الأربعاء: 2006.05.10
أمل المهيري - أيمن جمعة، الإتحاد
اكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن أبوظبي على موعد مع قصة نجاح جديدة تتجاوز ما تحقق بفضل النفط والغاز فقد خطت الإمارة خطوات جسورة نحو تنويع مواردها وتحرير اقتصادها وقد بدأت تباشير هذا التوجه في الظهور، ولا شك أن هذا التوجه سيحمل معه فرصا هائلة للشركات العالمية للمساهمة في النهضة التي ستطال كافة أوجه الحياة في الإمارةmiddot; وقال سموه فى كلمة وجهها الى ملتقى الاعمال والاستثمار بين إمارة أبوظبي وايطاليا الذي افتتحه سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط أمس إن مكمن التفرد في برنامج تنويع مواردنا الاقتصادية الذي اعتمدناه هو أن دافعه الطموح لا الحاجة وسوف نعمل على استغلال مواردنا الطبيعية على أفضل نحو ممكنmiddot;
وأضاف سموه: شهدت أبوظبي تطورات سريعة خلال العقود الثلاثة الماضية، ونحن اذ نضع نصب أعيننا الطريق الذي سرنا فيه تحت رؤية وقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، فاننا الان نتطلع الى المرحلة الجديدة من المستقبل للإماراتmiddot;middot; وأضاف سموه: من المعروف ان الله قد حبا أبوظبي بمصادر هائلة من النفط، وهي بكل المقاييس التي قادت الى حد كبير النمو والتطور السريع في اقتصادنا ودولتنا، وسنستمر في الاستفادة من هذه المصادر لفترة طويلة جدا، ومثل غالبية الدول فاننا نحاول استغلال هذه الاصول بافضل طريقة ممكنة وبما يعود بالنفع على مواطنينا، والاكثر اهمية اننا سنفعل هذا بطريقة تحافظ على البيئة وتراعي الابعاد الاجتماعيةmiddot; وأضاف سموه: القصة الحقيقية لابوظبي في 2006 وما بعدها اكبر بكثير من النفط والغاز، انها قصة نمو سريع وتنويع يأخذ بالالباب وتحرر استراتيجي للاقتصاد، واتخذ راسمو السياسات خطوات جريئة ومدروسة لتوجيه النمو في مجالات جديدة بالاقتصاد المحلي وتسهيل مزيد من التفاعل مع العالم، وهذا واضح بالفعل وسيزداد وضوحا خلال الخمس الى العشر سنوات المقبلةmiddot; وبالطبع فان هذا سيقدم فرصا فريدة للشركات الدوليةmiddot;middot; لكن قصتنا ايضا فريدة، فتطلعاتنا للتنوع الاقتصادي قائمة على الطموح اكثر من الضرورة، ورؤيتنا تقوم على الانتقال الى المستوى الجديد من خلال ادراك آفاق اصولنا الطبيعيةmiddot; وببساطة فان هذا يستلزم توسعا وتنويعا لاقتصادناmiddot;
وأضاف سموه: المصادر الطبيعية الهائلة والاساس الاقتصادي القوي الذي ارسيناه يعني اننا في موقع متميز ونادر، وخلافا لكثير من الاقتصاديات الناشئة الاخرى فان ابوظبي سوف تنوع اقتصادها وفق جدول زمني تحدده هي بنفسها وبطريقة استراتيجية ومتأنيةmiddot; لدينا فرصة لتحقيق رؤيتنا، وسنبذل مزيدا من الجهود لاقامة افضل مستقبل ممكن لمن يعيشون ويعملون في الامارةmiddot; ويتم تنويع الاقتصاد عبر عدة جبهات، فاذرعنا الاستثمارية توفر لنا الدخول الى صناعات جديدة في عدد كبير من الاسواق في شتى انحاء العالمmiddot; والمنظمات المقامة منذ فترة طويلة مثل جهاز استثمار ابوظبي وشركة الاستثمارات البترولية الدولية ايبيك تواصل توسيع قاعدتها الاستثمارية وتأمين اساس اقتصادنا المستقبليmiddot; وهناك كيانات اكثر حداثة مثل شركة مبادلة للتنمية التي تعمل على استخدام الشراكات الدولية والتعاون المباشر لتحقيق فوائد اقتصادية تتوفر لها عوامل الاستمرار للامارةmiddot;middot;
واستطرد سموه قائلا: على جبهة اخرى فان استراتيجية السياحة في ابوظبي من شأنها تحسين صورتنا الذهنية كمزار سياحي متميز وفريد من نوعهmiddot; فهي مركز ليس له نظير للانشطة ومكان للترفيه يضم ميراثا ثقافيا غنياmiddot; ومع ذلك فان تحقيق هذه الاستراتيجية سيمكن ايضا قطاعي السياحة والعقارات المحليين من النمو بسرعة وبناء علاقات مع افضل الشركات في العالمmiddot; ونحن حريصون على المزج بين تقاليدنا وخططنا الطموح وبين افضل الخبرات الدولية وهو ما يعني ان تتوفر فرص كثيرة للشركاء المناسبينmiddot; ومع تحقيق نمو تتوفر له عوامل الاستدامة في كل قطاعات الاقتصاد فاننا نتوقع ايضا ان تواصل أسواق رؤوس الاموال والمال والمصارف انتعاشها القوي، المؤسسات المالية في الامارات تقيم بالفعل تواجدا في انحاء المنطقة وتطور صورة ذهنية تجعل الشركات الدولية تنظر اليها على انها شركاء محليون على مستوى عالمي، والقطاع المالي الناضج سيتفاعل وسوف يواصل قيادته لتنويع اقتصادناmiddot; نحن نفكر بعناية بشان توجهاتنا المستقبلية، وبالنسبة لابوظبي فان التنوع ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة، ولا نسعى للنمو والتنوع في حد ذاتهما ولكن لتحقيق اهدافنا المحلية، واولوياتنا الحالية تركز بوضوح على التعليم والصحة ونمو قطاع خاص قوي وفاعلmiddot;
وأضاف سمو ولي عهد أبوظبي: ندرك منذ فترة طويلة اهمية التعليم لتطور ابوظبي وبوصفه قوة محركة لاقتصادنا مستقبلاmiddot; ورغم ان كثيرين من طلابنا يدرسون في الخارج فاننا حريصون على توفير فرص تعليمية على مستوى عالمي هنا في الاماراتmiddot; كما اننا نملك ايضا المصادر والسكان والقدرات لتطوير خدمات صحية راقيةmiddot;middot; ونحن نتحرك لتنويع ودفع النمو الاقتصادي، فانه من الحيوي ان يظهر قطاع خاص كبير وفاعل لانجاز الادوار التي كانت تقوم بها الحكومةmiddot; وربما الاكثر اهمية اننا نتوقع من القطاع الخاص المحلي ان يستفيد بشكل كامل من الفرص العديدة التي ستظهر في المستقبل الاقتصادي المشرق لابوظبيmiddot; واختتم سموه كلمته بالقول: إمارة ابوظبي الان في منتصف مرحلة حاسمة من تاريخهاmiddot; ونحن كدولة لنا تاريخ مشرف من الشراكة والعلاقات البناءة مع كيانات في كل انحاء العالمmiddot; ونحن ملتزمون باستمرار انفتاحنا على العالم وهذا اكثر اهمية الان من أي وقت مضىmiddot; ومن الواضح ان هناك فرصا عظيمة للشركات الاجنبية في ابوظبيmiddot; لدينا خطط طموح للمستقبل وانا اشجعكم على المشاركة فيهاmiddot;
التعليقات