm;,rlm; وبالذات إيرانrlm;..rlm; التي اطاحت الثورة الاسلامية فيها بحكم الشاهrlm;,rlm; لتقيم نظاما غير موال لأمريكاrlm;,rlm; لم تخف حدة الخصومة بينهما علي مديrlm;27rlm; عاماrlm;.rlm; وبينما نجحت امريكا في بسط هيمنتها علي العالم العربي ونجحت جزئيا في اعادة رسم خرائطهrlm;,rlm; فقد بقيت ايران تقاوم الهيمنة الامريكية والاستعمار الاسرائيلي الجديد ولو أن النظام الايراني طبع علاقاته مع اسرائيل كما كان في عهد الشاه واستجاب لرغبات القوة العظمي وتخلي عن تأييد سوريا وحماس وحزب اللهrlm;,rlm; لما كانت هناك مشكلة في حصول ايران علي الطاقة النووية بكل أشكالها واستخداماتهاrlm;..rlm; وبعبارة أخري فإن ايران تدفع ثمن التقاعس والتخلف العربي والاسلامي الذي سلم أوراقه كلها بدون مقابلrlm;.rlm;
واذا كان من حق ايران أن تطور قدراتها النووية ـ علي عكس دول عربية واسلامية عديدة تملك الثروة ولاتملك الرؤية الاستراتيجية ـ فإن طريقها لتحقيق هذا الهدف لم يكن معبدا بأي حالrlm;.rlm; فقد بدأت برنامجها النووي في عهد الشاه بمفاعل الماني حراري في مدينة بوشهرrlm;,rlm; جري تطويره علي يد الروس بعدها طبقا لاتفاق تعاون نووي مع روسيا عامrlm;1995.rlm; وسرعان ماتدخلت امريكا لابطاله وأرغمت موسكو علي عدم بيع أي مكونات نووية لايرانrlm;.rlm;
ولكن بعد وصول بوتين الي السلطة تخلت روسيا عن تعهداتها لأمريكاrlm;,rlm; واستأنفت تعاونها مع ايران لاكمال بناء مفاعل بوشهر وانشاء مفاعل آخرrlm;..rlm; وكان المفروض أن ينتهي مفاعل بوشهر عامrlm;2004.rlm; ومابين التباطؤ الروسي والتلاعب الأمريكي في مناخ دولي مضطربrlm;,rlm; دخل الملف النووي الايراني مرحلة صراع دولي متصاعدrlm;,rlm; ليست هذه هي نهايتهrlm;!rlm;
التعليقات