على هامش الملتقى العربي الثالث للتربية والتعليم الذي تنظمه laquo;مؤسسة الفكر العربيraquo; في بيروت
بيروت - الحياة : تنتهي اليوم فعاليات الملتقى العربي الثالث للتربية والتعليم والذي تنظمه في بيروت مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع عدد من المؤسسات التربوية والثقافية العربية والدولية. laquo;الحياةraquo; التقت رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل، على هامش المؤتمر وكان هذا الحديث:
gt; ما هي خلفية اختياركم موضوع التربية والتعليم عنواناً لمؤتمر سنوي لمؤسسة الفكر العربي؟
- المؤسسة هي مؤسسة الفكر العربي، والفكر العربي هو الثقافة العربية، والثقافة في أي أمة تعتمد اعتماداً كلياً على العلم، فمجال العلم هو في نظرنا المحرك الرئيس لأي تقدم وتطور في أي أمة، من دون علم لا تطور ولا تقدم ولا ثقافة. ومن هذا المنطلق بدأ اهتمام مؤسسة الفكر العربي بالتعليم والتربية بصورة خاصة.
gt; ولكن ترافق هذا الاهتمام مع طرح قضية مناهج التعليم وارتباطه بقضايا الاصلاح. فهل لاهتمامكم بالتعليم علاقة بما يطرح على هذا الصعيد؟
- لا شك في أننا نؤمن بأن المستقبل العربي يتوقف على طريقة التعليم وأسلوبه ومنهجه في مدارسنا وجامعاتنا وكلياتنا، وإذا لم يتطور أسلوب التعليم فلن يتطور الإنسان العربي. الأمة العربية متخلفة كثيراً في مجال التعليم والبحوث والدراسات. هناك أمم بإمكانات أقل منا بكثير سبقتنا علمياً وثقافياً، وآن الأوان كي نعيد النظر في أساليب تعليمنا ومناهجه، لإعطاء المبدع العربي الفرصة لاستغلال ابداعاته وإتاحتها لشباب العرب.
gt; هل صحيح ما يقال من ان مناهج التعليم في العالم العربي مسؤولة الى حد كبير عن عدد من الأزمات السياسية والأمنية في المنطقة؟
- لا أعتقد ان المنهج نفسه هو المسؤول. المنهج هو الكتب الموجودة. أعتقد ان الخلل في المعلم وفي أسلوب التعليم. إذا أصلحنا الأسلوب والمنهجية في التعليم كان الاصلاح وإذا لم يتطور المعلم الى المستوى اللائق، فلن يتطور التعليم.
gt; المؤتمر الذي سيعقد في بيروت هو الثالث من نوعه الذي تقيمه المؤسسة. ما هي انجازاتكم في هذه المؤتمرات؟
- أول انجاز لهذه المؤتمرات انها استطاعت ان تجمع أكثر من مؤسسة علمية وثقافية تعنى بالشأن الثقافي والعلمي في العالم العربي، وأن تنسق العمل في ما بين هذه المؤسسات. وجود هذه الهيئات والمنظمات في المؤتمر ومناقشتها الموضوع ومساهمتها في البحث، أعتقد انه هو بنفسه نجاح. النجاح الآخر هو دعوة المسؤولين عن التعليم في البلاد العربية مع الادارات التنفيذية لمؤسسات التعليم، ولقاء هؤلاء في مكان واحد ومناقشتهم مشكلات التعليم، هو أيضاً نجاح مهم. وثالث نجاح، هو توفيرنا منبراً حراً لكل صاحب رأي، منبراً لا يقتصر فقط على المسؤول ولا على مدير الجامعة أو المدرسة وإنما لكل مثقف، الفرصة أن يحضر هذا المؤتمر، وينقد أساليب التعليم ومناهجه ويناقشها مع المسؤول عن هذا النظام.
gt; هل شعرتم ان هناك استعدادات لدى السلطات في العالم العربي للتجاوب مع التوجه الإصلاحي في مجال التعليم؟
- نعم لمسنا تجاوباً. أولاً مشاركة الكثير من الوزراء المسؤولين عن التعليم في هذه المؤتمرات. وثانياً مشاركة الكثير من مديري الجامعات والمسؤولين عن التربية والتعليم، وسمعت منهم كلهم انهم استفادوا استفادة كبيرة جداً من وجودهم في هذه المؤتمرات. من ناحية ثانية وجدنا انه منذ تأسست منظمة الفكر العربي، وجدنا أن هناك مؤتمرات عدة تقام في العالم العربي وبدعوة من رؤساء الدول أو من الجهات الرسمية في هذه الدول. في السابق كانت هناك فجوة بين المسؤول والمثقف، بين الوزير وبين المفكر. وجود مؤسسة الفكر العربي جسّرت هذه الفجوة والجفوة.
gt; انتم على رأس مؤسسة الفكر العربي، كيف تقوّمون نشاط هذه المؤسسة؟
- هذه المؤسسة استطاعت ان تقف على قدميها، ففي بداية انشاء هذه المؤسسة، الكثير من الناس توقعوا لها الفشل، وعدم الاستمرارية. أعتقد انه مجرد اقامة هذه المؤسسة ووقوفها على قدميها واستمرارها منذ خمس سنوات، هو نجاح، خصوصاً ان نشاطها تطور وزاد من سنة الى أخرى.
ثانياً قبول الانسان العربي سواء على مستوى القيادة أو على المستوى الشعبي والآمال التي تعقد على هذه المؤسسة أصبحت أكبر مما كانت في البداية. صارت المؤسسة مطالبة بتحقيق انجازات لم يكن أحد يتوقع ان تطالب بها. كان حتى الأصدقاء، جل ما يتمنونه ألاّ تفشل هذه المؤسسة، الآن أصبحوا يطالبونها بأشياء كبيرة جداً.
gt; هل تأملون ان تساهم هذه المؤسسة في بلورة فكر عربي متقدم عما هو عليه الآن؟
- المؤسسة لا تبلور فكراً عربياً، وليس لها مشروع خاص. المؤسسة هي منبر لكل مثقف عربي، وهي ساحة للفكر العربي، لتقديمه ومناقشته ولتقديم الآراء الجديدة والمبتكرة لتطوير مسار هذا الفكر. ليس لنا مشروع أو توجه أو هدف سياسي. هدفنا إيجاد الفرصة المناسبة والمكان المناسب للمفكر العربي لإبداء رأيه من دون خطوط حمر.
gt; ما هي المجالات الجديدة التي تنوي المؤسسة الخوض فيها؟
- عندنا مؤتمر تربوي، وفي أيلول (سبتمبر) المقبل مؤتمر عن الترجمة وفي كانون الأول (ديسمبر) المؤتمر العام. سنساهم في تنشيط حركة الترجمة وطرحنا موضوع انشاء صندوق للترجمة في العام الماضي، وهو الآن يدرس في البنك الدولي.
التعليقات