الإثنين: 2006.03.027
تعج المكتبات حاليا بكتب وضعها محافظون تأخذ على الرئيس الامريكي جورج بوش السعي لاقامة نظام تيوقراطي (حكم رجال الدين)، وقيادة البلاد الى الافلاس او إثارة المشاعر المناهضة للامريكيين.
ويتصدر المبيعات على موقع ldquo;امازون.كومrdquo; على شبكة الانترنت كتاب بعنوان ldquo;التيوقراطية الامريكية ومخاطر السياسة الدينية الراديكالية والنفط والديون في القرن الحادي والعشرينrdquo;. ومؤلف الكتاب كيفن فيليبس بدأ هذا الاسبوع جولة تلقى اهتماما عبر الولايات المتحدة للترويج لطرحه. ويقول فيليبس ان ldquo;المروجين لنهاية العالم في الولايات المتحدة هم بمستوى اي رجل دين شيعي والاقتراعين الرئاسيين الاخيرين اظهرا تحولا في الحزب الجمهوري الذي اصبح اول حزب ديني في تاريخ الولايات المتحدةrdquo;. ودعم افكاره هذه بالاشارة الى اللهجة التبشيرية التي يعتمدها بوش والتعبئة الفعالة للكنائس قبل اي استحقاق انتخابي. ويرى فيليبس ان هذا الميل لا يبشر بالخير للولايات المتحدة: فالتعبئة الدينية واحلال الايمان مكان المنطق والتطلعات التبشيرية التي تتضح أكثر فأكثر في الولايات المتحدة ldquo;ادت في السابق الى انهيار قوى عظمى اقتصادية مثل روما (القديمة) واسبانيا (محاكم التفتيش) وانجلترا (في العهد الفيكتوري)rdquo;.
من جهته، يركز المعلق بروس بارتلت الذي كان في ادارة الرئيس رونالد ريجان، هجماته على العجز المتفاقم في الولايات المتحدة. وهو يشارك في الكثير من الندوات لعرض كتابه ldquo;الدجال: كيف قاد جورج بوش الولايات المتحدة الى الافلاس وخان تركة ريجانrdquo;. وكلفته جسارته هذه عمله في مركز الابحاث المحافظ للتحليل السياسي (ذي ناشونال سنتر فور بوليسي اناليسيس). لكنه استقبل بحرارة في مركز ldquo;كاتو اينستيتوتrdquo; الليبرالي.
واعتمد الاستاذ الجامعي فرانسيس فوكوياما الذي وضع بحثا العام 1998 حول ldquo;نهاية التاريخrdquo;، نهجا اكثر تحفظا وهو يفسر في كتاب ldquo;امريكا عند منعطفrdquo; خلافه مع ldquo;تيار المحافظين الجددrdquo; الذي كان قريبا منه.
ويقول فوكوياما انه في فبراير/شباط 2004 وبينما كان البعض يصف الحرب على العراق بأنها ldquo;نجاح لا جدل فيه، لم اكن استطيع ان افهم لماذا يصفق الجميع لهذا الخطاب بحماسة بينما لم تعثر الولايات المتحدة على اسلحة دمار شامل في العراق وهي عالقة تحت نيران تمرد عنيف وعزلت نفسها كليا تقريبا عن بقية العالم عبر اعتمادها استراتيجية القطب الواحدrdquo;.
ويرى فوكوياما انه لا يكفي ان تعلن الولايات المتحدة ان هيمنتها ldquo;نيتها سليمةrdquo;، فعليها ليس فقط ان ldquo;تتمتع بنية سليمة بل ان تكون تلتزم الحذر وتتحلى بالفطنة في ممارسة السلطةrdquo;.
وقال خبير الشؤون السياسية توماس مان من ldquo;بروكينغز اينستيتوتrdquo; ان كثرة هذه الكتب المنتقدة لادارة بوش ldquo;تعكس الخطاب السياسي المنتشر حالياrdquo; في وقت يواجه فيه البيت الابيض ldquo;نتائج هزيلة في استطلاعات الرأي وعجزا هائلا وحربا غير شعبيةrdquo;.
التعليقات