علي سعد الموسى


فيما لو صدق استدراكي، فإن يد الإرهاب ستضرب في شيء من المستقبل المنظور عملية ستجعل من الحادي عشر من سبتمبر بالمقارنة والمقاربة مجرد مزحة ثقيلة. كل ما تحتاجه هذه الخلايا مجرد عشرين شاباً بآذان ولكن بلا ألسنة. وعلى أحداث - الإرهاب السائل - المكتشف في لندن مؤخراً وقفت عند كلمة قالها القيادي الإسلامي البارز في منظمة - فوريست قيت - الإسلامية البريطانية حين قال: إن على الحكومة البريطانية أن تبرهن للجالية البريطانية المسلمة بالدليل صحة البراهين والإثباتات والسيناريو الذي كانت عليه العملية الإرهابية المحبطة، وهي، أي الحكومة البريطانية، إن فعلت وبرهنت فإن هذا يستدعي من الجالية المسلمة في بريطانيا أن تقف مع نفسها وأن تعيد دراسة واقعها وأن تتقبل النقد واللوم على تصرفات صبيانها وأن تواجه أزمتها مع أفرادها بمزيد من الشجاعة وتحمل المسؤولية.

والذين يعرفون خفايا الأنساق الفكرية والثقافية والاجتماعية بالغرب لابد أن يعترفوا بأن للمجتمع البريطاني ميزة تفرد واستقلال لا يضاهيه فيها مجتمع غربي آخر: إعلام موضوعي يمتلك قدرة مدشهة من التوازن ونظام قضائي بالغ الحياء والاستقلالية وفوق هذا قدرات بوليسية لجهاز فعال لا يتسرع في رجم الأحداث ولكنه في ذات الوقت حازم لا يتأخر. وكي لا يتحول واقع الجالية الإسلامية الأكبر في أوروبا إلى محنة بريطانية، فإن على هذه الجالية أن تسارع لترتيب بيتها من الداخل لأن نصف فرقعة جديدة ستمحو تاريخاً طويلاً لهذه البعثة المسلمة في الجزر البريطانية.

ومن يعرف النسق الاجتماعي الغربي مرة أخرى، سيدرك أن مسلمي بريطانيا يعيشون أجمل فكرة قبول اجتماعي بالطوائف والأعراق لا تتكرر في كل مجتمعات الأقلية فحسب، بل يندر أن تجدها هذه الجالية، وبالجزم، في مجتمعاتها الأصلية.

ومن المؤسف أن سياسة التبرير لكل فعل شاذ ستنسف كل مكتسبات هذه الجالية وستضعها بالكامل في قفص الاتهام فالشعب المستقبل قد يهضم في المرة الأولى وقد يقبل الصفعة الثانية ولكن صبره على النشاز سيتبدد. هذه الجالية المسلمة تواجه قدرها من داخل جيلها الجديد الذي يبدو أنه في حالة اختراق خرقاء لأفكار لم تكن تعشعش في عقول أجيال الهجرة السابقة. أزمة هذه الجالية بالتحديد مع نفسها وعليها أن تواجهها بمزيد من الشجاعة وهي مهمة صعبة في ثقافة سائدة من التبرير والرفض وشماعة المسكنات.