تشاؤم بنجاح الحوار الوطني في لبنان في ظل إصرار على تعديل الطائف ووضع شيعي نائباً لرئيس الجمهورية

خاص، quot;الرأي العامquot;:

تحدّث سياسيون لبنانيون يُعتبرون من المعنيين بشكل مباشر بالحوار الوطني ومن المطّلعين على ادق تفاصيله عن وصول هذا الحوار الى طريق مسدود. وابدى هؤلاء تشاؤماً واضحاً بامكان تحقيق تقدم على الرغم من تحديد موعد الثامن والعشرين من ابريل الجاري موعداً لعقد جلسة حوار جديدة بمشاركة الزعامات البارزة التي تمثّل الطوائف والقوى الفاعلة في البلد. وتحدث سياسي لبناني عن ربط quot;حزب اللهquot; تحقيق تقدّم على اي صعيد كان في الحوار بتعديل اتفاق الطائف في اتجاه خلق موقع جديد في الدولة هو موقع نائب رئيس الجمهورية على ان يحتلّه مواطن شيعي. وقال ان المطلوب تمتع نائب رئيس الجمهورية الشيعي بصلاحيات ذات طابع تنفيذي، مشيراً الى ان النظام في ايران يصرّ على الاتفاق البديل من الطائف من منطلق رغبته في تاكيد انه صار صاحب دور فاعل إقليمياً وفي لبنان تحديداً. وعزا هؤلاء السياسيون، وبينهم شخص مشارك في الحوار، تشاؤمهم الى ان فريقاً من اللبنانيين يمثل طائفة كبيرة هي الطائفة الشيعية غير راغب في تحقيق تسوية تحت سقف اتفاق الطائف.

وقال السياسيون الذين تحدّثت اليهم quot;الراي العامquot; ان ممثلي الطائفة الشيعية، اي رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والامين العام لـ quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله يرفضان الاستمرار في تسوية تعتمد موازين القوى التي كرّسها اتفاق الطائف الذي توصّل اليه النوّاب اللبنانيون في العام 1989 برعاية سعودية وبغطاء دولي. وقال سياسي لبناني كبير، شغل الى ما قبل فترة قريبة موقعاً في غاية الاهمية، ان نصرالله وبري يعتقدان ان التوازنات الجديدة في المنطقة تفرض التخلي عن الطائف لمصلحة اتفاق جديد ياخذ في الاعتبار ان ايران صارت قوة اقليمية، بل القوة الاقليمية الابرز ، وان ليس في الامكان التوصل الى تسوية جديدة في لبنان من دون اخذ مصالحها في الاعتبار. وحرص هذا السياسي على توضيح ان الكلمة النهائية في هذا الشان هي للامين العام لـ quot;حزب اللهquot; الذي يسيطر سيطرة تامة على قرار حركة quot;املquot; التي يتزعمّها رئيس مجلس النوّاب اللبناني. واوضح ان سبب هذه السيطرة يعود الى ان quot;حزب اللهquot; استطاع اختراق quot;املquot; على كل المستويات بفضل تنظيمه الجيّد وانضباطه من جهة والقدرات المالية التي في تصرّفه من جهة اخرى.

وبفضل هذا الاختراق، في استطاعة الحزب شقّ الحركة ساعة يشاء في حال حصل اي خروج لها عن قراره المرتبط بما تقرره مرجعيته في ايران. واكّد السياسيون الذين التقتهم quot;الراي العامquot; ان الاتفاق الجديد البديل من الطائف الذي يسعى quot;حزب اللهquot; وquot;املquot; الى التوصّل اليه ياخذ في الحسبان ان ايران باتت شريكاً اساسياً في المعادلة اللبنانية خصوصاً بعدما استطاعت استيعاب النظام السوري وجعله اداة طيعة في يدها، وهذا يعني بالتالي ان ليس من حق السعودية ومصر التوسّط وحدهما لايجاد مخرج من الازمة السياسية في لبنان، بل ان اي مقترحات يمكن ان تقدمها الرياض والقاهرة، لا بدّ ان تحظى بموافقة طهران. واعتبر هؤلاء الساسة ان دمشق سارعت منذ فترة الى تاكيد ان الوضع في لبنان صار مرتبطاً الى حدّ كبير بما تريده ايران وبمصالحها الاقليمية، ولذلك حرص نائب رئيس الجمهورية السورية السيّد فاروق الشرع في جولته الاقليمية الاخيرة على التوجه الى طهران بعد لقاء الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض. وقال احد السياسيين اللبنانيين ان النظام السوري اراد، بارساله الشرع الى طهران، تاكيد ان ارتباطه بالنظام الايراني صار عضوياً وذلك على الرغم من النفي المتكرر للمسؤولين السوريين للفكرة القائلة إن دمشق صارت تحت الهيمنة المباشرة لطهران. ولدى سؤال هذا السياسي عن الترجمة العملية للمساعي الهادفة الى التوصل الى اتفاق جديد بديل من الطائف، اجاب ان quot;حزب اللهquot; يطالب في الكواليس بادخال تعديلات جذرية على الطائف تلحظ تعيين او انتخاب نائب لرئيس الجمهورية يكون شيعياً يمتلك صلاحيات محددة تمكنه من منع صدور اي قانون او مرسوم لا يحظى بموافقته. وقال ان quot;حزب اللهquot; بات يعتبر ان صلاحيات رئيس مجلس النواب لا قيمة لها على الرغم ان ولايته تمتدّ اربع سنوات بدل سنة واحدة كما كانت الحال قبل اقرار اتفاق الطائف.

واضاف ان quot;حزب اللهquot; لم يعد يقبل ان يكون الشيعة في لبنان خارج راس الهرم في السلطة التنفيذية في اي شكل من الاشكال. اكثر من ذلك، لم يعد الحزب قادراً على الاكتفاء بان يكون تمثيل الشيعة في السلطة التنفيذية على المستوى الوزاري فقط. وخلص الى القول ان quot;حزب اللهquot; استطاع حتى الآن المناورة بشكل جيّد مستفيداً من الفراغ الذي خلقه اغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم من انسحاب القوات السورية من لبنان واخيراً من قدرته على التلاعب بالنائب ميشال عون الذي يمتلك الكتلة المسيحية الاكبر في مجلس النواب. وتساءل اخيراً هل مصادفة ان الاتفاق بين عون وحسن نصرالله لم يتضمن اي اشارة الى اتفاق الطائف؟