الثلاثاء02 يناير2007

دrlm;.rlm; ليلي تكلا



في قرية ألمانية صغيرة استكمل العلاج من الحادث الذي ألم بيrlm;.rlm; كل ما فيها نظيف وكل من بها منضبطrlm;.rlm; المواطن يدرك واجبهrlm;,rlm; والمسئولون يحبون عملهمrlm;..rlm; وأقرأ أخبار مصر العزيزة ما بين مشاغبين لا يريدون لها الخير والاستقرارrlm;,rlm; وغياب النظافة والنظامrlm;.rlm; والمسئولية أشعر بألم حاد يدفعني لاستئناف الحديث عن قضية القمامةrlm;.rlm;

وهي ليست من القضايا التي يطيب الحديث عنها ولاتعطي الأولوية اللازمة لكن تجاهلها أكثر ضراوة وضررا وهي قضية تتعلق بالبيئة والتنمية والسياحة وكرامة مصرrlm;.rlm; إنها مرحلة متعددة الفصول تحتاج جميعها للاهتمام إن أردنا معالجتها بصورة حاسمةrlm;.rlm;

وقد ساد الظن فترة أن للقمامة مراحل ثلاثا تقتصر علي مجرد إخراج القمامة للشارعrlm;,rlm; وتجميعها في صناديقrlm;,rlm; ثم نقلها لإلقائها أو حرقها في أماكن فراغrlm;.rlm; ثم تطورت الأحوال وأصبح للقضية جوانب أخري أعطتها أهمية خاصةrlm;.rlm; أولها إدراك أهمية إعادة الاستخدام أو التدوير وهو التطور الذي جعل لها بعد اقتصاديا وأصبحت سلعة لها قيمة في السوق وثانيها قضية المقالب التي لايجوز أن تكون مجرد أماكن صحراوية أو مساحات تلقي بها القمامة أو تحرق والاعتبار الثالث الذي استجد هو فصل القمامة من المنبعrlm;,rlm; وهو من أخطر القضايا التي لم نهتم بها رغم خطورة تجاهلها علي الانسان والمواردrlm;.rlm;

هذا عن المراحلrlm;,rlm; أما أطراف القصة فهم الزبالون أو جامعو القمامة أو الشركات المكلفة بذلكrlm;,rlm; والحكومة أي هيئات النظافةrlm;,rlm; وثالثا المواطن بقيمة وسلوكه وإدراكه لمسئوليتهrlm;,rlm; وهناك طرف رابع مجهول هو الجمعيات الأهلية التي لها فضل كبير وإنجاز ملموس مثل جمعية خدمات مصر الجديدةrlm;,rlm; وجمعية الحفاظ علي البيئة وجمعية خدمات حي الزمالك وغيرهاrlm;.rlm; كل من الأطراف له دورهrlm;,rlm; وتجاهل أي منهم تنفرط به المنظومةrlm;.rlm;
rlm;
*rlm; وقد تفاقمت قضية القمامة بصورة مشينة بعد أن كانت قد حققت تقدما طفيفا غير كاف في بعض مراحلها فزاد عدد الحاويات وأصبحت أكبر حجما وإن كانت مازالت مكشوفة مما يسهل العبث بها عن طريق الإنسان أو الحيوانrlm;.rlm;

والاتجاه اليوم إلي عدم تجميعها في الشوارع إنما جمعها من المنازل ونقلها فوراrlm;.rlm;
rlm;
*rlm; وبالنسبة لمرحلة نقل القمامة لم تعد تنقل كلها في سيارات مكشوفة فتتناثر في الهواء أو في عربات كارو تخرج منها القمامة والروائح الكريهةrlm;,rlm; وأصبح لدينا بعض سيارات النقل المهيأة للهدفrlm;.rlm; لكن المشكلة اليوم أنها لاتنقل وتترك في الطرقاتrlm;.rlm;
rlm;
*rlm; وبعد أن كان التخلص من القمامة يتم في مقالب مفتوحة تلقي بها أو تحرق تضر بالبيئة والصحة وتهدر ما في القمامة من قيمةrlm;,rlm; أصبح هناك بعض مقالب صحية صديقة للبيئة والانسانrlm;,rlm; يرجع الفضل فيها للدكتور عبدالرحيم شحاته وبعض الجمعيات الأهليةrlm;.rlm;

تأتي بعد ذلك المرحلة الاقتصادية والصناعية في رحلة القمامةrlm;,rlm; مرحلة إعادة التدوير التي أصبحت تحتل مكانا أساسيا وركنا مهما في قضية القمامة فأين نحن منها؟

الغريب أننا في مصر حيث كان المزارع البسيط يقوم بإعادة تدوير مخلفاته بأساليب بدائية بسيطة صديقة للبيئة ويستفيد بها إلا أننا تأخرنا طويلا في الاهتمام الكافي بهذه المرحلةrlm;,rlm; بينما نجحت بعض الجمعيات الأهليةrlm;,rlm; ومستثمرون أجانبrlm;,rlm; ورجال أعمال وهناك في مصر مصنع صيني يقوم بتجميع البلاستيك بعد جرشه وتصديره للصين لتصنع منه الأقمشة والملابس كما سمعنا أن النساجون الشرقيون تمكنوا من تدويربعض منها لاستخدامها في السجادrlm;.rlm;

أما قصة النجاح الحقيقي في هذا المجال فهي ما حققته جمعية حماية البيئة من التلوثrlm;,rlm; برئاسة السيدة يسرية لوزةrlm;,rlm; في تدوير القمامة والنفايات في صناعات الورق بأنواعه والمظاريف والكارتات وعلب وأدوات وأكياس بلاستيك وشماعات وطوب ومواد للبناء وخراطيم تغليف أسلاك الكهرباء وغير ذلك كثيرrlm;,rlm; كما أنها تقوم بصنع السجاد والملبوسات والمفروشات من بقايا مصانع النسيجrlm;,rlm; إلي جانب إنتاج السماد الصحي العضوي السليمrlm;,rlm; أكثر من ذلك تقوم الجمعية بتصنيع أجهزة وماكينات إعادة تدوير المخلفات حتي تصبح قليلة التكلفة ويزداد استعمالها في مصرrlm;.rlm; إنهم جماعة ترتقي بمستوي المواطن تحترم كرامتهrlm;,rlm; ويصنعون من التبن تبراrlm;.rlm;
rlm;
***rlm;

أما أولي خطوات رحلة القمامة ولعلها أخطرهاrlm;,rlm; فهي مرحلة خروج القمامةrlm;,rlm; من المنازل وتربط بها قضية الفصل من المنبع وهذه مسئولية المواطن وتكمن أهمية هذه المرحلة في أن خلط النفايات العضوية أي بقايا الطعامrlm;,rlm; مع غيره مثل الجرائد والورق والبلاستيك والصفيح المشحونة بالمواد الضارة والسامةrlm;,rlm; يلوث النفايات العضوية التي يصنع منها السماد والأعلاف وبالتالي تنتقل السموم والعناصر الضارة إلي التربة وإلي الحيوان والإنسان وهناك بحوث تؤكد كل ذلك ولعل أخطر النفايات هو البطاريات المستعملة التي تخرج منها سموم أملاح المعادن فتسمم التربة والمياه الجوفية التي نشربها وهذه المرحلة لها حديث قادمrlm;.rlm;