سيدني زيون
كاتب عمود بجريدة نيويورك دايلي نيوز

انتهت الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية وتعرض حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو لخسارة مذلة تهدد مستقبله السياسي. ولو كان نتنياهو قد اتفق مع ارييل شارون خلال الخريف الماضي، لتمكن من الفوز في الانتخابات الماضية وكلف بتشكيل الحكومة الإسرائلية الجديدة. وكان يتعين على نتنياهو فقط أن يغلق فمه ويتخلى عن معارضته لخطة شارون بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة لكي يعود لرئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي من جديد.
ولأن نتنياهو لم يفعل شيئاً يذكر على الساحة السياسية خلال الفترة الماضية، لم يعد لحزب الليكود الذي يترأسه صاحبنا أي وزن على الساحة السياسية في إسرائيل خلال الفترة الحالية، وانخفضت مكانة الحزب إلى المرتبة الرابعة في قائمة مقاعد البرلمان الإسرائيلي الجديد. وتتخطى معاني هذه التطورات حياة نتنياهو السياسية نفسها. وتضمن الانتخابات الإسرائيلية من الناحية العملية عدم الاستقرار السياسي في دولة الكيان الصهيوني.
وإذا لم يكن نتنياهو قد تحدى ارييل شارون في حزب الليكود، لم يكن الأخير ليتخلى عن حزبه القديم الذي أسسه بنفسه ليكون حزبه الجديد كاديما. واعتمد حزب شارون الجديد المولد على شعبية وجاذبية شارون في نشأته وترعرعه.
وتعني كاديما في اللغة العبرية إلي الأمام، ولكن في غياب شارون من الممكن أن يتحول معنى هذه الكلمة ليصبح إلى الخلف. وإذا كان نتنياهو قد سار على خطى شارون، لكان حزب الليكود قد حصل على أغلبية ساحقة في الكنيست ولم تكن أي مجموعة أو قوة أخرى لتقدر على مواجهته بشكل قوي. وكان من الممكن أن تجعل هذه التطورات من إسرائيل قوة ديمقراطية تستمر لسنوات طويلة.
ولكن السكتة الدماغية التي تعرض لها شارون غيرت كل شيء. ولم تكن تدهور حالة شارون الصحية لتتسبب في حدوث هذه التطورات الخطيرة إذا لم يترك شارون حزب الليكود. وكانت هناك مجموعة مقربة من الزعيم الإسرائيلي الذي يعاني حالياً من سكرات الموت نصحته بأن يحافظ على الطريق الذي اختطه لنفسه، وذكروه بدوره كقائد لإسرائيل، وبأنه سيفوز في أي انتخابات يخوضها ضد نتنياهو والمجموعة المنشقة عليه.
وكان الرجل الذي أقنعه بترك الليكود هو إيهود أولمرت الذي يكره نتنياهو ويعتبره منافساً له في سباق الوصول إلى رئاسة الوزراء. وقد قدمت الصحافة العالمية أولمرت على أنه صديق شارون الحميم الذي اختاره لخلافته. وهذا الكلام أبعد ما يكون عن الحقيقة لأن شاورن لم يثق مطلقاً في أولمرت. وبينما كان من المنطقي جداً أن يمتلك شارون نفس الشعور تجاه نتنياهو إلا أنه لو كان ليختار خليفة له لاختار نتنياهو بدلاً من أولمرت. ولكن الطريقة التي تسير بها الأمور على الساحة السياسية داخل إسرائيل لا تترك مكاناً للخيارات. ولو تمكن الليكود من الفوز في انتخابات الكنيست الماضية، لتحول نتنياهو بطريقة آلية إلى رئيس لمجلس وزراء إسرائيل. ولكن يبدو أن زعيم الليكود الحالي لم يتعلم قواعد اللعبة بعد ولم يستفد من إقامته خلال فترة شبابه في الولايات المتحدة أبداً.